تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من مذكرات جورج ... أرجو النقد]

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[07 - 12 - 2007, 02:30 ص]ـ

:::ارجو من أخوتي الكرام نقد هذه القصة

ولا اخفيكم سراً ... لم أدرس اللغة العربية إلا في الثانوية .. ولا أدقن قواعدها .. ... وإني أبلغ من العمر 19 ربيعاً .. ولكن في نفس الآن أرجو منكم نقد القصة .. وهل بإمكاني أن أتطور أم ماذا؟

واعتذر عن سلبي وقتكم الثمين

وشكرا.

من مذكرات جورج .... 17 - 9 - 1788

خرجت من عند قريبي وانا في غاية السعادة مما كان قد حصل هنالك من لهوٍ ولعب وضحك و قد كانت ليلةً يكسوها البردُ القارص ويغطيها الثلجُ الكاسر بمأزرهِ الخشن، وقد اسبلَ الظلامُ الداجنُ ريشه على تلك الغابةِ، القبيحة الصورة ودميمة الخلقة، لوحشةِ منظر أشجارها الشمطاء، ونعيق غربانها وزمجرة ضباعها وصرير رياحها الطائش الذي يُفزِعُ الأسدَ من عرينه فليتني لم أخطو لها، وفي ذلك المنظر الهالع إذ سمعت أنيناً كأنين الثكلى، وماء شؤنها المسجوم يسقط عليها كسقوط الحصيات من التل، فختلت وراء أحد الأشجار لكي أكون على مسمع من أنينها وقد رأيت إمرأةً يتلألأ وجهها تلألأ القمر في ليلة كماله وتمامه فسمعتها تقول: أٌفٍ لك يا دهر من خليلِ كم كنت حلو المذاق ومسكي الأرج وعنبري النفس وسمح الوجه ولكنك تبدلت من غير حاجةٍ إلى تبديل وتصرمت من غير وداع ولا سلام وإنك لمطبوع على الخيانة وناكثٌ للعشرة يا سقيم العهد ويا سخيف الذمه فعليك مني وابل سخطي ... ، فدفعني الفضول لمعرفة سبب تعاستها، فذهبت نحوها وقد ارتاعت مني، وتمسكت بردائي وهي جاثية على ركبتيها وتندبني: أرجوك لا تفضح أمري واسجف على ما رأيت، فنتابني شعور الحزن، ورق دمعي الشجو، وقلت لها: ما إسمكِ ومن أنتِ وما سبب مجيئك الى هذه الغابة المظلمة؟ وخذي مني عهداً وميثاقاً وثيقا بأن ما حصل بيننا لن يكون له ثالث، فأنة انة لو سمعها اهل الأرض لبكوا لسماعهم ذلك الأنين، فقالت: أنا أًدعى روزلين ومن أسرة وافرة النعم وسخية اليد عفيفة المنبت، نقية العرض وطاهرة الحسب، وهذا أفضل مكان لأعالج به لواعجِ، فقلت لها: لن ابرح مكاني هذا حتى أعرف مما بكاؤك الذي يبكي ميت القلب والضمير، فقالت: ليت شعري ... هل ميت القلب يحنو عليَّ مثل ما حنوت أنت، فأخذت بيدها وأجلستها على احدى الصخور المقاربة للنهر، وانتشلت شعرها من على وجهها فرئيت تلك الشمعة المضيئة وقد ذابت حياءً بل خجلاً، وكانت عيناها كالماويتين وسملها كالؤلؤ المسجور، فمسحت من على عينها تلك الدموع القمرية حتى وقفت عن البكاء، وهدئتها من روعها، وقلت لها ما فلعت بنات الدهر بكِ.

فقالت في ساعة من نهار العطلة الفائتة قد زرت إحدى قريباتي ومعي جاريتي، فعند فراغي من هذه الزياره وانا في طريق العودة الى المنزل سمعت صوتا غريباً من مكان قريب ولكن جاريتي لمن تسمع ذلك الصوت، فأمرتها بأن ترجع الى المنزل وإني سآتي بعد قليل، فأتمرت لقولي (وذهبت طائعة)، وليت الفضول لم يغويني بالذهاب إلى ذلك الصوت، فلم أنتبه إلا وأنا أمضي في أحد الشوارع المهجوره، التي توحش الناظر وتنفر الساكن من شدة كئابتها وخلوتها،فليس بها إلا منازل شاحبة اللون وجهومة المنظر، وإذا بي أرى شاباً كالزهرةِ الجَنِيَّه، وقد طوى رأسهُ بين ركبتيه، وقد أسند ظهره للحائط، وهو يبكي ويحزِّن وينشج نشيجا عاليا، لو سمعه أهل الفانيه لبكوا من سماعهم ذلك الناعي على نفسه، فرق قلبي لرؤياه، وسال دمعي للقياه، فناديته فلم يسمعني لشدة بكائه، فهجس في صدري أن أحسن له، فوضعت يدي على كتفه ففزع لرؤياي وكانت تسطعُ عيناه احمرارً لكثرة نحيبه، فقشعر بدني لمنظره المزري، ويَجُسَ في صدري ما تجسْه الظئر، فجلست بجانبه وهدئته من روعهِ وسألته بصوتٍ خافت ما خطبك أيها المسكين؟ فقال لقد رُميتُ بآبدة الآباد، والداهية النآد، فرفع رأسه الى السماء وقال: يا دنيا في كل لحظة لطرفي منك عبره، وفي كل فكرة لي منكِ حسره، يا مرنقةَ الصفا ويا ناقضة عهد الوفا، ما وفق من عرج نوحكِ، ولا سعيد من آثر المقام على حسن الظن بك.

فقلت له ولم كل هذا الحزن والغم على نفسك، فوالله انه ليعز عليَّ ان اراك بهذه الصورة المزرية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير