[30]
ـ[عبدالله بن سالم العطاس]ــــــــ[04 - 04 - 2008, 11:16 م]ـ
ثَلاثُـ 30 ـوْن
مَعَ غُرُوبِ شَمْسِ هَذَا الْيَوْمِ الْمُبَارَكِ الْجُمُعَةِ 27/ 03 / 1429 هـ تَمَّ مَا فَنِيَ مِنْ عُمْرِي ثَلاثُونَ عَامًا!
ثَلاثُونَ مَرَّتْ مُرُورَ السِّنِينْ
وَقَلْبِي عَلَى مِرْجَلٍ مِنْ أَنِينْ
أَمُدُّ إِلَى الصُّبْحِ كَفَّ اشْتِيَاقٍ
وَعِنْدَ الْغُرُوبِ يَجِيشُ الْحَنِينْ
أَبُثُّ النُّجُومَ حَدِيثَ الْمَسَاءِ
وَعِنْدَ الصَّبَاحِ أَغُضُّ الْجُفُونْ
تَسِيرُ الْحَيَاةُ إِلَى الْمُنْتَهَى
وَأُفْنِي خُطَايَ مَعَ الْعَابِرِينْ
أَرَى الأَمْسَ لا شَيْءَ إِلا السُّرَى
وَيَوْمِي السَّرَابُ؛ فَدَمْعِي سَخِينْ
وَلِي فِي مُضِيِّ السُّنِينِ اعْتِبَارٌ
وَلَكِنْ يَخُونُ الشِّرَاعُ السَّفِينْ
فَرِيحٌ تَهُبُّ وَمَوْجُ يَثُورُ
وَشَكٌّ يَحِلُّ مَكَانَ الْيَقِينْ
وَبَيْنَ انْشِطَارِ الأَسَى وَالرَّجَاءِ
يَشِعُّ الْمَكَانُ بَوَمْضِ الْمَنُونْ
وَيَغْدُو الزُّمَانُ كَئِيبَ الْخُطَا
وَأَجْثُمُ أَرْقُبُ مَا قَدْ يَكُونْ
يَمُرُّ شَرِيطُ الْحَيَاةِ سَرِيعًا
أَرَى فِيهِ مَاضِيَّ رَأْيَ الْعُيُونْ
شَقَاءٌ وَسَعْدٌ وَخَيْرٌ وَشَرٌّ
يَلُوحُ الْمَزِيجُ كَكَفَّيْ خَؤُونْ
وَمِنْ فَرْطِ خَوْفِي يَحِلُّ انْقِبَاضٌ
وَسِينٌ وَكَافٌ وَوَاوٌ وَنُونْ
سُكُونٌ سُكُونٌ سُكُونٌ سُكُونٌ
وَلا صَوْتَ إلا سُكُونُ السُّكُونْ
إِلَهِي إِلَهِي إِلَيْكَ الشَّكَاةُ
وَفِيكَ الرَّجَاءُ وَأَنْتَ الْمُعِينْ
وَعَفْوُكَ جَمٌّ وَذَنْبِي كَبِيرٌ
وَأَنْتَ الْغَفُورُ لِمَنْ يُخْطِئُونْ
أبوعريش
27/ 3 / 1429 هـ
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[05 - 04 - 2008, 12:29 ص]ـ
كل عام وأنت بخير ...
وأطال الله في عمرك إن شاء الله ...
أَرَى الأَمْسَ لا شَيْءَ إِلا السُّرَى
وَيَوْمِي السَّرَابُ؛ فَدَمْعِي سَخِينْ
وَلِي فِي مُضِيِّ السُّنِينِ اعْتِبَارٌ
وَلَكِنْ يَخُونُ الشِّرَاعُ السَّفِينْ
الا ترى بأن البيتين متناقضين قليلا في الفكرة؟؟:)
دامت اناملك تجود علينا ...
ـ[شجرةالطيب]ــــــــ[06 - 04 - 2008, 08:48 ص]ـ
إِلَهِي إِلَهِي إِلَيْكَ الشَّكَاةُ =وَفِيكَ الرَّجَاءُ وَأَنْتَ الْمُعِينْ
وَعَفْوُكَ جَمٌّ وَذَنْبِي كَبِيرٌ = وَأَنْتَ الْغَفُورُ لِمَنْ يُخْطِئُونْ
ماشاء الله لاقوة إلا بالله ....
حرف وضيء ومعنى مضيء .. !!
شتان بين المسلم وما تهيجه فيه هذه المناسبة من محاسبة للنفس وعودة إلى الله ..
وبين من يتخذها عيدا يقيم فيه صنوف المعاصي ..
