تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قوله تعالى: ?عجوز عقيم ?،حيث يحدث تغير وظيفي طبيعي مع تقدم العمر يشمل ضمور المبيضين وخلوهما من النطف (البيضات) ببلوغ سن الإياس (أو اليأس) في المرأة، أي: انقطاع الحيض، وبالتالي تفقد المرأة ـ بصفة نهائية ومطلقة ـ قدرتها على الحمل [22].

والارتباط بين انقطاع الحيض في النسوة العجائز وعدم القدرة على الإنجاب حقيقة معروفة منذ زمن طويل، ومما يدل على ذلك شروح بعض المفسرين لقوله تعالى: ? وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) ? [سورة هود] حيث قيل: قوله تعالى: ? فَضَحِكَتْ ?بمعنى: حاضت [2، 3، 5 ـ 8]، ونقل ذلك عن مجاهد [2، 3، 5 ـ 8]، وعكرمة [3، 5 ـ 7] وابن عباس وابن عمر [7].

(ب) في سورة الشورى (49، 50): قيل: معنى الآيات هو: فيهب لبعض إما صنفاً واحداً من ذكر أو أنثى وإما صنفين، ويعقم آخرين [8].

وقوله تعالى: ?عقيماً ?،أي: يمنعه هذا وهذا فلا نسل له [4]، أي: لا يولد له [3 ـ 7] ذكر ولا أنثى [6].

ومما يدل أيضاً، على صحة مذهب الباحث ما ورد في التفاسير من أن هذه الآية نزلت في الأنبياء ـ عليهم السلام ـ خصوصاً، وإن عم حكمها: وهب للوط وشعيب الإناث ليس معهن ذكر، ووهب لإبراهيم الذكور ليس معهم أنثى، ووهب لآدم وإسماعيل وإسحاق ومحمد الذكور والإناث وجعل عيسى ويحيى عقيمين [3 ـ 8].

(جـ) سورة الحج (55):قوله تعالى: ?أو يأتيهم عذاب يوم عظيم ?اختلف في هذا اليوم أي يوم هو؟ فقيل: هل يوم القيامة. وقيل: هو يوم بدر [2 ـ 8]، وقيل: المراد بيوم عقيم يوم موتهم، فإنه لا يوم بعد بالنسبة إليهم [7]، وشرح وصف اليوم بأنه (يوم عقيم) لأن يوم القيامة يوم لا ليلة بعده [2، 3. 4، 6] أي: لا يوم بعده [6]. والعقيم في اللغة: من لا يكون له ولد [3، 6]، ولما كان الولد يكون بين الأبوين [3] كهيئة الولادة، ولما لم يكن بعد ذلك اليوم يوم وصف العقم [3، 6، 7، 8]. وكذلك يوم بدر لأنهم لم ينظروا فيه إلى الليل، بل قتلوا قبل المساء، فصار يوماً لا ليلة له [2، 3]، وهذا يؤيد رأي الباحث.

(د) في سورة الذاريات (41):قيل: (العقيم) فعيل بمعنى مفعول، وكذلك بمعنى فاعل [5، 7]، ومنه امرأة عقيم لا تحمل ولا تلد [3]، كأنه شبه عدم تضمن المنفعة بعقم المرأة فعيل بمعنى فاعل من اللازم [7]، أي: الريح المفسدة التي لا تنتج شيئاً [4]، فهي لا تلقح شيئاً [2، 7]، لا تلقح نباتاً [2]، ولا الشجر [2، 3، 6 ـ 8]، ولا تلقح [3]، ولا تثير [2]، السحاب [2، 3]، ولا تحمل مطراً [6 ـ 8]، أي: ليس فيها خير [6، 8]، ولا بركة [2، 3، 6، 7]، ولا رحمة [3]، ولا منفعة [3، 7].

وقيل: سميت عقيماً لأنها أهلكتهم وقطعت دابرهم [7 ـ 8]، على أن هناك استعارة تبعية شبه إهلاكهم وقطع دابرهم بعقم النساء وعدم حملهن لما فيه من إذهاب النسل ثم أطلق المشبه به على المشبه واشتق منه العقيم [7].

(3) (العقر) في اللغة:

(أ) (العقرة) والعقر والعقر [12]، وقد عقرت المرأة [12، 14 ـ 16]، تعقر [13، 14 ـ 16]، عقراً [12، 14 ـ 16]، وعقراً [12، 14]، وعقاراً [14]، وعقارة وعقارة [12]، وعقرت عقاراً [12، 16]، فهي عاقر [12، 14، 16]، والجمع عقر [12، 14]، وعواقر وعاقرات [15]، وعقر الرجل مثل المرأة أيضاً [12]، ورجل عاقر [12، 16]، وعقير [12، 14]، لا [12 ـ 14، 16]، أو لم [15]، يؤله له [12 ـ 16]، ولد [14]، والجمع عفر [12، 15، 16]، وقد (عقرت) المرأة تعقر بالضم (عقراً) بضم العين أي: صارت عاقراً [13]، وعقرها الله بالفتح جعلها كذلك [15]، وأعقر الله رحمها [12، 14]، فهي معقرة [12].

(ب) العقر الجرح [14]، و (عقره) عقراً جرحه [12، 13، 15]، فهو (عقير) وهم (عقرى) كجريح وجرحى [12، 13].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير