تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[دقيقة تأمل .. !]

ـ[وسن]ــــــــ[08 - 02 - 2004, 02:17 م]ـ

من أجمل اللحظات في حياة الإنسان تلك التي تشعره بالتميز والغبطة! تلك اللحظات التي تنقله إلى شواطيء لم يخلق لها ثانٍ .. لحظات من الصفاء النفسي ..

والنقاء الروحي .. لحظات يجب الإنسجام معها .. فقد لا تعود! تلك اللحظات التي تجعلك تتحسس وجودك .. حياتك .. روحك .. تجعلك .. تعشق الحروف الصافية البيضاء ..

حروف بلوّرية .. لها فعل السحر .. وجمال الورد .. وأريج الكادي .. تجعلك رغماً عنك .. تدون كل ثوانيها .. بشيء أشبه بماء الذهب .. فتحتفظ بكافة اللحظات في مكان ينأى عن لهيب الشمس .. فتشعر بأنك إنسان .. لك وجود .. لك روح .. لك عقل .. فكر .. رأي

وأحلاماً وردية .. مختلفة تماماً .. عن سطحية الأحلام القذرة!

حينها تنعم بالإمتياز الذي تفتقده بعض النفوس .. فتتسمر في مكانك .. تعجب من هذه الأجواء الغريبة الجميلة .. التي تعايشها وتنعم بها .. !

تعجب من هذا الفضاء الرحب .. فضاء المشاعر والأحاسيس .. فيبرق في عينيك وميض الفرح .. وتتحرك شفتيك .. فإذا بها تبتسم .. تعكس سعادة روحك ورضاها .. تشعر بأن داخلك

خمائل ليس لها مثيل .. وفضاءات ليس لها حدود ..

فتبحث عن أقرب الناس إليك .. لتحدّثه عن ذلك وعما هو أعمق من كل ذلك ..

حتى إن لم تجد روح تشاركك هذه اللحظات البلورية الشفيفة .. لا بأس بأن تحدّث نفسك بقرب أكثر .. وبصدق أكبر .. وبطريقة روحية فريدة .. ! أجل لا بأس من هذا الحديث .. فقد لا تجد

أحداً أقرب منك إليك .. !

وإن وجدت أعد الحديث مع روحك الطاهرة .. واحتفظ بتلك الترانيم .. احفظها في الذاكرة فصدقوني

ثمة بعض الملح الذي يحفظ بعض هذه الذكريات من التعفن .. فيعجز كل شيء في هذه الدنى ..

من العبث بذكراك ورائع أيامك .. !!

وعندما تشعر بذلك .. فتتعمق وتنسجم .. ثم تحتفظ بكل ما سبق .. تذكر .. بأنك وصلت لمرحلة

الصفاء النفسي .. الروحي .. العقلي .. الوجداني ..

تذكر بأنك لمست شيئاً يحلم به الكثييييييييييير غيرك ... يحلمون في الوصول إليه ولكنه العجز ..

والقصر الذهني والروحي في المقام الأول .. !

تذكر بأنك لابد من أن تخبر نفسك بذلك وتثق .. ثم تتمرد على عادية المشاعر .. عندها تكون

قد وقفت في وجه القمر الند بالند!

فتستحق السمو ... الإرتقاء .. التميز البشري!

أخيراً .. لا تنسَ عندما تذكر كل ذلك .. وكل ما هو أجمل من ذلك، بأن تحمد الخالق .. وتثني عليه ..

تسبّحه وتمجّده فهو من أوجد ذلك فيك .. وهو ... هو وحده من جعلك متميزاً عن البقية ..

فخلق لك تلك الروح ..

لا تنساه وضع ذكره دوماً شهداً في شفتيك ..

فبدون حمده وشكره سيكون كل ذلك مجرد كلام على ورق .. سيزول كل ذلك

بأقل من لحظة .. وسيلازم ذلك ـ إن وجد ـ ضيق نفسي .. وثورة من الحروف السوداء ..

ولكن ثق تماماً .. بأنها كثورة سحابة صيف .. ! ستزول حتماً .. أتعلم لم .. !؟؟

لأنك أنت وحدك ستنهيها وتقتلها .. ذلك فقط بذكائك .. فطنتك .. ومشاعرك الصافية البيضاء

التي لا تقبل الدنس بأي حال من الأحوال ..

فيغرد كل شيء في حياتك عندما يتزامن هذا مع وجود روح .. تفهمك .. وتقدر كل ذلك

منك وتعينك على هذه الحياة .. الشاحبة الرمادية ..

فتشعر .. بشيء رائع لا يمكن وصفه .. !

عندها .. ستتمتم: ياااااااااااااااااه ما أسعدني!

ـ[بديع الزمان]ــــــــ[08 - 02 - 2004, 07:54 م]ـ

وسن

أدب راق فكرة و أسلوبا هذا الذي نثرته على صفحة بيضاء كصفاء الروح وتجليها عندما تبحر في أعماق الأعماق الإنسانية لتكتشف مميزاتها ومكنوناتها خصائصها الدفينة تحت ركام المعاناة وآلام تعاطي الحياة.

كنت أحسب هذا القلم سيأخذني إلى شواطئ حالمة كتلك الشواطئ التي يجد المرء نفسه بين يديها إذا ما هو نشد الاستجمام والتخفف من أعباء الحياة وهمومها فإذا به يأخذني إلى عوالم النفس الإنسانية العجيبة تلك العوالم القريبة البعيدة التي لن نقف على عشر معشار كنهها فضلا عن الإلمام بجزئياتها مع أنها تخصنا وتكتنفنا ونقدر ـ إن شئنا ـ أن نشكلها ونرسم خرائطها ونزرعها بهجة وخيرا فتغدو خميلة لا كالخمائل وواحة لا كالواحات لأنك تعيشها بتمازج فريد بين مشاعر العاطفة وحقائق العقل وهل أجمل من أن يحيا المرء موازنا بين عاطفته وعقله متلمسا خطواته وفق هذا التوازن الحيوي الخلاّق؟

نعم نعم ... نحن مقصرون أيما تقصير في حديثنا مع أنفسنا مع أننا في أمس الحاجة إلى هذا الحديث ... على المرء أن يحدث نفسه بشفافية وتجرّد وأن يتعاطى هذا الحديث بتفاعل متناغم، عليه أن ينصف نفسه من نفسه و أن يعدل في حكمه لنفسه و من ثمّ ينطلق لمحادثة الآخرين الأقربين والأبعدين عندها سيكون للحديث معنى أسمى و للحوار قيمة أجمل 0

راق لي هذا الموضوع كثيرا فهو دعوة مقنِعة إلى ترسيخ حقائق الحقّ والخير والجمال مع النفس أولا و من ثم مع الآخرين 0

شكرا لا يحدّ يا وسن 0

همسة يسيرة: وددت لو حرص هذا القلم على تلافي الهنات الإملائية اليسيرة التي وردت في ثنايا الموضوع وأعزوها إلى أن المبدع أحيانا يعنى بفكرته وأسلوبه العناية الفائقة فينفث خلجات نفسه جملا وعبارات عالية الصياغة جميلة السبك فتنفر من بين يديه بعض الأحرف وتأتي أخرى في غير محلها 0

للجميع تقديري0

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير