[أين الوفاء؟]
ـ[د. جمال مرسي]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 10:53 م]ـ
أين الوفاء
شعر د. جمال مرسي
أَيْنَ الوفا؟ قَطَّعتُ حَبْلَ رَجَائِي=وَ هَلِ اْختَفَى مِنْ هَذِهِ الغَبْراءِ؟
أينَ الجُذورُ الضَّارِباتُ أَصَالَةً=في عُمقِ أَرْضٍ ضُمِّخَتْ بِرِياءِ؟
لا زِلْتُ أُهْرِقُهَا دُمُوعاً مُرَّةً=و أنا الذي لم أَسْتَكِنْ لِبُكاءِ
لكنَّها الأيامُ تُبدي للورى=ما يَسْتَثِيرُ حَفِيظَةَ العُقَلاءِ
جَرَّبْتُهَا، فَرَأَيْتُ ناساً في الثرى =مِنْها، و ناساً في رُبا الجوزاءِ
دَالتْ، فلا فِرْعَوْنُ خلَّد نفسَهُ=كلا و لا قَارُونُ في الأحياءِ
لم يَبْقَ إلا وَجهُ مَنْ سَمَكَ العُلا=وَ لَهُ تذلُّ بيارقُ العُظَماءِ
يا غافلاً، لا تَأْمَنَنْ دُنيا بَنَتْ=في كُلِّ ضاحيةٍ صُروحَ شقاءِ
شَغَلَتْ مُحبِّيها، فَذاكَ لثروةٍ=يَسْعى، و ذاكَ لشُهرةٍ و علاءِ
و على مَسَارِحِها لَهَا ذو شهوةٍ=ما بين كأسٍ أُترِعَت و نساءِ
و العاقلُ الفَطِنُ الذي لم تُثْنِهِ=عَنْ هِمَّةِ الأحرارِ و النُّبَلاءِ
إنْ راودتْهُ بحُسْنِهَا عن نفسهِ=لم يُفتَتَنْ بجمالِها الوضَّاءِ
جَعَلَ العفافَ إذا ابتلتْهُ رِداءَهُ=أنعمْ بِهِ من حُلَّةٍ و رداءِِ
حدَّقتُ في الدُّنيا فَلَمْ أَلْمَحْ بها=ما يُسْكِنُ الأفراحَ عينَ الرائي
و بذلتُ من جَهْدي لأُثبتَ أنني=أَخْطَأتُ في ظَنِّي و في آرائي
فَوَجَدْتُُ مِنْ أُخْتِ الزوالِ إجابةً=تُدمي القلوبَ، تطيحُ بالحكماءِ
الأصدقاءُ كأنَّما أَوْدَتْ بِهِمْ=رِيحُ الغُرورِ و قبضةُ الخُيَلاءِ
كُلٌّ يُحدِّثُ نفسَهُ عن نفسِهِ=أنْ ليسَ قُدَّامِي و ليسَ ورائي
يا للصديقِ، سِهامُهُ إنْ صُوِّبَتْ=سَكَنَتْ من الخٍلاّنِ في الأحشاءِ
ما أصعبَ الغدرَ المقيتَ على امرئٍ=ظَنَّ الحياةَ اْلروضَ بالرفقاءِ
فيجيئهُ موتٌ يُقَوِّضُ حُلْمَهُ=مِنْ خَلفِهِ بخناجرِ الأهواءِ
يا صاحبيَّ ترفَّقا بي، إنِّني=مِمَّا بُليِتُ بِهِ لفي ضَرَّاءِ
ذهبَ الوفا، حتى كأن وجودَهُ=ضربٌ من الأوهامِ كالعنقاءِِ
ما هذه الدنيا؟ أدارُ تناحرٍ=يُسعى لخِطبةِ وُدِّها بِدِماءِ؟
أم أنها سوقٌ لبيعِ مبادئٍٍ=فيها ببخسٍ للورى و شِراءِ؟
آمنتُ باللهِ الذي دانتْ لَهُ=كُلُّ الدُّنا، و بَسَطْتُ كفَّ رجائي
لو لمْ يَكُن ْ قلبي يشِعُّ بنورِهِ=لَكَرِهْت في هذي الحياةِ بقائي
و دمتم بخير
ـ[أسماء الزهراني]ــــــــ[06 - 02 - 2005, 12:26 ص]ـ
الأصدقاءُ كأنَّما أَوْدَتْ بِهِمْ
رِيحُ الغُرورِ و قبضةُ الخُيَلاءِ
كُلٌّ يُحدِّثُ نفسَهُ عن نفسِهِ
أنْ ليسَ قُدَّامِي و ليسَ ورائي
يا للصديقِ، سِهامُهُ إنْ صُوِّبَتْ
سَكَنَتْ من الخٍلاّنِ في الأحشاءِ
لا فض فوك
أستاذي جمال
دمت محلقا في فضاء الابداع هنا وهناك
ـ[المستبدة]ــــــــ[06 - 02 - 2005, 06:33 ص]ـ
ودمت بإبداع .. وصدق نزف ...
لكنَّها الأيامُ تُبدي للورى
ما يَسْتَثِيرُ حَفِيظَةَ العُقَلاءِ
جَرَّبْتُهَا، فَرَأَيْتُ ناساً في الثرى
مِنْها، و ناساً في رُبا الجوزاءِ
دَالتْ، فلا فِرْعَوْنُ خلَّد نفسَهُ
كلا و لا قَارُونُ في الأحياءِ
لم يَبْقَ إلا وَجهُ مَنْ سَمَكَ العُلا
وَ لَهُ تذلُّ بيارقُ العُظَماءِ
آمنتُ بأن للجمال مخدع ..
أبصرتُ فإذا بها .. قصيدة قلبٍ لقلب ..
فاضت بكل جميل .. وازدانت بكل رقيق كلم .. ورائع فكر
ورصين سبك ....
قصيدة سافرة الجمال ...
تقديري ...
ـ[د. جمال مرسي]ــــــــ[06 - 02 - 2005, 10:22 ص]ـ
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة أسماء الزهراني
الأصدقاءُ كأنَّما أَوْدَتْ بِهِمْ
رِيحُ الغُرورِ و قبضةُ الخُيَلاءِ
كُلٌّ يُحدِّثُ نفسَهُ عن نفسِهِ
أنْ ليسَ قُدَّامِي و ليسَ ورائي
يا للصديقِ، سِهامُهُ إنْ صُوِّبَتْ
سَكَنَتْ من الخٍلاّنِ في الأحشاءِ
لا فض فوك
أستاذي جمال
دمت محلقا في فضاء الابداع هنا وهناك
أختي الكريمة المبدعة أسماء الزهراني
لا تتخيلي مدى سعادتي و أنا أجد كلماتك تضيء صفحتي هنا أيضا.
أشكرك و أهلا بك أينما كنت
و تقبلي خالص ودي
أخوك د. جمال