تردد ولاانحباس .. لذلك دائماً يصام فعل المندفع بالفشل .. ولو أنكِ
انتقلتِ إلى أن الألم ينبهنا إلى عيوبنا نقلة هادئة .. أو جعلتيه أمراً
ينبغي فعله .. لاأنه يملا على المتألم الذي وصفتيه قبلاً بالمكبل لفضل
في رأيي الخاص ,,
(هذ هو الألم بمعنى الاحساس السامي الذي يميز الانسان وكأن الألم هو النار التي تصقلنا التي تجعلنا أكثر صفاء النار التي تحول الفحم داخلنا إلى مآس لامع براق ,)
وإذا كان هذا التصوير قد أطرب شاعرتنا قبلنا فكيف لايطربنا نحن
القراء العاديون .. وأنت هنا تزينين (النار) وتبرزين نفعها لاضرها المتبادر
إلى الذهن دائماً فكان هذا البهاء في تصويركِ هذا ,,
(هذه هي نعمة القدرة على التألم أما هؤلاء فاقدي الاحساس بالألم عديمي الشعور بالعذاب, بالندم , هؤلاء المجردين من نعمة القدرة على التألم ماتلبث أن تحولهم نار الألم إلى رماد لا قيمة له.)
وهنا أيضاً تتألق تراكيبكِ جمالاً وتجديداً .. يأخذ حظه من استعذاب القارئ
به وأنسه بتأمله.
(فالألم هو الأداة الغامضة التي تنبهنا إلى حقيقة انفسنا, الأداة التي تفتح أعينناعلى بشاعة اخطائنا فنعمل جاهدين على التخلص منها.
والألم أخيراً هو تلك القوة المبهمة , القوة المحركة التي تجعل عقولنا تسيطر على انفسنا فتجعلنا نتراجع , نفكر, نتصرف بطريقة أخرى ,طريقة نقية ,صافية ومن هنا تنبع السعادة الحقيقية فنحن عندما نعاني ,عندما نتألم ,نصبح بالتالي أكثر عطفً على الآخرين أكثر تسامح معهم أكثر احساساً بوطأة الآمهم وبالتالي أكثر انسانية.)
نعم صدقتِ هذا هو مكنون الألم .. ومن هنا برزت حقيقة تصويرك
له بالنعمة التي يترحم على من لم يحصل عليها ..
بورك ختامكِ لما كتبتِ والذي بدا تلخيصاً لما أردتِ نقله للمتلقي.
أتمنى لكِ مستقبلاً زاهراً في الكتابة التي متى
ماحتضناها لتكون هماً ورسالة كما فعل د. الحضيف
وغيره من المصلحين .. استطعنا أن نقدم لأمتنا قليلاً من
واجبنا تجاهها وتجاه ماتكتوي به من آلالام ..
تحياتي وتقديري
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[حروف]ــــــــ[31 - 07 - 2003, 05:17 م]ـ
عفواً أختي بلسم الأحزان ..
أخي الكريم سامح ..
طال انتظارنا بتعليقك على موضوع
(بين الأغصان الميتة .. حياة / حنان ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2052)) للأستاذة حنان ..
يبدو أن موضوعها يستحق الوقوف كثيراً ..
ننتظرك عودتك هناك كما وعدتنا .. : (
وتقبلوا أخلص تحياتي ..