[كل عاااااااااااااام .. أمل قادم!]
ـ[وسن]ــــــــ[16 - 02 - 2004, 04:02 م]ـ
كل عام أمل قادم
كل عام .. ونحن نتأمل حياتنا بشكلٍ أروع .. !
كل عام ونحن ننتظر أملاً ما في مكانٍ ما ... ! ننتظر نبعاً صافياً في صحراء قاحلة محرقة ... !
كل عام ونحن نقلب ورقة ... كُنا قد رسمناها بأرهف ريشة .. ذات ألوانٍ مشرقة .. تعيش الحياة ..
ولأنها كذلك .. آثرنا قلبها .. كي يستمر عطاءنا على ورقةٍ أخرى .. جاءتنا على استحياء ...
ورقة ... صافية ... عذراء ... !
كل عام يا أمي ونحن نبحث عن ابتسامة .. عن اشراقة .. عن صداقة .. ليست تلك الصداقة ..
التي تشدّق بها الجميع ... ! إنها الصداقة .. التي تلامس الروح .. تلامس الوجدان .. تلامس شيئاً ما داخلنا ... ! أشبه بالسحر إيّاه .. الذي يجعلنا نُحلّق إلى واقع الخيال ... ! وما أجمل هذا التضاد ... !!
سنظل كل عام .. نبحث عن تلك الصداقة .. حتى وإن وجدناها في شخصٍ ما ..
لن نكتفي بما وجدناه ... ! بل حتى هذا الشخص .. نظل نسبر أغواره .. نبحث عن المزيد ..
نبحث عن حروف أعمق وأكثر .. لأننا لا نرتوي .. !
هو الحنان يا أمي ما نبحث عنه ... !
كل عام .. ونحن نكتشف ألوان جديدة .. غير تلك الألوان .. التي كُنا نستخدمها سعداء بها ..
وقد يكون الاكتشاف في ذات اللون .. ! أجل هو بعينه .. ! قد نجد له أكثر من درجة تسحرنا ..
فنقف مبهورون .. إعجاباً بها .. لذا .. يجب ألا نمل من هذا البحث المتواصل .. يجب ألا يكون له نهاية ..
بل علينا المسارعة كلما وجدنا نقطة .. أن نضع فوقها تماماً الفاصلة .. ! تلك العلامة المنقوطة ...
كيلا ينتهي الحدث ... !
لنزيل الغموض و الاستفهام .. لنسحقهما .. بضياء الصدق ووهج الحقيقة .. !!
كل عام .. يا أمي ونحن ندخل عوالم جديدة .. لم يسبق لأقدامنا أن وطئتها ..
كل عام .. ونحن ندخل خميلةً وردية شفيفة .. لتشرق وجوهنا بهجة وصفاء ... !
فنشعر بأن العالم بأجمع .. لا يزال هو الوردة الندية التي لن تذبل .. وستظل قلوبنا ..
هي البئر الوحيد ... الذي يروي كل تلك الورود .. لتظل تعيش الحياة ... !
كل عام .. ونحن نزداد وعياً وإدراكاً .. أن الحياة جميلة .. وأننا نعيشها مرةً واحدة ..
وأن هذه الواحدة .. ستغرقنا جمالاً وروعة .. إن أحسنّا التصرف .. مع دقائقها ..
بل وحتى ثوانيها ... ! نزداد يقيناً .. أن اليوم القادم هو الأجمل والأروع بإذن الله ... !
كل عام .. ونحن نختار أشياءنا بمزاجٍٍ واحد .. وننظر إلى ما حولنا بطريقة لا تخلو من قاعدة ... !
نختار بمشاعرنا .. ونقترب بأحاسيسنا .. وننظر بعقولنا ... ! فيا لروعة هذا المزيج ... !
كل عام .. نظل نعيش الحب .. أجل هو الحب .. نعيش الحب .. حب الإله وحب الرسول ..
حب الأم وحب الأب .. حب الأخت والأخ .. حب الزميلة والرفيقة .. حب العمل .. حب الوجود ..
حب الورود .. حب الحياة ... !
وهذا الحب .. الحب وحده .. هو من يجعلنا نغض الطرف عن هفوات من حولنا ... ! الحب وحده ..
من يجعلنا نبتسم من أعماقنا .. لأعظم .. أخطاء أحبابنا ... ! نبتسم .. عندما يبتعدون عنا .. عندما يشيحون بوجوههم عنا .. كيلا نعاتبهم .. أو نسخط عليهم .. فعندما يبتعدون عنا لفترة معينة .. نشعر برهافة مشاعرهم .. وأحاسيسهم .. ونبل ما يحملونه من عواطف ... !
فهم .. لاشك .. يحبوننا .. بل أكثر مما نتوقع .. لازالوا .. يعشقون كل حرف فينا كما نعشقهم ... !
كل عام .. ونحن نعيش الحب بقلوبنا .. " فنحن قلوب .. قبل أن نكون شيئاً آخر يا أمي .. !
فالذين يحسّون الحب عن طريق قلوبهم أكثر سعادة من سواهم" .. !
أجل .. كل عام .. تمّر علينا ليالٍ سعيدة .. فنلثم لحظاتها بشوق وبحرارة .. فتلك اللحظات ..
لا ننساها .. ولا ننام ليلها ولا نهارها .. وكأنّ الوقت السعيد يرفض أن ينامه الناس ... !
كل عام .. ونحن نشاهد السماء .. بألوانٍ عديدة .. ليس بلونٍ واحد .. وليس .. ليس بلونٍ قاتم ..
نُشاهد فيها ألوان الزهور .. تفوح منها أزكى العطور .. لتصلنا ونحن نرقبها ... !
نشاهد .. كل نجمة فيها .. زهرة مختلفة عن الأخرى .. مختلفات في كل شيء .. إلا في شيءٍ واحد ..
إلا في الجمال .. فالجمال يبرق على جبين كل واحدةٍ منهن ... !
كل عام .. ونحن نعيش إحساس تبرق عيناه ويشرق وجهه .. إشراق حياة .. إشراق وجود ... !
كل عام ونحن نرقب حمامة السلام المجروحة! متى يندمل هذا الجرح الذي لا يندمل!
كل عام ونحن نبحث في عينيها عن تلك الوعود .. والآمال التي مُلئت أفواهنا منها ..
فصرنا لا نجيد إلا الشجب والنحيب!!
كل عام .. ونحن .. نلمح في عيون طفل يقف أمامنا .. استفهام وغموض هذا العالم ..
وبحار من الأسئلة والدهشة .. ! كما نرى جيلاً سعيداً .. يتوقد حماساً .. بإذن الله ..
كل عام .. ونحن نتوق .. وبشغف للقاء .. نصفٍ آخر ينتظرنا .. فأولئك الذين أنهوا
حياتهم عند نقطة معينة .. مخطئون تماماً .. فالحياة هدير لا يتوقف .. الحياة تستمر ..
تستمر وتزدان تدفقاً يوماً بعد الآخر .. ولو من ابتسامة ... !
كل عام .. تستجد في عالمنا .. قواميس كثيرة .. ننطلق من خلالها .. بثقة وقوة ..
بأملٍ وعزم .. ننطلق من أفق لأفقٍ أجمل .. نرتحل من سماء إلى سماء أنقى ..
نحلّق في فضاءات .. لا نقطة لها .. تقف لتنهي كل شيء ... !
كل عام .. ونحن نحتضن الورد .. تحتضنه أعيننا .. إن قُدّم لنا كهدية ..
ترمز إلى آفاق من المحبة والاحترام .. وكذلك الإعجاب .. تحتضن أعيننا صورة الورد ...
وكأنها تحتضن مشاعر .. صادقة في تبلورها .. صادقة في حروفها .. عندما تقول:
أ. ح.ب. ك أجل .. صافية .. بصفاء .. الورد الأبيض ... !
عندما تندى عن شفتيه .. كلمة .. أحبك ... !
كل عام .. يا أمي ...
كل عام ...
كل عامٍ وأنتِ معي ...
وسن
¥