ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[03 - 12 - 2007, 11:24 م]ـ
رائعة ... تنم عن شاعر متمكن أمكن، لغة، وفكرا، ووجدانا، وخلقا، وإبداعا.
فقط أود أن أفهم معنى ما جاء باللون المخالف.
أشكرك أخي محمد على حسن ثنائك، وبالغ احتفائك
وإن كنت قد أكثرتَ قليلا من واو العطف:)
ولكن قل لي: ما الذي جاء بـ (متمكن أمكن) هنا
ما أظنك إلا قد هربته من منتدى العمالقة هناك: D
بالعودة إلى سؤالاتك أخي (محمد) ـ والعود أحمد ـ:
فقد سألتَ عن معنى (ساق) الأولى في (ساق على ساق)
والجواب هو: ذكر الحمام، أو القمري
والمعنى: لما دعت تلكم الحمامة بالنواح أجابها قمري من فوق ساق شجرة
وكما تلاحظ أخي محمد؛ فبين (ساق) الأولى [ذكر الحمام]، و (ساق) الثانية [ساق الشجرة]، بينهما جناس تام، كما يقول البديعيون.
وليس هذا المعنى البديعي من مبتكرات أخيك؛ فهو مشهور ذائع في شعر العرب، وأشهر من نار على علم فيه قول الشاعر:
ساق على ساق دعا قمرية ... فدعت تقاسمه الهوى وتميد
أما سؤالك الثاني عن معنى (الإيراق)؛ فهو والأرَق بمعنى واحد؛ فهو إذا مصدر من الفعل (أرِق)، ولكنه قليل في السماع. ومن شواهده قول الشاعر:
يا عبدَ مالكِ من شوقٍ وإيراق ... ومَرِّ طيفٍ على الأهوال طرّاقِ
أخي الكريم (محمد): أرجو أني قد أفدتك
وحياك الله مرة أخرى
ودمت بخير وعافيه
[/ quote]
أخي الحبيب:وجدت البيت هكذا:قال تأبط شراً
يا عِيدُ مالَكَ من شَوْقٍ وإِيراقِ ... ومَرِّ طَيْفٍ علَى الأَهوالِ طَرَّاقِ
وأعرف أن إيراق مصدر: أورق / وتأريق مصدر أرَّق لذلك سألت.ولم أجد في لسان العرب دليلا على ما قلتَ.
وأظن أن إيراق هنا ليست بمعنى تأريق والله أعلم.
أما ساق فقد سألت عنها لأنك كتبتها " ساقٍ " وتلك لا تكون إلا من سقى اسم فاعل. أما ما قصدتَ فهي: ساقٌ.ولذلك سألت.
ولك تحياتي.
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[04 - 12 - 2007, 12:27 ص]ـ
أخي الحبيب:وجدت البيت هكذا:قال تأبط شراً
يا عِيدُ مالَكَ من شَوْقٍ وإِيراقِ ... ومَرِّ طَيْفٍ علَى الأَهوالِ طَرَّاقِ
وأعرف أن إيراق مصدر: أورق / وتأريق مصدر أرَّق لذلك سألت.ولم أجد في لسان العرب دليلا على ما قلتَ.
وأظن أن إيراق هنا ليست بمعنى تأريق والله أعلم.
أما ساق فقد سألت عنها لأنك كتبتها " ساقٍ " وتلك لا تكون إلا من سقى اسم فاعل. أما ما قصدتَ فهي: ساقٌ.ولذلك سألت.
ولك تحياتي.
[/ QUOTE]
الأستاذ الحبيب / محمد
حياك الله مرة أخرى
وأشكر لك ما تفضلت به من تصويب بيت (تأبط شرا)، وكذا تصحيح الشكل في (ساق).
والحق في كل ذلك معك، والتقصير حاصل مني ( ops
أما بالنسبة إلى المصدر (إيراق)؛ فبالرغم من أن ضرورة القافية قد دفعتني إليه، ولكني أحسب أن أصداء من الذاكرة قد تواردت علي حين أوردته، وقد قرأته في بيت شعري غير بيت تأبط شرا، الذي جلبته لك على عجل من (غوغل) لتصحيح رأيي؛ ولذلك حصل ما رأيتَ من الخطل:). ولكني لا أذكر الآن أين قرأته؛ فقد مر زمن طويل على ذلك ( ops .
أما عن (لسان العرب) والبحث فيه؛ فكم خذلني ـ على موسوعيته وشموله ـ في مواضع كثيرة. فلعل الإيراق بمعنى الأرق أن يكون بيانه في معجم آخر. والله أعلم.
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[04 - 12 - 2007, 01:15 ص]ـ
كاثرَت نائِلَ الأَمِيرِ مِنَ الما لِ بِما نوَّلَت من الإِيراقِ
الإيراق: هو الإسهار. يقال: أرَّقه يؤرقه إيراقًا. مثل: أرقه يؤرقه توريقَا. يقول: هذه المرأة تُكَاثِر نائل الأمير؛ في إعطائها لنا السهر فتناهت في ذلك، كما أنه تناهى في إعطاء المال. وقيل الإيراق: مصدر أورق الصائِد إذا خاب. ومعناه: أنها تكاثرت في المنع، فمنعها مثل جوده.
هكذا شرح المعري بيت المتنبي هذا.
وشرحه العكبري، فقال:
الغريب: الإيراق: مصدر أورق الصائد: إذا لم يصد شيئًا؛ وأوْرَق الغازي: إذا لم يغنم شيئًا؛ وأورق الطالب: إذا لن ينل شيئًا.
المعنى: قال الواحديّ: الناس يحملون (الإيراق في هذا البيت على الإفعال من الأَرَق، وكان الخوارزميّ يقول في تفسيره: هي تطلب بإسهادها إيانا الغاية، طلب الأمير بإنالته النهاية، فكأنها تكاثره نوالا، لكن نوالُها الأَرَق، ونواله الوَرِق، فإن كان أبو الطيب أراد (بالإيراق هذا، فقد أخطأ، لأنه لا يبني الإيراق من الأرق، وإنما يقال: أرَقِ يأرَق أَرَقًا، وأرّقهُ تأريقًا. والأولى أن يحمل الإيراق على منع الوصل. يقول: هي في منعها وصلها في النهاية، كما أن الأمير في بذله نائله قد بلغ النهاية، فكأنها تكاثرهُ في عطائه، لينظر أيهما أكثر.
تعليقي: اختلفت الآراء، وتبقى اللغة بحرا لا ساحل له
وليست اللغة في بطون المعاجم فحسب؛ ولكنها في بطون الأشعار. وإن كان للغة خواف ٍ وقوادم؛ فإن خوافيها هناك: تحت ظلال الشعر الأول، والكلام الأول.
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[04 - 12 - 2007, 01:28 ص]ـ
أخيرا، تذكرتُ من أين علقت بذاكرتي لفظة الإيراق، وفهمتها بمعنى الأرق. من قول البارودي في مطلع قصيدة مشهورة له:
هل من طبيب لداء الحب أو راق ... يشفي عليلا أخا حزن وإيراق
فلعل من عنده ديوان البارودي، وبخاصة تحقيق: علي الجارم وصاحبه، أن يأتينا بشرح هؤلاء الأفاضل؛ لعلنا نتبين الصواب بإذن الله.
والله ولي التوفيق
¥