وَمِنْ فَرْطِ خَوْفِي يَحِلُّ انْقِبَاضٌ = وَسِينٌ وَكَافٌ وَوَاوٌ وَنُونْ
كم من المعاني سكبها تقطيع الحروف .. وكم من المشاعر أثار .. !!
وجدت موسيقى المتقارب تحرك أحاسيس المتلقي نحو موضوع القصيدة .. وروي النون الساكنة بما تحمله من صفة الغنة، وقبلها الياء المدية كل هذا يحدث أنينا صامتا يبث الموسيقى إلى النفس باقتدار بيّن ..
ولأنني أمام أستاذ قدير وشاعر فذ ثاقب الفكر .. وددت أن أفيد من الحوار لأفتح آفاق النقد البنّاء بما يعود علينا جميعا بأطيب الثمر:
ثَلاثُونَ مَرَّتْ مُرُورَ السِّنِينْ = وَقَلْبِي عَلَى مِرْجَلٍ مِنْ أَنِينْ
براعة في الاستهلال بذكر الغرض الأساس الذي هاج القريحة وأنشأ التجربة الشعورية ..
وهي الطريقة التي يستعيد بها الإنسان شريط ذكرياته ..
لكن .. ألا ترى أن في الشطر الأول تكرارا؛ لأن الثلاثين هي السنون نفسها فكيف تشبه بها؟
فَرِيحٌ تَهُبُّ وَمَوْجُ يَثُورُ = وَشَكٌّ يَحِلُّ مَكَانَ الْيَقِينْ
بديع تصوير التقلبات التي بمر بها الإنسان بهبوب الرياح وثوران الموج ..
لكن وجدتني غير مطمئنة إلى (شك يحل مكان البقين) .. ربما قصر فهمي عنها .. !!
(يهُب) الصواب على ما أعلم .. (يهِبّ) قال صاحب اللسان:
(قال لبيد:
فلها هِبابٌ في الزِّمامِ، كأَنها * صَهْباءُ راحَ، مع الجَنُوبِ، جَهامُها
وكلُّ سائرٍ يَهِبُّ، بالكسر، هَبّاً وهُبُوباً وهِباباً: نَشِطَ).
شَقَاءٌ وَسَعْدٌ وَخَيْرٌ وَشَرٌّ = يَلُوحُ الْمَزِيجُ كَكَفَّيْ خَؤُونْ
كأنما رأيت القافية هنا مجتلبة فوجه الشبه -على ما أحسب- التقلب .. وهذا تشترك فيه جميع الأكف .. فلم خُص الخؤون؟ ربما يمكن أن يقال: كروح الخؤون ... ولو شحذت القريحة المبدعة ستأتي بالأفضل حتما ..
بورك المداد والقريحة الدفاقة ..
ألبسك الله من التقوى الحلل ..
وأطال عمرك في طاعته .. !!
تحية وتجلة ..
ـ[عبدالله بن سالم العطاس]ــــــــ[09 - 04 - 2008, 12:24 ص]ـ
النص بعد تعديله وسأعود للردّ على الردود غدا بإذن الله:
ثلاثون
وقفة على أطلال الثلاثين التي انصرمت بمغيب شمس يوم الجمعة 27/ 3 / 1429هـ
مرورَ الليالي تمرُّ السنينْ = وتفنى خطاي مع السائرينْ
أصافح طيف السنين الخوالي = فيملأ قلبي الأسى والحنينْ
أرى الأمس لا شيء إلا السرى = ويومي السراب؛ فدمعي سخينْ
ولا شيء مثل التياع الفتى = لكرِّ الليالي ومَرِّ السنينْ
ولي في مضيّ الزمان اعتبارٌ = ولكن يخون الشراع السفينْ
فريح تهب وموج يثور = ونفس تخور وعزم يلينْ
وألفي الردى في انعطاف المسير = وفي خطرات الفؤاد الحزينْ
وحين انسكاب الأسى في الضلوع = يشعُّ المكان بومض المنونْ
يمرُّ شريط الحياة سريعًا = أرى فيه ماضيَّ رأي العيونْ
شقاء وسعد وخير وشر = يلوح المزيج ويعلو الأنينْ
ويغدو الزمان كئيب الخطا = وأجثم أرقب ما قد يكونْ
ومن فرط خوفي يحلّ انقباض = وسين وكاف ولام ونونْ
إلهي إلهي إليك الشكاة = وفيك الرجاء وأنت المعينْ
سلكتُ الطريق وزادي قليل = وذنبي عظيم ودمعي هتونْ
وهذي دروبي تؤوب إليك = وأنت الغفور لمن يرجعونْ
¥