[نحيب العاشقين]
ـ[صريعُ الغواني]ــــــــ[03 - 12 - 2007, 10:55 م]ـ
ببابي وحين الهزيعِ الأخيرِ = ورعدٌ وبرقٌ على زمهريرِ
وتعوي الرياحُ على نافذاتي = عواء الذئابِ بكهفٍ صغير
ودقات قلبي كقرعِ الطبولِ = لوقعٍ مريعٍ وأمرٍ مريرِ
تبعثرُ روحي بكل الزوايا = وطارت شعاعاً وحقاً تطيري
فيامن توشحتَ جنح الظلامِ = إلى منزلٍ موحشٍ كالقبور
أانت البشيرُ؟ أانت النذيرُ؟ = وليس المبشرُ مثلُ النذير
فيهمسُ صوتٌ كحلمٍ قديم = ببابك أسماءُ فأذن أميري
أأسماءُ حقاً وأصرخ كلا؟ = وأبكي بكاء اليتيمِ الكسيرِ
أأسماء حقاُ وأفقدُ وعي = فيال أحتضاري وفوضى حضوري
لماذا أتيتِ وكيف أتيتِ؟ = ونحنُ أفترقنا ليومِ النشورِ
وأنتِ أنتبذت مكاناً قصياً = وألقيتِ روحي بنارِ السعير
وأنتِ أصطفيتِ سوايا عشيقاً = وأنكر غصنكِ فضل جذوري
دعيني فإني شتاتُ الشتاتِ = ضحيةُ عصري وكل العصورِ
دعيني لـ تبغي وصمتِ المريبِ = للحنِ البكاءِ وموتُ الشعورِ
لعصفِ الرياحِ وطعنُ الرماحِ = فنزفُ الجراحِ فبئس المصيرِ
دعيني فما عاد يغريني شيئاً = تحررتُ من حسنكِ المستثيرِ
بلحظٍ كسيفٍ وخدٍ كوردٍ = وعتمةِ شعرٍ كلمسِ الحرير
وحبةِ خالٍ على وجنتيكِ = كزنجي على قمرٍ مستنيرِ
وخصرٍ تمنطق سمّ الخياطِ = عبرتيهِ لولا سنام البعيرِ
وأما حديثكِ سحرُ البيانِ = شفاءٌ شفاءٌ لما بالصدورِ
كأن المعاني لإبنِ الحسينِ = ولما خرجنا بلفظِ جريرِ
وقفتِ أمامي فغضيتُ طرفي = وليس انكساراً كقومِ نميرِ
أنا كبريائي كعرضِ السماء = وما من غرورٍ كمثلِ غروري
أموتُ بجوعي رويداً رويداً = ولا أتلقفُ لقمة غيري
تعودتُ منذُ نعومة ظفري = شروري لنفسي وللناسِ خيري
ونفسي إذا حدثتني بسوءٍ = تصدى لها مستميتاً ضميري
فعودي إليهِ ولا تخدعيهِ = ويكفيهِ ذلاً تعشى قشوري
ـ[همس الجراح]ــــــــ[04 - 12 - 2007, 01:39 ص]ـ
تحياتي لك قصيدة صورة شعرية جميلة
هل تسمح لي ببعض الملاحظات؟
وأما حديثكِ سحرُ البيانِ .. لو قلت: وأما الحديث فسحر البيان .. مع " أما " التفصيلية نحتاج الفاء.ونقول: فيا لاحتضاري ...
هل تقصد التبغ يا ترى؟ " دعيني لتبغي أو لعلك أردت شيئاً آخر فالتبغ مضر بالصحة والصورة الشعرية - حسب رأي غير المدخنين، فلا تفسد الصورة ولا المعنى بدخان التبغ.
وتكرارك " أنت " يعتبر " تكؤة " لا نتكئ عليها.
ولماذ ضممت طعن وموت؟!
ولو قلت لنجل الحسين بدل " الابن " فهذه همزة وصل كما تعلم.
ولا نقول: غضيت فمجرد الفعل " غضّ "
لكن ما كتبته ينبئ عن شاعر جيد التصوير
ـ[صريعُ الغواني]ــــــــ[04 - 12 - 2007, 10:26 م]ـ
مرحباً أستاذي همس الجراح
أشكرك على ماتفضلت بهِ من نقدٍ هادف
وإنما أنا تلميذ الفصيح وأحاول جاهداً أن أرتقي لـ شاعر
كل هذا بتشجيعكم الدائم وتبنيكم للمواهب الأدبية أمثالي
أشكرك مجدداً وسأتحاشى الأخطاء التي أشرت إليها
مع خالص التقدير والود
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[05 - 12 - 2007, 10:29 م]ـ
صريع الغواني شاعرا واعدا
أعجبتني قصيدتك الرقيقة، وأطربتني براعة سهلها الممتنع، وإن توقفت عند ملاحظات في العروض والرسم والنحو:
1. دعيني فما عاد يغريني شيئاً
هذا الصدر فيه زيادة عروضية في لفظة " يغريني " إذ يجب حذف الياء الأخيرة كي يستقيم.
2. كزنجي على قمرٍ مستنيرِ
زيادة عروضية في عبارة " كزنجي " إذ يجب تخفيف الياء كي يستقيم.
3. ولا أتلقفُ لقمة غيري، شروري لنفسي وللناسِ خيري
عجزان اعتورهما عيب القافية، فقافية القصيدة مسبوقة بحرف مد ممدود أما في هذين العجزين فقد جاء حرف المد ساكنا.
4. فنزفُ الجراحِ فبئس المصيرِ
عيب من عيوب القافية هو الإقواء، أي الاستجابة لحركة القافية رغم أنف النحو.
أخطاء في الرسم مثل:
فيال أحتضاري = فيا لاحتضاري
أفترقنا، أنتبذت، أصطفيتِ = لا ترسم الهمزة على الألف فهي وصل لا قطع.
سوايا = سواي
لإبنِ = لابن
وهمزة الوصل هنا لا تكسر الصدر إذا فتحنا ياء المعاني هكذا: المعانِيَ.
أخطاء في النحو:
وليس المبشرُ مثلُ النذير = مثلَ
للحنِ البكاءِ وموتُ الشعورِ = موتِ
لعصفِ الرياحِ وطعنُ الرماحِ = طعن ِ
فنزفُ الجراحِ فبئس المصيرِ = المصيرُ
دعيني فما عاد يغريني شيئاً = شيءٌ
ولكن المقاطع الجميلة التالية شفعت لكل ما سبق:
فيا لاحتضاري وفوضى حضوري
لوقعٍ مريعٍ وأمرٍ مريرِ
وأنكر غصنكِ فضل جذوري
وما من غرورٍ كمثلِ غروري
أتوقف عند قولك:
ويكفيهِ ذلاً تعشى قشوري
متذكرا قول نزار:
يكفيه ذلا أنه قد جاء ماء البئر ... بعدي
فتأمل الفرق بين الصورتين
ـ[صريعُ الغواني]ــــــــ[14 - 01 - 2008, 09:29 ص]ـ
الفاضل .. محمد الجهالين
تمت الفائدة المرجوة من ردك ولله الحمد
أشكرك إذ شرفتني بحضورك ووهبتني المديح والتصحيح
جزيت الجنة أخي