[حنانيك يا شعر]
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 02:23 م]ـ
زارني الشعر بعد غياب، فأطال المكث ورفض الذهاب. فقلت:
حنانيكَ يا شِعْرُ كيف المَتَابْ = وكيف ثَوَيْتَ بُعَيدَ الغيابْ
وكيف نَمَمْتَ على مقلتيْ = وقد ضَمَّها والرُّقادَ حجابْ
هجمتَ على خاطري هجمةً = بوثبةِ ليث ٍ وكََرِّ عقابْ
إذا جئتُ أُكْمِلُ وِرْدِيْ أتى = وَحِيُّكَ يحتالُ دون النِّصابْ
وكنتُ صَفَدْتُ شياطينَها = وأخزيتُها بنذيرِ الكِتَابْ
فولَّتْ تولولُ مدحورةً = كما قُذِفَتْ بالحِجَارِ الكِلابْ
وها أنتَ تَكْمُنُ مستمكناً = على غفلةٍ من دواعى الشَّبابْ
فأُصْغِيْ إليكَ ويا ليتني = طردتُ دواعيْكَ من كلِّ بابْ
تذكَّرْتُ ليلى وأحداقَها الْـ = ــــــمِرَاضَ وتلكَ الثنايا العِذَابْ
وتا لله ما ذقتُ منها سوى = عفيف السؤالِ وطُهْر الجوابْ
ليالٍ من الأُنسِ في ساعةٍ = وساعة وَصْلٍ كَمَرِّ السحابْ
وقدْ فرَّقَ البَيْنُ ما بينَنا = وطارَ به بومُهُ والغرابْ
ورُحْتُ أُلَمْلِمُ قلبيْ عسى = يَثُوبُ، وهيهات منه المَثَابْ
وإنيْ لأعلمُ أنّ الهوى = مُضِلٌّ وأنَّ الأمانيْ كِذَابْ
وأنَّ السرابَ إذا جِئْتُهُ = وأَحْسبُ ماءً وَجَدْتُ السرابْ
أَحُبَّاً وشِعْراً، كفى محنةً = ووجْداً وسُهْداً، تَنَاهَى الْعَذابْ
تَكَلَّفْتُ ما لَسْتُ أَسْطِيعُهُ = فيا ربّ غَفْراً، إليكَ المَتابْ
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 02:51 م]ـ
الله الله,,:)
لا فض فوك أبا يحيى,,
بديعةٌ رنانة طنانة ..
تسجع على فنن الإلهام بأفانين الأنغام على تصفيق الألباب والأفهام ..
وتا لله ما ذقتُ منها سوى ....... عفيف السؤالِ وطُهْر الجوابْ
هذا البيت أيقظ إخبات قراري ..
وهصر غصن رشادي ..
ومد جزر إعجابي ..
يكاد يقطر طهارةً ويندى عفّةً ...
كأنّه زمزميّ الطعم واللون والرائحة .. ,.
كأنه .. :)
لنا كرةٌ بإذن الله ..
فإني أريد أن أتناقش معك بشأن شيطان الشعر وملاكه إن كان له ملاك: D
والسلام,,
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 06:19 م]ـ
أخي وحبيبي: (رؤبة)
اهلا وسهلا بطائرك البرّ الميمون، وحيهلا بعبق طيب هذا المحتد الكريم والمطلع المزيون.
قد ـ علم الله ـ كم سررتُ لسرورك وانبساطك لما كتبتُ سرورا تجلَّل عندي بما زينتَ به قصيدي من الحلي والحلل، وتجلَّى بما طرّزته من طرز الثناء وأردية الجذل.
ويعلم الله إني لأهشّ لمقدمك وأبشّ بشاشة لا أجدها كثيرا في هذه الأيام. ثم إني وكثير من محبيك في هذا الفصيح في فقد لإبداعاتك في ثنايا هذه الساحة المباركة؛ فلعل المانع أن يكون خيرا بإذن الله!
أقدّم بهذه المقدمة، ثم أدلف إلى جوابك عن سؤالك الذي طرحته ـ حفظك الله ـ واعذرني لو استبقت الجواب قبل السؤال (الأسئلة)؛ فإني ممن يتحرّج كثيرا من الأسئلة المباشرة، وممن يفضل السبح الطويل بعيدا عن التحديد والتنظير والتدليل ( ops
سألتَ ـ رحمك الله ـ عن قضية شيطان الشعر وملاكه إن كان له ملاك: D
( ملحوظة: لم لا نقول إنه القرين؛ إن خيرا فخيرا، وإن شرا فشرا. فنرتاح من عناء النسبة: rolleyes:)
لن أطيل الحديث فيما ههنا؛ وسأكتفي بتجربتي الشخصية في هذا المقام، ولكل تجربته: rolleyes:
فلقد كنتُ أنفي نفيا يكاد يقطع الشك باليقين (وذلك أولَ ما عججتُ في أتون هذه العجاجة، وتلجلجت في لجج هذه اللجاجة ـ أقصد الشعر ومتاهاته ودهاليزه) = كنت أنفي نفيا باتا أن يكون للعالم الروحي صلة بإبداع الشاعر ومكنون ذاته الخاص، وكنت أردّ ذلك إلى الموهبة (لا أعلم إلى الآن حدّ هذه الموهبة وضابطها، وهذا ما خلَّط علي كثيرا بعد ذلك)؛ كما كنت أردّه إلى سعة الخيال وخصوبته، وثراء اللغة واكتنازها، والبصر بأسرارها وخفاياها وخباياها، ومكنون رُوحها ورَوحها.
ثم إنه بدا لي بعد ذلك، وبعد طول ممارسة وملابسة، بدا لي أن الأمر وراء ذلك كله؛ وإلا لما نبغ شعراءُ هكذا فلتة نبوغا طارئا دون سابقة لهم أو بادرة؛ ولما بدا بعضهم بكاء مفحمين بإزاء من هم في مثل طبقتهم، على أنهم في أوان زمانهم ومملكتهم!
¥