[مسافر من زمان العولمة]
ـ[د. جمال مرسي]ــــــــ[26 - 06 - 2004, 12:51 ص]ـ
[ B]
[مسافر من زمان العولمة]
شعر د. جمال مرسي
أتيتُ إليكِ مجروحَ المشاعِرْ=من الزمنِ الذي يُدعى معاصرْ
أتيتُكِ يا سُليمى، فامنحيني=جوازَ مرورِ مجروحٍ و حائرْ
أتيتُكِ و الجراحُ تقضُّ نومي=و تغرسُ فيهِ آلافَ الخناجرْ
أتيتُكِ فاقبلي بعض اغترابي=فإن الجُرحَ في الأعماقِ غائرْ
قطعتُ إليكِ سيراً ألف عامٍ=جميعاً قد أُحيطتْ بالمخاطرْ
لعلي أجتني ورداً جميلاً=سَقَتْهُ بِخَدِّكِ السُّحبُ المواطر ْ
و أنهلُ إن ظمِئتُ الماءَ عذباً=نَقِيَّ الأصلِ موثوقَ المصادرْ
أتوقُ لحلبةٍ من ضرعِ شاةٍ=و تمرٍ تُطعميهِ بطيبِ خاطرْ
تعامت أعينُ الحُسَّادِ عنهُ=فلم تمْسَسْهُ .. غدراً .. كفُّ غادرْ
أتوقُ لخيمةٍ تأوي شتاتي=فإني لستُ أحفلُ بالعمائرْ
فما جدوى قصورٍ شامخاتٍ=سكنّاها، و قتَّلنا الضمائرْ
تعالي شاركيني بعض حزني=فإن زماننا بالحزن زاخرْ
فهذا دفترُ الجوعى بعصري=يكاد بهاؤهُ يجلو النواظرْ
أما أَبْصَرْتِ يا حسناءُ طفلاً=طواه الجوعُِ، أعيته الفواقر
يُلامِسُ جسمُهُ المهزولُ أرضاً=يُقاسمُ نملَها قمحَ البيادرْ
و هذا دفترُ الحربِ، اْتركيهِ=فليست حربَ أسيافٍ بواترْ
و لكنَّ المعارِكَ في زماني=تُحرِّكها الأشعةُ و النظائرْ
و هذا ما تيسَّرَ من كتابٍ=عن الإرهابِ ألَّفَهُ مُقامرْ
و صَنَّفَ محتواهُ على هواهُ=و ربُّ الكونِ أعلمُ بالسرائرْ
و ذاكَ مُرَوِّعٌ، لا تقرئيهِ=و تلك روايةٌ تُدمي المشاعرْ
كتاباتٌ تُشيِّبُ يا سُليمى=توارى تحتها ديوانُ شاعرْ
يُغنِّي للسلام و للتآخي =بعصرِ القهرِ و الموتِ المُباشرْ
و جاءكِ من هناك ببعض عشقٍ=طواهُ مؤججاً و بِهِ يجاهرْ
ففتَّشَ عنكِ في زمنٍ تولّى=و جابَ سؤالُهُ كلَّ العشائرْ
فلمّا لم يجدْكِ هناك ولّى=و عاد مهرولاً صوبَ المعاصرْ
و دمتم
ـ[الطائي]ــــــــ[02 - 07 - 2004, 06:02 م]ـ
سلمت ودمت أستاذنا الفاضل ...
لم أستطع إلا الإبحار في نصك حتى النهاية ...
لقد أحسستُ بصدق شكواك ...
شكوتَ إلى سليمى فاحمل إليها شكواي أنا أيضاً ...
دام ألقك أيها الشاعر الجميل ...