ـ "تَمَظْهَرَ"، المأخوذ من "مظهر"، المشتق بدوره من /ظهر/. ومعناها: "اتخذ مظهراً ما" أي "تظاهر بمظهر ما"؛
ومما اشتق العوام قياسا على هذا الوزن:
ـ "تَمَشْكَلَ"، المأخوذ من "مشكل"، المشتق بدوره من /شكل/؛
ـ "تَمَشْيَخَ"، المأخوذ من "شَيخ"، المشتق بدوره من /شيخ/؛
2. وزن تَأَفْعَلَ يَتَأَفْعَلُ. (المصدر: تَأَفْعُل. اسم الفاعل: مُتَأَفْعِل)
هذا وزن نادر شاذ عن القياس لأنه يضيف تاء للمتعدي بهمزة، لأن التاء لا تدخل إلا على المتعدي بتضعيف العين مثل "رَكَّبَ" و"تَرَكَّبَ" و"سَلَّمَ" و"تَسَلَّمَ" و"وَصَلَ" و"تَوَصَّلَ" الخ. ومن ذلك:
ـ "تَأَسْلَمَ تَأَسْلُماً" فهو "مُتَأَسْلِمٌ"! ومما قرأت في جريدة الصباح المغربية الصيف الماضي: "ظاهرة التأسلم"، ويقصد بذلك مَن اصطلح المشارقة على تسميتهم بـ "السلفيين/الأصوليين"؛ "مُتَأَسْلِمُو العصر؛ المُتَأَسْلِمُون"، ويقصد بذلك "السلفيون/الأصوليون". ولقد ركَّبَ صحفيو المغرب هذا الوزن العجيب ترجمة للاحقة اللاتينية – sation/-zation، فأتت "تَأَسْلُم" إزاء islamisation/islamization، التي يقابلها في اللغة "أَسْلَمَة"! لكن الواضح من الاستعمال أنه لا يقصد بـ "تَأَسْلُم" "الأسلمة" التي نعبر عنها بقولنا "الدخول في الإسلام"، لأن "تَأَسْلُم"، في نهاية المطاف، تسمية مستهجنة أطلقوها على أتباع التيار السلفي الأصولي، الذي يطلق عليه صحفيو المشرق اسم "الإسلاميين" وذلك على الرغم من الخلط الشديد الذي يسببه هذا المصطلح الذي أتى، شأنه في التبعية الفكرية لصحفيينا الفاشلين، شأن "المتأسلمين"، ترجمةً مستعارةً لـ islamists.
3. وزن فَوْعَلَ يُفَوْعِلُ. (المصدر: فَوْعَلَة. اسم الفاعل: مُفَوْعِل)
ـ "عَوْلَمَ عوْلَمَة" مقابل globalisation/globalization. ومنه: "تَعَوْلَمَ".
ـ "خَوْصَصَ خوْصَصَة" مقابل privatisation/privatization. ومنه: "تَخَوْصَصَ". أما المشارقة فيستعملون بدلا منها "خَصْخَصَ"، ويقولون "خَصْخَصَة".
4. وزن تَفَعْلَنَ يَتَفَعْلَنُ. (المصدر: تَفَعْلَنَة. اسم الفاعل: مُتَفَعْلِن)
ـ "تَقَهْوَنَ"، المأخوذ من "قهوة"، المشتق بدوره من /قهو/، ومعناه: "تناولَ القهوة في الصباح"!
ـ "تَعَلْمَنَ"، المأخوذ من "عَلماني" (بفتح العين لا بكسرها كما أورد البعلبكي خَطأً في المورد)، المشتق بدوره من /عَلم؛ عالَم/.
ـ "تَوَسْخَنَ"، المأخوذ من /وسخ/، ومثله كثير في لهجات أهل الشام!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] هذه أفعال مشتقة من أسماء مشتقة بدورها من أفعال كما نرى. إذاً ليست هي مثل الأفعال المشتقة من أسماء مثل "أَذَّنَ" من "أُذْن"، و"تَزَوَّجَ" من "زَوْج" و"بَوَّبَ" من "باب" الخ، لأن "أُذْن" و"زَوْج" و"باب" أسماء ليست مشتقة من أفعال.
ما رأيك أخي في أن الصرفيين يجعلون ذلك كله تحت ما يسمى بالملحق بالرباعي، أي هو ثلاثي في أصله وزيد حرفًا رابعًا زيادة غير مطردة.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[21 - 09 - 2008, 09:59 م]ـ
أخي الحبيب عبدالرحمن السليمان وفقه الله
أراك تزاول أمرًا عظيمًا جم الفائدة وسيكون إضافة رائعة إلى ثقافتنا، وما دعاني إلى ربط السامي بالعربي هو أن فئة من الناس يثقون ثقة مطلقة بكل ما في المعجم العربي، وهو على فضله وفضل من ساقه قد لا يكون دقيقًا كل الدقة، ولعل الإشارة إلى أقوالهم تنفي شبهة أن الباحث ربما لم يطلع على ما عندهم، وربما توقفوا لذلك في رأيه.
أخي أنا سعيد بك كل السعادة وأتمنى أن تؤتى الصحة والنشاط والتوفيق في عملك.
تقبل تحياتي والله يرعاك.
أخي الحبيب الدكتور أبا أوس،
أحسن الله إليك أخي أبا أوس، وأسعدك في الدارين، ووفقني وإياك لكل خير.
بالنسبة إلى الإشارة إلى المعاجم العربية عند الحديث في تأثيل اللغات السامية، فهذه ضرورة علمية في الدراسات السامية، بله تقليد عند المشتغلين بالساميات، ذلك أن العربية ــ بإجماع المشتغلين بالساميات ـ حجة على أخواتها لثلاثة أسباب جوهرية هي:
1. لأنها اللغة التي جمعت أكثر الخصائص الصوتية والنحوية والصرفية والمعجمية الموزعة على اللغات السامية الأخرى؛
¥