تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سحر الطبيعة]

ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[11 - 11 - 2004, 12:00 ص]ـ

راحة القوب ودواء النفوس

عندما توصف أمامك الطبيعة تتهم من يصفها بالمبالغة في الوصف إلى حد الكذب، أو أنك لا تدرك معناها فتنسبها إلى عالم الخيال والأحلام، ولكنها في الحقيقية واقع محسوس وله تأثيره و انعكاسه على القلوب والنفوس، إنها النقاء والصفاء، إنها عكس الاصطناع.

جلست ذات يوم أتأمل الطبيعة، فرأيت الجبال الشاهقات من خلفي وكأنها صرحا شامخا نحو السماء ورأيت الأشجار الخضراء تتمايل مع النسيم العليل كم لو أنها فتيات يرقصن بابتهاج فأدخلت إلى قلبي الطرب والهناء.

نظرت إلى الورود الحمراء التي يضاهي حمارها حمار خدود لدى فتاة خجولة حسناء، ذلك الحمار الذي يدخل الحب والأمان في القلوب.

مددت ناظري إلى الأفق البعيد فأبصرت هالة في كبد السماء تميل إلى الحمار.

متناثر فيها شيء من النضار وتحتها صفحة رقيقة من الماء يخال أنها خليط من اللجين والعسجد، فانبعث إلى قلبي شعور مفعم بالتفاؤل والأمل.

سمعت أصواتا شجية توغلت إلى أذني فأدخلت في نفسي البهجة والسرور، إنها أصوات الطيور والسواجع.

وما أروع ذلك الصوت الذي سمعته حينما انسكبت من الجبل المياه فخريرها كصوت موسيقى عذبة تغنى على أنغامها صبية رقيقة الصوت، فتمنيت لو أسمع ذلك الصوت كل يوم.

وعندما يخيم الظلام على الكون كما لو أنه فتاة ألقت بشعرها الأسود على جانبي كتفيها، وكأن النجوم اللامعة المتفرقة في السماء لؤلؤا وفضة نثرا على قطعة من حرير أزرق وما أجمل القمر! حينما تنظر إليه فكأنه وجه طفل غرير يبتسم إليك.

وما أحيلى ذلك الوقت حينما تنطوي صفحة الأمس وترفع تلك الفتاة الحسناء شعرها المرخي من كتفيها، وتخرج الفتيات الحواسر سربا نحو عيون المياه والحقول وكأن العفاف لهن رقيب، وعلى رؤوسهن جرات المياه.

نظرت ونظرت ..... فلم يكتف ناظري، وحار في الوصف قلمي ولساني، وأدركت قول الشاعر:

عشقوا الجمال الزائف المجلوبا

وعشقت فيك جمالك الموهوبا

عظمت فيك من الطبيعة سرها

أنعم بشمسك مطلعا وغروبا

وما أكد لي معنى الطبيعة هو قول المتنبئ:

حسن الحضارة مجلوب بتطرية

وفي البداوة حسن غير مجلوب

وعرفت يومها أن الطبيعة هي راحة القلوب، ودواء النفوس، ولا يستطيع وصفها إلا من كان مرهف الإحساس، فسبحان ربي القادر الخلاق!.

ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[11 - 11 - 2004, 12:04 ص]ـ

عفوا .... راحة القلوب ودواء النفوس.

ـ[المستبدة]ــــــــ[11 - 11 - 2004, 04:42 ص]ـ

رقيقٌ ما نثرتِ يا عاشقة هنا ..

ما أعجبني:

حروفك التي أرسلت سهامها

إلى هذا الكون الجميل ..

جميل طرق مثل هذي المواضيع ..

خاتمتك قويّة لنادرة الزمان

شاعر الضاد ..

محبتي

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير