تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[جدارية الموت]

ـ[خالد دوش]ــــــــ[14 - 12 - 2007, 04:22 ص]ـ

[جدارية الموت]

اللحن الأخير

أ تبكين على ما ضاع من قربِ؟

تباعدنا فلا حزنٌ على ما مات من حبِ

ولا ندمٌ

ولا ألمٌ

ونار الجرح أضرمت لظاها

في ربى قلبي

أ تبكين على ما ضاع من حبِ؟

ونار هجيرك الحمراء قد سحقت

شواطئ قلبيَ الخِصبِ

وريح نفيرك العصفاء قد عصفت

بأغصان الندى والورد والعشبِ

سقيتك من روابي العمر من فنني

وصنت الحب لم أغدر ولم أخن ِ

عصافيري ترفرف

في سماء العشق شاديةً

تغرد في عيونك من أغاني الشوق

ما يفضي به شجني

تحييكِ

وأسراب المنى مني ترتل في روابيكِ

أغانيَّ على الشطآن مثل الفجر فوق مرافئ السفن ِ

على الواحات فوق الرمل عابقة ً

كزهر الطل بين رواسم الدمن ِ

فكيف اغتلت أغنيتي،

وصبح اللحن أمنيتي؟

بكفٍّ طالما قبلت فيها الروحَ

لم يخطرْ بقلبي سوف تقتلني

أ تبكين على ما ضاع واغتربا؟

تباعدنا فلا حزنٌ على ما فات أو ذهبا؟

ولا ندمٌ

ولا ألمٌ

وسيفكِ من دمي شربا

وهبتكِ ملئ ما أحيا كنوزاً من سما مجدي

وهبتك أنجمأ شهبا

منحت هواك ما أبدعت من ألقي

فألقيتِ على صدري بحار الهم والقلقِ

وأضرمت وأشعلت

وأجريت الخراب بروضيَ العبق ِ

لهيبٌ منك يحرقني

ونارٌ فيكِ تأكلني

فلا تبكي ولا تشكي

ولا تسلي عن الأملِ

غراب الدهر قد غنى وأنشد وحشة الطللِ

فلم يخفق من العمر الذي اغتلت

سوى ذكرى من الآهات والكمدِ

ولم يصدح من النبض الذي بالأمس

في سلواه

تتحدين مثل الروح في الجسدِ

سوى أشلاءَ طافيةٍ ممزقةٍ

وقلبٍ مرهقٍ بيدي

وريحٍ منك مازالت تبعثر باللظى الموَّار

باقي الحلم في عينيَّ فابتعدي

شفاهي! لا

دعيها .. اتركي شفتي

ولا تقضي عليها .. لا ..

ولا تلقي ضرام الحقد مُحرقتي

كفى عبثاً هواكِ سدىً

فما أنتِ التي أرضى ولا أنتِ مقبلتي

أخاف عطورَك السوداءَ تخنقنني

وتقتلني

وأشباح الدياجير التي اضطرمت

على شفتيك تسحقني

وأخشى من ضفائرك الردى فيها يكشر عن نوائبهِ

ويسفر عن مصائبهِ

فلمي شعرك المسكون بالنُّوبِ

ولا تثبي

ضبابك أسودٌ طاغٍ على أفقي

وليلك حائمٌ بالموت مستشري على عنقي

وطيفك فلتزيحيهِ ولا تأتي

أيا من كنت ملهمتي

أرى فيك الردى يا حبل مشنقتي

فلا تأتي

أخاف أنا على موتي من الموتِ

[

خالد دوش

ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[26 - 12 - 2007, 09:49 م]ـ

شاعرنا خالد

أخاف أنا على موتي من الموتِ

أبدأ من نهاية الجدارية فأتساءل عن معنى موت الموت أليس انتفاء الموت؟

وريح نفيرك العصفاء قد عصفت

أعجبتني ريح النفير وإن ذكرتني بما قالته الشاعرة الأمريكية إميلي دكنسون:

هناك مرَّتْ ريحٌ مثلُ النفير

بيد أني لم أجد " عصفاء " في معاجم اللغة.

ملاحظة عروضية: مفاعيل لا تجوز مع مفاعلتن الوافرية وإن جازت مع مفاعيلن الهزجية.

الصورة الشعرية التالية جميلة على ما فيها من قسوة جارفة:

وأشباح الدياجير التي اضطرمت على شفتيك

والصورة التالية جميلة البناء والتخييل:

كزهر الطل بين رواسم الدمن

وليلك حائمٌ بالموت مستشري على عنقي: مستشر ٍ

كتب محمود درويش جدارية الوطن، أما خالد دوش فقد كتب جدارية الحَزَن

ـ[همس الجراح]ــــــــ[28 - 12 - 2007, 04:07 م]ـ

قصيدة طيبة تنبئ عن شاعر جيد.

ونار الجرح أضرمت لظاها

في ربى قلبي

يحتاج هذا البيت لترميم كي يستقيم وزنه

ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[28 - 12 - 2007, 04:29 م]ـ

همس الجراح

شاعرا متأنقا، ناقدا متذوقا

ليست " أضْرَمَتْ "بل " أضْرَمْتِ" وهذا ما لا يجوز في الوافر، مثلما لا يجوز إشباع التاء.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير