[الاصالةالابداع في شعر بو حمد 1]
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[10 - 04 - 2003, 09:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يبدو أنني لم انتبه إلى شعر بو حمد إلا مؤخرا إما لإهمالي ـ ومثله لا يهمل ـ أو لأنه لا ينشر أكثرها في مواضيع مستقلة، وإنما يقوم بإدراجها ضمن ردوده، واليوم تفرغت لها وبحثت عنها واختصرت الرد عليها في موضوع واحد، لتكون الصورة أوضح، فلا يسعنا أبدا أن نحكم على شاعر من خلال قصيدة أو أبيات
ولقد لمست من خلال قراءتي لقصائده التزامه بالأصالة واعتماده على جزالة الألفاظ
كما في قصيدته أشعارنا كذبا
مَا عَابَهَا قَلَمٌ شَْرقاً ii ولاغَْربا قَولاً ولا عَمَلاً سِلْمَا ًوَلا ii حَربَا
هِيْ قُدسُنَا، أمَلٌ، حُبٌّ، وَمَا ii وَثَنٌ مَا قُدْسُنا سَكَنٌ بَلْ تَسْكُنُ القَلْبا
أسْعَى وَأحْلاميَ ألعُمْيَ ii تُنَاشِدُنِي فيْ كُلِّ دَرْبٍ لَهَا لَمْ أسْلُكُ، ii الدَّربَا
ضِيْقٌ وَمَا كَدَرٌ، هَمٌّ وَمَا ii سَبَبٌ أحْيَا بِلا أمَلٍ مُسْتَوطِنا ً ii غُربَا
لَو تَعْلَمُ النَفْسُ مَا بالنَفْس ِمِن شَجَن ii ٍ مَا ضَاقَ مَا لَمْ يَكُنْ بالأصْلِ هُْو رَحْبَا
ويلاحظ أيضا التزامه المطلق بمبادئه، فلا نراه يدعو إلى شيء يظن انه لا يليق به هو، فقد طبع شخصيته في شعره وهذا هو الشعر،
ضِيْقٌ وَمَا كَدَرٌ، هَمٌّ وَمَا ii سَبَبٌ أحْيَا بِلا أمَلٍ مُسْتَوطِنا ً ii غُربَا
فهذا البيت ذكرني ببيت البحتري
بلغ من صبابة الدهر عندي طففتها الأيام تطفيف بخس
وببيت المتنبي: قليل عائدي سقم فؤادي * كثير حاسدي صعب مرامي
ولعل القارئ يرى أنني قد بالغت أو تكلفت، ولكن على العكس فلو دقق في كل منها لوجد الشكوى من الزمان والغربة (وبيت البحتري يليه بيت في ذكر الغربة ولكن الذاكرة لم تصنه))
وقد أعجبني البيت، والصدق أنني كنت اقرأ أبيات بو حمد دون ان يخطر ببالي انه قائلها، كنت لأنها تتميز بقوة غريبة لا نراها في الشعر الحديث
وهناك ميزة أخرى وهي انه يحكي تجربته التي أظنها مليئة بالخبرة،، فوالله لا تخرج هذه الحكم إلا من شخص مجرب خبير
أوطَانِيَ عَبَثٌ أحْلامِيَ ii تَعَبٌ أشْجَانِيَ بَلَدٌ قُدْسِيَ ii خَْربَا
أحْفَاديَ عَدَمٌ أولادِيَ ii يُتُمٌ آبَائِيَ خُمُلٌ أجْدَادِيَ ii تُْربَا
رَدَّتْ وَمِنْ خَلْفِ أسْتَار ii ٍكَرامَتُنَا قَدْ ضَيَّعُونِي فَمِثْلِكْ كَانَ لِي ii قُْربى
حَتَّى عِتَابٌ، يَضِيْعُ العَتْبُ مِنْ ii كَدَرٍ أنَّى لِيَسْمَعْ وَضِيْعٌ مِنَّيَ ii العُتْبَى
البيتان الأول والثاني من هذه المقطوعة يعيداننا إلى البيت
ضِيْقٌ وَمَا كَدَرٌ، هَمٌّ وَمَا ii سَبَبٌ أحْيَا بِلا أمَلٍ مُسْتَوطِنا ً ii غُربَا
ونفس الشيء أراه في البيت
رَدَّتْ وَمِنْ خَلْفِ أسْتَار ii ٍكَرامَتُنَا قَدْ ضَيَّعُونِي فَمِثْلِكْ كَانَ لِي ii قُْربى
وترصيعه
وليسمح لي بو حمد، أن أقول ما ارتأيته في البيت
أوطَانِيَ عَبَثٌ أحْلامِيَ ii تَعَبٌ أشْجَانِيَ بَلَدٌ قُدْسِيَ ii خَْربَا
فقد رأيت انكسارا بسيطا في الوزن وربما لو أضاف واوا أمام قدسي لتصبح (وقدسي) سيصبح حال البيت أفضل
ونفس الكلام أقوله في البيت
رَدَّتْ وَمِنْ خَلْفِ أسْتَار ii ٍكَرامَتُنَا قَدْ ضَيَّعُونِي فَمِثْلِكْ كَانَ لِي ii قُْربى
الشطر الثاني مكسور الوزن وبعد إذن بوحمد (قَدْ ضَيَّعُونِي وأنت كنت لي قربا)
حَتَّى عِتَابٌ، يَضِيْعُ العَتْبُ مِنْ ii كَدَرٍ أنَّى لِيَسْمَعْ وَضِيْعٌ مِنَّيَ ii العُتْبَى
في هذا البيت ضعف في الأسلوب ففي الشطر الثاني اضطر شاعرنا لجزم المضارع يسمع بلام الأمر وذلك حفاظا على الوزن ولكنه سبقه باسم استفهام أنى فإذا كان بمعنى كيف لم يستقم الأسلوب فكيف تستفهم كيف يسمع الوضيع؟ وتأمره بالسمع، علما بأن الاستفهام إنكاري أي لن يسمع الوضيع
وقد استعصى علي تصحيحه
أما إذا كانت أنى بمعنى أين، فالمعنى في قلب بو حمد
بَلْ قَدْ تَرِيْ صَخْرَة ًصُلْداً ii يُحََُّركُهَا هَتْكُ العَذارى جهاراً وَالنِسَا ii ضَْربَا
إذ نَاظِرينَ وَمَا اهتزت جّوانِحَهُم بَلَى: لَقَدْ نَالَنِي مِنْ عَطْفِهِمْ ii شَجْبَا
أخْيَارُهُمْ سَبَقُوا بِالعِزِّ ii لِلْشَرفِ وَخَلَّفُوا بَعْدَهُمْ أشَْرفْهُمُ ii الذِئبَا
مَا كَانَ مَن مِثْلِهِمْ بِالقُْدس ii ِمَنْزِلَةً تَعْلوا بِهِمْ شَرَفَاً بَل هُمْ لَهَا ii سُبَّا
¥