تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كذا الدنيا]

ـ[سيد الشهداء]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 09:10 م]ـ

[كذا الدنيا]

كذا الدنيا أيا صحبي = تدور فتورق الوَرَقا

فنقطفُ دَمْعَها وَرَقاً = بلونٍ أصفرٍ خَفَقا

أيا قلبي كفاكَ أساً = ألسَت صديقَ من صَدَقا

تُراهُ الحزن من صَدَقا = فلا فرحٌ لنا رَفِقا

كواني مرُّ أيامي = فصرتُ كمن لهُ عَشِقا

فلا فرحٌ سيبعدنا = فعمري فيك قد شَرُقا

أرى الأيام تهجرني = وتبعثُ فيّ ذا الأرقا

فأجري جريَ حيرانٍ = وألقى الفرحَ محترقا

فتعثرني جراحاتي = لأغدو مثل من غَرِقا

فأمضِ اليومَ أشجاناً = تبيعُ القلبَ ذا القَلَقا

أرى حزناً كسا طُرُقي = فأسلكُ غيرها طُرُقا

فيلحقني ويسبقني = تُراهُ عليَّ قد شَفِقا؟!!

تلوّنَ مغربُ الدنيا = حَسَسْتُ بأنّهُ نَطَقا

فَكَذّبَ ليلُ أيامي = لأوقنَ أنّهُ الشَفَقا

صرختُ ودمعُ آهاتي = يكذّبُ أنّهُ دفقا

فحرّكَ خافقي أمرٌ = ظننتُ فؤاديَ انطلقا

وسارَ زمانيَ الفاني = ظننتُ القبرَ منطبقا

صباحي قادمٌ حتماً = وزهري باعثٌ عَبَقا

متى ربّاهُ تنصُرُنا = أراهُ اليومَ قد رُزِقا

ـ[فارس]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 04:29 ص]ـ

مرحبا بك و بقصيدك أخي سيد الشهداء ..

تُصوّر لنا في قصيدتك حال الدنيا من منظور الشاعر فهي مورقة و لكننا لا نقطف منها إلا ما ذبل من أوراقها و ما كان (بلونٍ أصفرِ)، و القلوب الصادقة لم تجد لها رفيقا سوى الحزن لأن (الحزن من صدق)، و طعم الأيام غدا مُرّا حتى صرتَ (كمن له عشقا) و هكذا تتتابع الصور لتبين حال الدنيا و الشاعر ..

التصوير لديك يكاد يجنح إلى الصور الممتدة فالقصيدة يمكن تقسيمها إلى ثمانية مقاطع كل مقطع تمتد فيه الصورة على مدى بيتين أو ثلاثة أو أربعة، و كل مقطع يبيّن الأسى الذي يراه الشاعر في الدنيا بصورة مختلفة، على أن الصور خلت من ملامح الجدة و الابتكار و مالت إلى التكرار في أغلب القصيدة.

و هذه بعض النقاط التي أثّرت على جمال النص .. منها:

تكرار الكلمات:

مثل (الورق - ورقا) في ضرب البيت الأول و عروض البيت الذي يليه و (صدقا - صدقا) في ضرب البيت الثالث و عروض البيت الذي يليه، فجاءت مكررة تكرارا غير مستساغ و إن كانت تربط المعنى بين الأبيات.

تكرار الحروف:

حرف الفاء جاء في بعض الأبيات مناسبا يربط الأبيات بسلاسة مثل:

أرى الأيام تهجرني .. وتبعثُ فيّ ذا الأرقا

فأجري جريَ حيرانٍ .. وألقى الفرحَ محترقا

فتعثرني جراحاتي .. لأغدو مثل من غَرِقا

و في بعض الأبيات جاء مكررا بكثرة مما أفقده سلاسة الربط مثل:

كواني مرُّ أيامي .. فصرتُ كمن لهُ عَشِقا

فلا فرحٌ سيبعدنا .. فعمري فيك قد شَرُقا

و الفاء عموما جاءت في 11 من 19 بيت و هذا كثير! فهلّا نوّعت.

