[أموت .. أموت .. أموت]
ـ[سامح]ــــــــ[06 - 02 - 2005, 09:05 م]ـ
ظل يرددها بعد أن وأده (الحلم)
وأغلق ذاته تحت خبايا (اليأس)
تستفز (موته) نشوة (المجد) الغابر ..
يحاول أن ينتفخ (زهواً)
فيصرخ:
أنا ملك العالم ..
أنا سيدهم ..
أطأ أولئك الأوغاد بقدمي ..
أدمرهم جميعاً فأتركهم رمادا
ً
ويخنقه اليأس:
[أموت .. أموت .. أموت]
لم يبقَ في العمر .. مقدار مامضى ..
أيامي معدودة .. سأرحل!
سأدفن (روحي) في أرض طاهرة لتموت هناك!
كلكم ستموتون ..
سيأكلكم (التراب) ..
سأدفن جثثكم براحتيّ.!
ويعود ليهذي:
(فلانة) .. سأتزوج ..
أُعْلِي هامتي بسكن وسيارة فارهة ..
يضغط على شفتيه .. ويحبس أنفاسه
أنا عاطفي .. مشكلتي أني عاطفي.
ويتكسر ليردد من جديد:
[أموت .. أموت .. أموت]
استيقظ (الماضي) ليحيا من جديد أمام ذاكرته:
سيارته (المهلهة) تحترق مراراً .. وترمي به في الوديان ..
يضغط على محركها بأعلى سرعة
تتكسر .. وتنخلع أجزاؤها .. وهي تلفه داخلها
ومع ذلك فإنه ينجو .. !!
في الصفحة التالية .. تتكشف (الستر)
وتخور الأبنية
وتنشق (الأعين)
وتتكسر (السكاكين)
حينما يسفر (حسن) وجهه أمام الآخرين (ت)!
لم يكن منصبه (العظيم) إلا وسيلة يتزلف بها القادمون إليه
وينكسرون له .. ويتضعضعون ليمنح لهم لفتة رضا!
كم (برزخ) من العزة كان يتلقفه ليعيشه.
ولكنهم جميعاً (قتلوني) أسقطوني في غياهب (الجنون)
وسطوة (الاحتضار) دون موت!!
واختنق ..
[أموت .. أموت .. أموت]
في كل يوم أقف لأنتظر .. أُشْرِعُ صدري للموت
هيا فلتُقْبِل.
لم يدع لي الزمن شيئاً أحزن عليه ..
وأستميت في البقاء من أجله.
أترى (زوجة) أو (أطفالا)
تعرف أنهم حرموني منهم ..
وألبسوني عُرَى الجنون كي لاأهنأ بهم معي
لم يقرؤني حين أبصرت أطفال إخوتي
يكبرون ويلتحقون بالمدارس
وأنا مازلت عازباً ... أتلفع بالوحدة ..
ويلفحني صرير (الانزواء)
أكبُر .. ويكويني المرض ..
ولايضمدني سوى (الأنين)
ويعود لينتحب ..
[أموت .. أموت .. أموت]
قلبي يعصره (الموت) ولكنه لايُقْبِل ..
فقط يطل لأختنق ثم يرحل!!
ويتلاشى .......
يعود .. كل يوم .. ويأبى أن يلامسني ..
ويسقطني في كِسَفِه.
حتى الموت يكرهني .. يعافني .. يتهرب مني.
هل أبقى من أجل (أهلي)؟
كلهم تخلوا عني .. ورفسوني بأقدامهم ..
تركوني أتبعثر مع الأسى وحدي
ولايذكروني إلا حينما يصهرهم (الفقر)
وتصطك بهم نار (الاحتياج)
كي يبقوا .. ويتمتعوا.
كلكم ستموتون .. ستدفنكم الأرض .. ويلفعكم التراب
(فلانة) مدرسة ومن عائلة شريفة سأقترن بها ..
ولكنها ليست جميلة ..
لالا بنت ( ... ) هي الأنسب والأجمل والأصغر سناً.
[أموت .. أموت .. أموت]
لم يبقَ لي في الحياة (زمن) لأعيش معها
لالالالالالالالالالالا
أعطته أخته دواءً قالت إنه سيسكن الألم .. وَقَبِلَ بعد لأي
كانت تعلم أنه يبعث (النوم) كانت تريد منه أن يخلد للنوم ..
فنوم الظالم عبادة!
ولكنه أبى أن يغفو .. وظل يهذي
[أموت .. أموت .. أموت]
ولايموت
اختنقت كل (آماله) وطموحاته وأراجيز صباه
تحت سطوة هذا الضيف!!
اقترحت عليه والدته أن يتوضأ ويصلي
وعاد ليختنق .. ويدفن اختناقه داخله ليصعق:
أنا تعبان .. أنا منهار .. أنا مريض
[أموت .. أموت .. أموت]
ظلت والدته تعينه على التصبر
أسأل الله لك الثبات .. الثبات .. الثبات
اطمئن قليلا
وجلس إليها يتحدث .. (انتخابات) .. (عمارات)
(سيارته) وأحاديث شعب
ثم انحنى
(فلانة) لالا (فلانة)
حسبي الله على (فلان) ماأعطاني ابنته!
تذكر التفاتَ الناس عنه .. وإعراضهم عن (جراحه) وظل يهذي
[أموت .. أموت .. أموت]
استكان
ماأجمل الأرض الطاهرة
صلاة فيها بألف صلاة
ولكن الأذان لايسمع
أغفو عن بعض الصلوات!
أحب الصالحين ولست منهم /
آه .. (الدنيا) أحملها براحتي .. أقلبها كيف أشاء أخذت منها ماأريد
أما (الآخرة) آه من الآخرة .. طريق شائك .. وأرعن شاهق
اختنق
حاول أن يُفْصح بالدموع
ولكنها أبت حتى الدموع تولت وأعرضت عني
آه .. كل مافي الأرض يكرهني .. حتى الأرض
حينما أسير عليها تجبرني على أن أقف!
سأترك العمل ..
فلان ديِّنٌ وصالح .. ترك العمل بعد
واحد وعشرين سنة من الخدمة
قال: إنه يحتاج للمزيد من المال.
و ................
تغير الموضوع .. خلط الكلام بعضه ببعض
أذن المؤذن ..
بعد حديث وحوار .. وعند موعد الإقامة
أتمَّ وضوءه وسار للمسجد
لم يعرف عنه أهله بعد ذلك شيئاً
ذهب إلى الأرض الطاهرة
يُقَبِّلُ جبين (الكعبة)
ويستدرُّ الدموع
ويهذي يحاول الاهتداء
ثمة (حلم) لم يستيقظ ليُزَفَّ إليه
ظل يناديه .. ويستجديه .. ويتذلل له ليأتي ..
ولكنه ظل يتمنع
يشير له بطرف العين من بعيد .. ويغريه بالقرب ..
فإذا ماانطلق نحوه هرب بعيداً
وجعله يترنح بين (الهزيمة) و (اليأس).
26/ 12/1425 هـ
...................
هذه تجربة صغيرة لي في القصة .. إن صحَّ تسمية النص
المدون في الأعلى بالقصة .. هلهلوها .. وافعلوا بها ماشئتم
فهي وأبوها تحت أمركم .. وشرشحتكم الكريمة:)
تحياتي
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
¥