مَنْ يُجيب المعري؟
ـ[سامح]ــــــــ[11 - 02 - 2004, 02:28 م]ـ
المعري
ذلك اللغز المحير
اللزوميات .. بأكملها تحتاج إلى وقفة تأمل
ورد وتفنيد
تساؤلاتها تجبرك على أن تقف لتبحث عن إجابة عنها ..
ولكن الأمر شائك ومعقد ..
مارأيك يا أبا حمد لو بدأت بالرد على شيخ المعرة
فلعلك تبعث في نفوس غيرك الحماس .. ,,
انتظرك .. :)
ـ[بوحمد]ــــــــ[12 - 02 - 2004, 11:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز سامح:
كنت أتمنى أن اسمع رأيك أنت وبقية الأخوة والأخوات على تسائل المعري أولاً ..
ولكن من الواضح أن الجميع يعلم الجواب عن يقين مع الدليل العقلي المصاحب له ..
ألا أنهم ضنّوا به علي وعلى المعري .. فها قد مرّ أكثر من خمسة أشهر بدون أي تعليق!
(ما عدا تعليق -أو بالأحرى- استهزاء القلم الأسلامي على تسائل المعري .. إلا أنه قد تم حذفه مع ردي عليه ولا أعلم لماذا! وقد صبّرت نفسي بعلة "السستم داون") ..
ولكني بالفعل أتسائل:
هل هذا السؤال صغير لدرجة أنه يمكن أن يهمل لصغره مقارنة مع علم جميع البشر (الغزير) ماعدا المعري وبوحمد؟ 1، أم لأن هذا السؤال لا يقع ضمن قوله تعالى: إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لأيات لأولي الألباب، الذين يذكرون الله قياماً وقعوداًً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار) صدق الله العظيم.
بصراحة يا سامح:
حاولت أن أجيب المعري أكثر من مرة ولكنه كان يلزمني دائماً بالصمت بأسئلته المتلاحقة ..
(هل هذا سرّ تسميتها باللزوميات؟!)
وعندما عجزت عن الردّ، وقد خذلني كل فصيح، اعترفت له:
لو سألتني أنا يا أبا العلاء هذا السؤال البارحة وأنا أتابع قناة الجزيرة لسمعت مني جواب ..
ولو سُئِلت نفس السؤال غداً -؟؟ - وأنا أتابع قناة المستقلة أو BBC! لسمعت مني جواب آخر ..
أما وقد سُئِلت الآن وأنا أتابع قناة السعودية الأولى وردّ عضو لجنة تنشيط السياحة في أبها على سؤال مقدم البرنامج " كيف توازن اللجنة بين الأعراف والعادات والتقاليد و متطلبات تشجيع السياحة الضرورية في المملكة؟! " .. فأقول لك:
أنا أختلف بالرأي مع جميع من يستصغر هذا السؤال .. (أقصد سؤال المعري، فلا يُساء الفهم!)
فهو سؤال كبير وكبير جداً
بل هو لغز .. ومرتبط بهذا اللغز الأكبر .. الأنسان (وليس المعري فقط يا سامح)
ولكن مهلاً يا أبا العلاء!! ..
ما فائدة جواب البشر إذا كان يتغير بتغيرهم مع مرور الزمن؟!
ولكن بالتأكيد ومهما اختلفت أجوبتنا جميعاً، إلا أنها لا بدّ أن تنتهي دائماً بـ:
آمنت بالله ..
(مع ملاحظة أن هذا هو ردّ المؤمن وليس العاجز، فلا يُساء فهمي مرة أخرى!)
والنجمُ تستصغرُ الأبصارُ صورته ... والذنب للطرفِ لا للنجمِ في الصغرِ
ورحم الله المعري ..
بوحمد
ـ[بوحمد]ــــــــ[12 - 02 - 2004, 01:28 م]ـ
أستاذي الفاضل أبا محمد ..
سبق وأن تفضلت علي بشرح سرّ تميز البحتري بموسيقى الشعر الراقي واجبرتني بشرحك العذب السلس أن أقتني ديوانه، بل أنا الآن أحفظ العديد من قصائده وبدون قصد مني .. وأعترف لك بأني لم أكن أطرب يوماً لأشعاره قبلها، فضلاً عن اقناء ديوانه! .. فجزاك الله خيراً .. (ومع ذلك فأنا أميل لموسيقى أبا نواس أكثر!)
وهكذا الأنسان .. كل يوم هو في حال جديد .. إذا ما طرأ على فكره شئ جديد .. وهذه هي القاعدة.
فلم نجعل من المعري الأستثناء الوحيد لهذه القاعدة ..
لِمَ أجد التقزز عند كل من أذكر المعري عنده؟
لم نداوم على تذكّر بعض قصائد الشك في شعر المعري ونتجاوز عن عشرات القصائد التي تؤكد أيمانه العميق بالله ..
وحتى قصائد الشك تلك، اليس الشك والتسائل هو أحد طرق الإيمان (والدكتور مصطفى محمود خير مثال)
يقول (ص) ما معناه: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً وبكيتم كثيراً
ويقول أبو العلاء مؤيداً عن اقتناع:
ضَحكنا وكان الضحكُ منّا سفاهةً ... وحُقَّ لسكان البسيطةِ أن يبكوا
لِمَ لا يذكر أحد هذا البيت عن المعري؟
لِمَ نرى عُشر الكأس الخالي ولا نرى تسعة أعشاره الملئ؟
ثم أليست العبرة بالخواتيم ..
من يقول لي ويجزم أن آخر كلمات المعري كانت:
الشرُّ طبعٌ ودنيا المرءِ قائدةٌ ... إلى دنياهُ والأهواءُ أهوالُ
ولم تكن:
ومن يعفُ عن ذنبٍ ويسخُ بنائلٍ ... فخالقنا أعفى وراحتهُ أسخى
¥