أخرى، بالإضافة إلى أن السِّفر يجعل موطن أيوب الأصلي في شرق جنوب فلسطين.
دعونا نتأمل الجذر المشتق منه اسم العرب في الساميات: (غ/ع ر ب):
الأكادية: /عِريبو/ "غَرَبَ (الشمس) " العبرية: ???: عَرَب "غَرَبَ"، الإثيوبية: /عَرْبَ/ "غَرَبَ"، الأوغاريتية: /عرب/ "غَرَبَ"، الآرامية: ?????: مَعربا* "المغرب" بمعنى المساء والعبرية: ???:عِرِب "المساء". ويقابل هذا الفعل بالعربية الفعل "غرب".
* ألف المد في نهاية الكلمة الآرامية هو للتعريف. واللغتان الساميتان اللتان يرد التعريف في أواخر الأسماء فيهما هما الآرامية (بلهجاتها الكلدانية والسريانية والتلمودية) والحميرية لغةُ ظفار التي تعرف الأسماء فيها بإضافة حرف النون إلى أواخرها (مثلاً: ذَهْبَنْ = الذهب).
ويلاحظ أيضاً أن الأكاديين سموا جهة الغرب /عِريب شمشِ*/ أي "مغربُ الشمسِ". وترجم الكاتب اليوناني Hesychius هذه التسمية حرفياً إلى لغته بـ: ???? ??? ??????= Chor? tès Dusèos " مغرب الشمس". لكن ترجمته الحرفية لم تقنع قومه الذين فضلوا استعمال الاسم المضاف في الجملة الأكادية أي /عِريب/ على ترجمته الحرفية، وحولوه ليتجانس مع أوزان لغتهم ويصبح في آخر المطاف ?????? الذي حور قليلاً في اللاتينية ليصبح Europa.
* يلاحظ أن الإضافة في البابلية مثل الإضافة في العربية تماماً وأن الكسرة تحت /شمشِ/ للجر مثل كسرة الجر في العربية تماماً. والفارق الوحيد بينهما هو حذف الحركة من آخر المضاف في البابلية.
ويقابل هذا الفعل في الأكادية الفعل: /آصُو/ "أشرق (الشمس) " وفي العبرية الفعل: ??? /ياصا/ "أشرق". ويقابل هذان الفعلان في العربية الجذر "وضأ*". ومنه اشتق اسم القارة التي تشرق منها الشمس أي /آسيا/.
* هذا الفعل من ذوات الواو في كل الساميات. تنقلب الواو ياءً في العبرية والأكادية وتبقى واواً في العربية. راجع معنى /وضأ/ و/ضوء/ و/وضح/ الذي يستشف منها الضوء والإشراق والنور.
يلاحظ من هذه المقارنة السريعة أن فاء الفعل في الساميات حرف العين وفي العربية حرف الغين. والثابت أن حرف الغين كان موجوداً في اللغة السامية الأم إلا أنه اختفى من البابلية والعبرية والآرامية وغيرها من لغات الشمال، مثله في ذلك مثل اختفاء الثاء والخاء والضاد والظاء والذال منها، والتي لم تحتفظ بكلها أو ببعضها إلا العربية والحميرية والإثيوبية. ويستدل من الترجمة السبعينية لكتاب العهد القديم إلى اليونانية في القرن الثالث أو الثاني قبل الميلاد، وهي أقدم ترجمة لكتاب العهد القديم إلى لغة أخرى، إلى أن الغين كانت تلفظ في العبرية غيناً قبل اختفائها منها وانقلابها عيناً. مثلاً: نُقِل لفظ مدينة ???? (عُمورا) إلى اليونانية هكذا: ??????? = Gomorra " غُمورا ـ مدينة قوم لوط عليه السلام بالغين، ولو كانت الغين وقتها تلفظ عيناً لكان اليونان كتبوها بحرف الـ O قياساً باستعمالهم حرف الـ O باضطراد للدلالة على حرف العين في الساميات، والأمثلة كثيرة.
ويعرف شراح العهد القديم العرب على أنهم البدو الرحل. والثابت أن هذا التعريف غير صحيح لأن العرب ليسوا كلهم بدواً يرحلون من مكان لآخر بحثاً عن مواطن الكلأ. والثابت أيضاً أنه لا يوجد تعريف واضح لكلمة /عرب/ غير "سكان (الجزيرة) العربية". أما "العربية" فلا يعلم معناها الأصلي إلا الله. وكل حد لها إنما يكون من باب الاجتهاد. فهل يكون جذر /عرب ـ غرب/ في الساميات كما قدم أعاليه من الأضداد في اللغة السامية الأولى، أي أنه يفيد معنى شروق الشمس وغروبها بحيث يفيد معنى "مشرق الشمس"؟ أي أن تكون " (الجزيرة) العربية" تعني "مشرق (الشمس) " ضد "مغرب (الشمس) "؟ هذا اجتهاد شخصي ليس إلا.
ولا شك في أن القول إن اسم /العرب/ يفيد معنى "سكان الصحراء" عموماً هو قول صحيح بمطلق الأحوال لأنهم منها خرجوا وإليها سيعودون أو سيُعادون تمهيداً لوضعهم فيها خارج ذاكرة التاريخ كما كانوا عليه قبل الإسلام ـ إذا لم يتنبهوا ويستفيقوا ...
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[20 - 09 - 2008, 12:42 ص]ـ
في بعض الأوزان النادرة
1. وزن تَمَفْعَلَ يَتَمَفْعَلُ. (المصدر: تَمَفْعُل. اسم الفاعل: مُتَمَفْعِل)
يرد هذا الوزن في أفعال مشتقة من أسماء [1]، بعضها شائع الاستعمال في المشرق والمغرب العربيين مثل:
¥