[عندما تعاتبني ابنتي]
ـ[د. جمال مرسي]ــــــــ[15 - 06 - 2004, 10:18 م]ـ
[عندما تعاتبني ابنتي]
شعر: د. جمال مرسي
تُسائلني سُليمى كُلَّ حينٍ= و تعجبُ حين لا تجدُ الإجابَهْ
و تنبهر اْنبهاراً إن رأتني=و وَجْهِي مُرتدٍ ثوبَ الكآبَهْ
و صدري مِرجَلٌ بالحُزنِ يغلي=يكاد يُذيبُني مما اصابَهْ
فتُلقي نفسها في حِضنِ قلبي=كطيرٍ مُتعبٍ في حِضن غابَهْ
و أسئلةٌ تُحيِّرُها تَدَاعَت=على أعتابِ صمتي في غرابَهْ
ألستَ أبي و تعرفُ كل شيئٍ=و أنت البحرُ لا أخشى عُبابَهْ؟
أغوصُ فأقطفُ المرجانَ منهُ=و أجني دون خوفٍ مُستطابَهْ
ألسْتَ أبي، ومنك بكل فخرٍ=تعلمتُ القراءةَ والكتابَهْ؟
وأبصرتُ الشجاعةََ والتحدِّي=إذا أبديتَ رأيكَ في صلابَهْ
كشمسٍ أرسلت فينا شعاعاً =فلم تحجبْهُ في أفْقٍ سحابَهْ
ألستَ أبي، و فيك يذوبُ خوفي=و لا يُرضيكَ دمعي و انسكابَهْ؟
ألم تقصصْ علىَّ غداة يومٍ=حكاياتٍ أذابتني إذابَهْ؟
و كم حدثتني عن مجدِ قومي=كلاماً سِغْتُ يا أبتي شرابَهْ
فخِلتُ بأننا للأمس عُدنا=إلى عهد النبوةِ والصحابَهْ
فهذا جيشُ عمروٍ قد تراءى=وعمروٌ شامخاً يجلو حِرابَهْ
ويفتحُ بلدةً من بعد أخرى=بصوْتِ الحقِّ لاصوتِ الربابَهْ
إلى أن أبصَرَتْ عينايَ أرضاً=تُهانُ، وغاصباً يأبى اْنسحابَهْ
وحاخاماً يهودياً جباناً=يكيلُ لأمتي جهراً سِبَابَهْ
و أبناءُ العروبةِ قد تواروْا=وراءَ الصمتِ يفترشونَ بابَهْ
يُحملقُ بعضُهُم في البعضِ حيناً=و يُغضي دونَ أن يُبدي عتابَهَْ
وكنتَ تقولُ أنَّ الحرفَ نورٌ=يُضيئُ شُعَاعُهُ وجهَ الكتابَهْ
أصارَ كلامُكَ الماضي سراباً= كمثل كلام عِشقٍ أو صبابَهْ؟
يُخَطُّ على الحوائطِ في الليالي=فما إن جاءَهُ صبحٌ أذابَهْ
لماذا لم تَقُلْ للخوفِ كَلاَّ =وتنضو عنكَ في حزمٍ ثيابَهْ؟
...
تُعاتبني سُليْمى ثُمَّ تمضي=وتتركُني أُفتِّشُ عن إجابَهْ
تُذكِّرُني بيومٍ كُنتُ طِفلاً=أُداعِبُ والدي نفسَ الدعابهْ
و دمتم
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[15 - 06 - 2004, 11:08 م]ـ
ما أكثر ما يعاتب الكبارَ الصغار، ولا سيما في هموم الأمة التي لم تدخل القائمة، فضلاً عن أن تكون في ذيلها.
د. جمال: هناك أسئلة للصغار ربما سبقت وقتها، بالنسبة لهم، فقد يتقدم الأب بطلب تأجيل إلى الولد، ليبقى زمنًا متشوفًا إلى الإجابة التي قد يقتنع بها، إلا أن يصنع الله - تعالى - بهذه الأمة خيرًا.
كلمات نابعة من معاناة أب لا يجد إجابة، أو ربما عنده إجابة محزنة.
سلمت يداك يا دكتور جمال، وبرجاء أن نرى قصيدة منك تحكي واقعًا سارًا.
لك تحياتي.
ـ[د. جمال مرسي]ــــــــ[16 - 06 - 2004, 06:28 ص]ـ
أخي الحبيب الأستاذ خالد
السلام عليكم و رحمة الله
صدقت يا سيدي فيما قلته و اكني أقول .. و ما هو السار الذي يمكنني أن أكتب فيه و أحوال الأمة كما ترى يا عزيزي
اللهم اجعل لهذه الأمة أكر رشد يعز فيه أهل طاعتك و يذل فيه أهل معصيتك و الكفر بك
بارك الله بك أخي الكريم
وة لك كل الشكر على طيب مرورك
د, جمال
ـ[فهد آل الخليفة]ــــــــ[16 - 06 - 2004, 01:33 م]ـ
سلمت يداك يا دكتور جمال فصدق القائل " عقول الرجال تبين عند رؤوس أقلامها "
فقبل مني هذه .......
خُذي حلو الإجابةِ يا سُليمى= يكللها التفاؤلُ للّكآبة
سيحيا المجد لو ضاق الزمانُ= وتنقشعُ المذلةُ كالسحابة
سننظر في جموع القوم يومًا= ونذكرُ حينها عصرَ الصحابة
سينسحب اليهود وهم صغارا= ويُعلن حينها الظلم انسحابه
أُريدكِ يا سُليمى أن تزيلي= عن خديّكِ دمعًا قد أصابه
أُريدكِ يا سليمى أن تكفي = عن الشؤم الكئيب وطرق بابه
فعذرًا ياجمالُ على التطفل= فعذرً لو أصابتكم غرابه
فعذرًا إن تصنّعتُ التفاؤل = فقلبي من أمرني بالكتابة
ـ[سامح]ــــــــ[16 - 06 - 2004, 02:19 م]ـ
الشاعر د. جمال مرسي
المبدع دوماً
لازلت أتابعك من بعيد هنا وفي الواحة فأطرب لما تكتب ,
ولكنني أنزوي بعيداً إذ هناك جمال لاتستطيع أن تعبر عنه ,
ولاتبلغ كنهه , أو لنقل جمال لاتكفيه كليمات ولاتوجزه قصر العبارات ..
كتبت فأبيليت
واسترسلت مع الشعر فاسترسلنا مع الجمال
ستجد الإجابة حتماً , وسنجدها
وحينما توجد سينقشع الظلام
ولن نجد حزناً نسطره .. ,,
ولكن ألا ترى معي دكتور أنك لم تداعب أباك حينما كنت تسأله صغيراً
كما سليمى الآن .. التي أزهقت أرواحنا حزناً وهماً حينما قرأنا تساؤلها؟.
لك مني التحية العاطرة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[16 - 06 - 2004, 02:59 م]ـ
بعد إذن الدكتور جمال:
الأستاذ الكريم فهد: ما أجمل هذا التطفل الذي جاد بهذه المقطوعة التي تنضح فألاً. نحتاج كثرًا إلى الفأل الإيجابي، الذي يفسح لك نظرة بعيدة جدًا، مع العمل الجاد، واطّراح اليأس والمشأمة.
لقد فجرت أبياتك يا دكتور قرائح دفينة، وكفى بها فضيلة.
لكما تحياتي العطرة.
¥