[بـ المشاعر ــــــــوح]
ـ[بقايا ذاكرة]ــــــــ[29 - 03 - 2003, 07:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في هذا العالم (الإنترنتي) الواسع .. المترامي الأطراف ..
يتخبط الإنسان في متاهات لا نهاية لها ..
أشد ما يؤلمك هو أن ترى لغتك الفصحى وهي تتهيأ لرحلتها للدار الأخرى ..
فتختفي عن ناظريك شيئا فشيئا ..
فما يسعنا إلا أن نبكي على الأطلال
ونكتم الزفرات التي أبت إلا أن تشاركنا همومنا
وحالنا:
أُكاتم شوقاً طوى جفنه ,,, وحباً يُخامر دون وعي
فتنطلق زفراتنا معلنة مأساة جديدة من مآسي الأمة الإسلامية ..
كيف لا وأعدائنا قد حققوا ما كانوا يطمحون إليه قبل مئات السنين ..
دون أدنى جهد يذكر!!
لكن مازال هناك بصيص أمل يلوح في الأفق ..
يعيد إلينا بعض حياة توهمنا أنها انتهت
ولا أظنني إلا قد خططت عباراتي التائهة الوجلة في جزء من هذا البصيص الذي أعاد إلى روحي اليائسة بعض ما فقدته
ولا يسعني إلا أن أسجل إعجابي بما ضمه منتداكم من أقلام براقة ونفوس تأبى إلا العلو والسمو
وها أنا قد أنزلت ركابي بينكم .. وكلّي أمل بأن أجد الناقد و المصوّب لـ (بُويتاتي) التي بدأت بها مسيرتي الشعرية ...
فأترككم مع القصيدة والتي أسميتها بـ::: بـ المشاعر ـــــوح:::
على ليلي يلوح أسى = فأظهر كل ما اندرسا
توارى الأُنس عن عيني = ونور الصبح صار مسا
توارى خلف أرديةٍ = من الأحزان فانطمسا
سرابٌ مر يطربني = ويوقد مهجتي بـ (عسى)!!
تُنازع نفسي قافيتي = و ترجو اللطف و الأُنسا
ويؤلم جفنها سهدٌ = فهلَّ الدمعُ و انبجسا
أُمنيّ النفس أُمنية = و أنقش حلمها بأسى
و أسأل نبض أغنيتي = لماذا اللحن قد خرسا؟!
فأسمع بعض همهمة = وحزناً للحروف كسا
أملَّ النبض أسئلتي = فصار جوابه همسا؟!
وصار يحار في فكري = ويمسي لشعري مختلسا؟!
ولا يقوى على بَوحٍ = لقلبٍ راعه الغلسا؟!
فكان الحل أن أضحى = للإفراجِ ملتمسا
و ألفى صمته سَكَنٌ = وعانَقَ حزنهُ فقسا
غضضت الطرف في ألمٍ = وصُغت اللفظ محترسا
و ألقيتُ الأسى خلفي = وجنَّدتُ الدُعَا حرسا
و بعد لهيب أمسيتي = و بعد ظلام ذا المرسا
أتى الفجر الذي أردى = ظلام الليل فانتكسا
بقايا ذاكرة مبتلّة
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[29 - 03 - 2003, 11:03 م]ـ
الأخ بقايا ذاكرة / السلام عليكم
إن من البيان لسحرا ,,,,,,,
لقد وقفت كثيرا على قصيدتك , وقرأتها بتمعن شديد , وقلما أفعل ذلك , فما السبب؟
إن القصيدة التي يشدك كل حرف فيها إلى الآخر , وكل كلمة إلى الأخرى , وكل شطر إلى الآخر , وكل بيت إلى تاليه ,,
لتنتهي القصيدة , وأنت لاتريد أن تصدق ان هذا البيت هو تمامها , هي التي تمثل الشعر
لقد رحلت بي قصيدتك إلى عوالم , لا تصل إليها إلا أبيات , تستحق أن يطلق عليها شعر , لقد صغرتها ببويتات , وهي أكبر من أبيات , وأتمنى ألا يكون تصغيرك انتقاصا لها , بقدر ما يكون تدليلا وتمليحا لبنتك الرائعة (بوح المشاعر) , وإذا جئت لنقدها ـ ولست أهلا لذلك ـ فسأقف عند كل بيت منها على حدة , فاسمح لي
على ليلي يلوح ii أسى
فأظهر كل ما اندرسا
توارى الأُنس عن ii عيني
ونور الصبح صار ii مسا
توارى خلف أرديةٍ
من الأحزان ii فانطمسا
سرابٌ مر يطربني
ويوقد مهجتي ب (عسى)!!
أولا وزن القصيدة رائع جدا , وليت كل الشعراء يستخدمون هذه الأوزان الخفيفة
واتجاهك إلى السلاسة في انتقاء ألفاظك , وبعدك عن التعقيد , جعل القصيدة مفهومة لكل من يقرؤها , بل انه جعل حتى الألفاظ التقليدية
تتحلى بحلة التجديد , والسهولة كما فعلت بلفظ (اندرسا) , لقد جعل البيت معناه قريبا ومفهوما , لأنه سبق بـ (أظهر) فصار معلوما من السياق أن الدارس هو القديم المتلاشي , ولو أن اندرس جاءت ضمن سياق آخر , لما فهم معناها من البعض , فما هذه البراعة التي تملكها (وعيني عليك باردة) لتمزج بين القديم والحديث وتوظف كل منهما لخدمة الآخر , وما هذه الألفاظ الرنانة؟
سرابٌ مر يطربني
ويوقد مهجتي ب (عسى
اقسم انك شاعر
تُنازع نفسي قافيتي
و ترجو اللطف و الأُنسا
ويؤلم جفنها سهدٌ
فهلَّ الدمعُ و انبجسا
أُمنيّ النفس ii أُمنية
و أنقش حلمها ii بأسى
و أسأل نبض أغنيتي
لماذا اللحن قد خرسا ii؟!
في البيت الأول يبدو لي ان هناك اختلالا في وزنه
تنازع نفسي قافيتي
//0// /0/ 0 /0///0 ربما يكون هذا الشطر اقرب الى المتدارك منه إلى الهزج أو مجزوء الوافر
ما أروع ذلك الترتيب والتنسيق بين الكلمات , الذي جعل القارئ يمشي مع الصور والمعاني الجزئية ليصل في النهاية الى الصور الكلية
و أسأل نبض أغنيتي
لماذا اللحن قد خرسا
مرة أخرى اقسم انك شاعر
لم يخرس اللحن , لم يخرس اللحن وأنت تصدح به بهذه الروعة
صدقني كلما رجعت إلى القصيدة وانا اكتب هذا التعليق أتدارك شيئا غفلت عنه
وبصدق فقد تمنيت أن أكون قائل هذه القصيدة
ولي وقفة أخرى معها بإذن الله
مع محبتي
محمد
¥