بعض الأبيات جاءت أشطارها غير مترابطة فبدت غير متجانسة مثل:

فحرّكَ خافقي أمرٌ .. ظننتُ فؤاديَ انطلقا

وسارَ زمانيَ الفاني .. ظننتُ القبرَ منطبقا

متى ربّاهُ تنصُرُنا .. أراهُ اليومَ قد رُزِقا

فلا فرحٌ سيبعدنا .. فعمري فيك قد شَرُقا

و أسلوب الخطاب في (فيك) جاء دخيلا لا يوافق أسلوب الغائب في البيت الذي قبله:

كواني مرُّ أيامي .. فصرتُ كمن لهُ عَشِقا

فلا فرحٌ سيبعدنا .. فعمري فيك قد شَرُقا

ووحدة الأسلوب (خطاب أو غائب أو متكلم) في القصيدة ضروري لترابط الأفكار و تسلسلها فلا يتشتت ذهن القارئ.

بعض الكلمات جاءت مبهمة غير واضحة المعنى أو محشورة للقافية مثل:

فنقطفُ دَمْعَها وَرَقاً .. بلونٍ أصفرٍ خَفَقا

(خفق) على من تعود؟ إذا كانت تعود على الورق فما أضافت إلى المعنى؟

فحرّكَ خافقي أمرٌ .. ظننتُ فؤاديَ انطلقا

(أمرٌ) لم تفسر ما هو هذا الأمر؟؟

متى ربّاهُ تنصُرُنا ... أراهُ اليومَ قد رُزِقا

الهاء في (أراه) تعود على من؟ و مثلها (رزق) من الذي رزق؟ و رزق بماذا؟

دمت شاعرا ..

ـ[سيد الشهداء]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 03:13 م]ـ

:::

بارك الله فيك يا أخي مشاغب .... زاد من علمك وذوقك ...

فقد نطقت بدرر ... وبيّنت الضعف الذي يعتري شعري ...

فكنت متوقع ان اقرأ تعليقا عن البيت

فكذّب ليل أيامي = لأوقن أنّه الشفقا

فالأصل بأن تكون الشقف مرفوعة. أليس كذلك؟؟

فأبقاك الله لتنقد ... وأسأل الله ان يعيننا هلى اجتناب هذه الأخطاء

هل تسمح لي بطلب يا أخي مشاغب؟

هل تسمح بأن تعلق مثل هذه التعليقات على ما سبق من كتاباتي ... فأنا ما زلت حديثا على الشعر وكتابته؟

وبارك الله فيك ..

والسلام عليك

ـ[سمير العلم]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 03:58 م]ـ

بارك الله فيك وفي كتاباتك يا سيد الشهداء، إنك تسير من حسن إلى أحسن. ما شاء الله، عاطفة متوقدة، وصور وأخيلة، وقصيدة جميلة، فيها الكثير من اللمسات الشاعرية، وفيها مجال للنقد والمناقشة.

:::

بارك الله فيك يا أخي مشاغب .... وزاد من علمك وذوقك ...

نطقت بدرر ...

فأبقاك الله لتنقد ...

هل تسمح لي بطلب يا أخي مشاغب؟

هل تسمح بأن تعلق مثل هذه التعليقات على ما سبق من كتاباتي

والسلام عليك

حياك الله أخي المشاغب، وبارك الله في قلمك.

لقد رأيت بنفسك تعشطنا إلى مثل هذا النقد الناضج، وأثنِّي على طلب شاعرنا سيد الشهداء بأن تتفضل بنقد ما سبق من كتاباته، فلا تخيِّب رجاء طالب، فقد وعدتُه أن أقول شيئا في بعض قصائده السابقة، فلم يقدر لي أن أفي بوعدي، فكن أنت من يحمل الراية، وينوب عنا في تحقيق الغاية، وهو على ما ترى من شاعرية، يعرج في سلم الإبداع والكتابة الشعرية، وإن لتوجيهاتك القيمة، ولفتاتك الصادقة، لأثرا حسنا في نفوس الشعراء والقراء على السواء. وفقك الله، وأعانك على ما وكل إليك من مسئولية.

وأوصي سيد الشهداء خيرا بموهبته، بأن ينميها ويقويها، وأن يستفيد من تجاربه الإبداعية، ومما يكتب في نقد كتاباته الشعرية، أقصى استفاده، فإن ذلك من شكر نعمة البيان، التي هي من أجلِّ نعم الله على الإنسان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير