تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[بحار الصمت]

ـ[الطائي]ــــــــ[02 - 07 - 2004, 06:12 م]ـ

خذيني يا بحار الصمت إني فيك منتحرُ=خذيني فالبحار السود أصلاها وأصطبرُ

خذيني قد سريت الليل لا نجمٌ ولا قمرُ=وكنت على ضفاف الخوف من لقياكِ أنتظرُ

خذيني خارج الأكوان لا ذِكْرٌ ولا خبرُ=سئمتُ تَرَدُّدَ الآهاتِ في صدرٍ سينفجرُ

أنا الحزن المُدَثَّرُ في الظلام وليس يندثرُ=تَضِلُّ مواكبُ الأفراح في زمنٍ هو العُمُرُ

تسافر في خيالاتي ولا يأتي بها السفرُ=وكيف ستهتديني والظلامُ المرُّ ينتشرُ

ترانيمي وناياتي على العَتَباتِ تنكسرُ=تُكَفَّنُ في ثياب العرس آمالي وتَنْقَبِرُ

وخلف البسمة الثكلى جيوش الحزن تستترُ=تحاصرني جحافله وتغزوني فتنتصرُ

رأت قلباً من النكبات والأوجاع يحتضرُ=فأَذْكَتْ في الهشيم الهشِّ ناراً فهْيَ تستعرُ

وتُمْعِنُ في ثناياهُ فلا تُبْقِي ولا تذرُ=خذيني يا بحار الصمت إني جئتُ أعتذرُ

أتوب إليك من فرحي وأرضى ما قضى القدرُ=زَجَرْتُ أَنِيْنَهُ المكلومَ لكن ليس ينزجرُ

أنيناً خافتاً تَعِباً هزيلاً هَدَّهُ السَّهَرُ=خذي حزناً لو التحف السماءَ فسوف تنفطرُ

خذي ألماً دموع الصخر لو قاساهُ تنهمرُ=خذي ظمأً لو استسقى السحاب لأصحر البَحَرُ

خذي سقماً جيوش الطب لو تغزوه تندحرُ= خذيني ثم ضميني إليك وسوف أصطبرُ

ضجيج الصمت في أُذُنِيْ يشنّفها كما الوترُ= ويُسكرني بنشوته فما الترياق والسَّكَرُ

سكونكِ تشتهيه النفسُ لا سأَمٌ ولا ضَجَرُ=يُشَوِّقُني إليه الليلُ حين يُمِيْتُهُ السَّحَرُ

خذيني للفراغ العذبِ لا وقتٌ ولا عُمُرُ=وحيداً في فضاء الصمت لا دنيا ولا بشرُ

ـ[الطائي]ــــــــ[03 - 07 - 2004, 07:55 ص]ـ

أستاذي الحبيب (أبو محمد)

ما أسعدني بمصافحة طيفك الجميل بعد غياب طويل …

أهلا بك ومرحباً، وعوداً حميداً …

أشكر لك تفضلك بقراءة نصي المتواضع، وتكرمك بتعليقٍ أثلج صدري وملأني زهواً ...

لك أزكى التحيات …

تلميذك / الطائي

ـ[بديع الزمان]ــــــــ[05 - 07 - 2004, 05:38 م]ـ

يا شاعر الفصيح أيها الطائي الكريم، أقف كثيرا على ضفاف إبداعك الثر الذي يتناول في الغالب لقطات من الحياة تترجم تجارب إنسانية يعيشها الشاعر أو غيره بين صراع الألم والأمل ......

اسمح لي أن أسجل خاطرة جالت في ذهني وأنا أقرؤك بعمق في هذا الإبداع المحلق محاولا أن أتلمس مابين الحروف وماذا بينها هنا سوى الألم والمعاناة واللوعة والحزن في عاطفة صادقة تمكنت من ملامسة شغاف قلوبنا فشاركناك التجربة واكتوينا بنارها وتلظينا بسعيرها ....

أخي الرحلة هنا إلى بحار الصمت المظلمة وتبدو رحلة اضطراريّة تلجأ إليها إذ أعيتك الحيل وانقطعت دونك السبل للوصول إلى أنهار الحياة المتدفقة وحقول السنابل الزاخرة .........

ما معنى أن يسلم المرء نفسه لبحار الصمت منتحرا في ظلماتها؟

ـ أليست هذه حالة يأس محبطة كانت نهاية محاولات حيويّة محتلفة ومتعدّدة لم يكتب لها النّجاح فأتت هائمة على وجهها لا تلوي على شيء لتركب زورق الألم من شاطئ الحزن لتبحر إلى غير وجهة محددة في لجّة بحر يلفّ الظلام أرجاءه لا تكاد تحسّ فيه أثرا لحياة فهو ساكن سكون الموت صامت صمت المقابر

كفى بك داء أن ترى الموت شافيا ـــــــــ وحسب المنايا أن يكنّ أمانيا

القصيدة لوحة فنيّة كبرى تشكّلت من صور صغرى انضمّ بعضها إلى بعض في اتّساق فريد وتناغم آسر 0

والملفت للنظر أنّ هذه الصّور الجزئيّة استطاعت وببراعة أن تلج بالقارئ إلى عمق المشهد الحزين فتجعله يتحسسه حتى لكأنه هو من يعانيه ويكابده وهنا عنصر مهم من عناصر الشاعرية الحقّة، تأمل معي أيها القارئ الكريم هذه اللقطات:

ـ حزن تنفطر له السّماء ......

ـ ظمأ لا يبلّ صداه ماء البحر .....

ـ سقم تندحر أمامه جحافل الطبّ بكلّ عدتها وعتادها .....

ـ نطق الصمت إلى حدّ الضجيج وهذه تبلغ بالتجربة وتصل بك إلى منتهاها ....

أستاذنا الطّائيّ، وقفت كثيرا وبدهشة بالغة هنا:

ـ انكسار الترانيم والنايات وهي أدوات فرح وحبور .....

ـ ثياب عرس تغدو أكفانا للآمال ومنتهى لمسيرة مواكب الأفراح .......

أخي العزيز حاولت حروفي الاحتفاء بإبداعك ولا أظنها تفيه بعض حقّه فاعذر ما تعانيه من خلل وما يكتنفها من خطل 0

للجميع عاطر التحايا0

ـ[الطائي]ــــــــ[07 - 07 - 2004, 01:57 ص]ـ

لله أنت أيها البديع ...

ما أعذب ما سطّر يراعك، وما أجمل ما جادت به قريحتك أيها الأديب ...

خاطِرَتُكَ هذه تشي بحس نقدي عالٍ، وتنبئ عن روح شفافة تقرأ ما وراء الكلمات ...

والله لكأنك قرأت ما في قلبي لا ما في نصي ...

لا أدري لماذا أحس بالاقتراب منك أيها البديع ...

تُرى هل تعارفت أرواحنا فأتلفت؟

هذه وقفة احترام ومحبة، ومصافحة من روحي إلى روحك عبر منتدانا الرائع؛ فتَقَبَّلْها مني ...

دمت "بديعاً" على طول "الزمان" ...

ـ[بديع الزمان]ــــــــ[07 - 07 - 2004, 11:45 م]ـ

الأستاذ الشاعر الطّائي

ما أبرعك شاعرا وناثرا!! ولاغرو أن أوقفتني من خلال إبداعك على دخيلة نفسك ومكنون فؤادك فلمست تأجّج معاناتك وصدق شكواك 0

بلاغة حرفك ـ سيّدي الكريم ـ تأخذ بناصية القارئ أيّا كان ليعيش داخل التّجربة لا أن يهوّم على تخومها فقط0

لا أكتمك فهذا النّوع من الإبداع يشدّني كثيرا وأقرؤه إلى حدّ تقمّص شخصية البطل إن جازت التسمية0

روحانا ـ أخي الكريم ـ تعارفتا ولا شكّ0 وهذا هو الأصل في نظري الذي يجمع كلّ من تنسمت روحه عبق الفصيح وتضلّعت نفسه من معينه العذب0

دمت مبدعا متألقا مشنّفا آذان روّاد الفصيح برائق إبداعك0

لروحك الظريفة الشاعرة كلّ الحبّ والتقدير 0

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير