تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هَمْهَمَاتُ الشِّعْر

ـ[الحسين صلهبي]ــــــــ[06 - 02 - 2008, 05:16 م]ـ

مِنْ أَيْنَ تَأَتي هَمْهَمَاتُ الشِّعْرِ تَسْرَحُ في خَيَالي؟

مِنْ شَعْشَعَاتِ الفِكْرِ أَسْكُبُهَا فَيَنْدَاحُ انثِيَالي؟

أَمْ مِنْ دُمُوعِ الرَّوحِ أَذرِفُهَا وأَرْسُمُهَا لآلي؟

أَمْ مِنْ بَدِيعَاتِ الجَمَالِ، وَلا تَسَلْ عَنْ ذا الجَمَالِ!

إِذْ لاحَ في خَفَرِ الأُنُوثَةِ مَا يَعِزُّ عَنِ الْمِثَالِ

ويَعِزُّ في صَوْنِ النِّسَاءِ، وسَعْيِهِنَّ إِلى الكَمَالِ

ويَعِزُّ في شِيَمِ الرِّجَالِ، ونُبْلِ أَخْلاقِ الرِّجَالِ

هَذا الجَمَالُ أَصُونُهُ بَلْ أَقتَنِيهِ بِكُلِّ مَالي

لي مِنْهُ أَحْلامٌ عِرَاضٌ هُنَّ كَالْمَاءِ الزُّلالِ

* * *

مِنْ أَيْنَ تأَتي هَمْهَمَاتُ الشِّعْرِ تَسْرَحُ في خَيَالي؟

أَمِنْ الأَغَارِيدِ الطَّرُوبَةِ وَهْيَ تُمْعِنُ في اهْتِبَالي؟

كَالوَرْدِ يَهْتِفُ لِلنَّدَى بِالوَجْدِ في حِضْنِ التِّلال

والمَاءُ يَبْدُو دَانِيَاً مُتَمَاوِجَاً في لَمْعِ آلِ!

أَمِنَ الأَهَازِيجِ الشَّجِيَّةِ وَهْيَ تَرْفُلُ في ضَلالِ؟

كَالذئبِ يَهْمِسُ لِلخِرَافِ المُصْغِيَاتِ ولِلسِّخَالِ!

أَمِنَ الأَمَانيِّ الغَوَالي تَلُحْنَ في أُفُقِي عَوَالي؟

فأَقُولُ يَا أَمَلِي تَعَالي وَليْسَ ثَمَّ سِوَى التَّعَالي!

أَمْ زيْفِ آمَالِ الْخَيَالِ بِها اعْتِقَالي واغْتِيَالي؟

* * *

مِنْ أَيْنَ تأَتي هَمْهَمَاتُ الشِّعْرِ تَسْرَحُ في خَيَالي؟

مِنْ فرحَتي حَتَّى إِذَا ما لقَلبُ مِنْهَا قَدْ شَكَا لي؟

وَكَأَنَّمَا قَلْبِي يُعَانِي مِنْ كَلالٍ أَو مَلالِ!

مِنْ بَسْمَتي والكَرْبُ يُشْهِرُ بِالحِرَابِ وبِالنِّبَالِ؟

وَكَأَنَّمَا قَلْبي مِنْ الأَشْجَانِ والأَحْزَانِ صَالي!

مِنْ غُرْبَتي؟ أَمْ عُزْلَتي والكَوْنُ مُنْبَسِطٌ حِيَالي؟

أَمِنَ اكْتِئَابي وانْقِبَاضِي وَالمَدَى رَحْبُ المَجَالِ؟

* * *

مِنْ أَيْنَ تأَتي هَمْهَمَاتُ الشِّعْرِ تَسْرَحُ في خَيَالي؟

مِنْ نُضْرَةِ الزَّمَنِ المُحَالِ وخَيْبَةِ الحَظِّ الْمُوَالي؟

أمِنَ اللَّيَالي النَّاضِِرَاتِ النَّادِرَات إِذَا تُغَالي؟

أَمِنَ اللَّيَالي الرَّاحِلاتِ القَافِلاتِ إِلى الزَّوالِ؟

أَمِنَ الرَّحِيلِ وَقَدْ رَمَى رُوحِي بِأَرْزَاءٍ ثِقَال؟

فَإِذَا التَّبَارِيحُ الْمُمِضَّةُ قَدَ تَجَلَّتْ في هُزَالي

لَمَّا الأَحِبَّةُ غَادَرُونَا شَدَّ حُزْنِي لي رِحَالي

* * *

مِنْ أَيْنَ تَأَتي هَمْهَمَاتُ الشِّعْرِ تَسْرَحُ في خَيَالي؟

أَمِنَ الْحَنَينِ يَمُضُّنَا بَعْدَ اغْتِرَابٍ وَارْتِحَالِ؟

عِشْنَا حَيَاةَ الأُنْسِ غَضَّاً مُونَقَاً تَحْتَ الظِّلالِ

عِشْنَا السَّعَادَةَ وَالْهَنَاءَةَ في شَبَابٍ وَاخْتِيَالِ

وَاليَوْمَ لا أُنْسٌ ولا سَعْدٌ ولا فَرَحٌ أَتَى لي!

أَمِنَ الشُّجُونِ الكَامِنَاتِ وَهُنَّ تُرْعِدُ في قِتَالي؟

حَتَّى بَدَالي مِنَ الْمَوَاجِعِ وَالْمَكَارِهِ مَا بَدَالي

أَمِنَ اعْتِلالي وَاهْتِلالي وَاخْتِلالي بِالتَّتَالي؟

أَمْ أَدْمُعِي الْحَرَّى إِذَا تَذْرِي مِنْ الهَمِّ العُضَالِ؟

* * *

مِنْ أَيْنَ تَأَتي هَمْهَمَاتُ الشِّعْرِ تَسْرَحُ في خَيَالي؟

مِنْ ذَاتِيَ الْوَلهَى إِذَا تَدْنُو وَيَحْتَدِمُ انْفِعَالي؟

أَمْ هُنَّ أَحْلامٌ بَعِيدَاتٌ عَزِيزَاتُ المَنَالِ؟

كَالبَدْرِ غَابَ عَنِ الأَحِبَةِ في ليَالِيهِ الطِّوَالِ

أَمْ هُنَّ ذِكْرَى لِلوَفَاءِ وَطَالَمَا هَدْهَدَنَ بَالي؟

أَمْ هُنَّ ذِكْرَى لِلمَرَارَةِ طَالَمَا عَصَفَتْ بِحَالي؟

أَمْ هُنَّ دُنْيَا أَثْخَنَتْ فيَّ الْجِرَاحَ وَلا تُبَالي؟

أَمْ هُنَّ شَكْوَايَ الأَلِيمَةُ إِذْ تُعَرِّشُ كَالدَّوَالي؟

مَالي إِذَا هَمْهَمْتُ مَالي، لا جَوَابَ عَلى سُؤَالي؟

ـ[وحي اليراع]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 01:59 ص]ـ

الفاضل الحسين صلهبي ..

نرحب بك في ربوع الفصيح.

حللت أهلا ووطئت سهلا ..

وسأدع من هو أقدر مني لقراءة القصيدة ..

تقبل مودتي ..

تحياتي:

وحي.

ـ[الحسين صلهبي]ــــــــ[10 - 02 - 2008, 08:03 م]ـ

الشاعر المبدع

وحي اليراع

احترامي وتقديري لك

مع جزيل الشكر

لمتابعتك الطيّبة

ولكلماتك الجميلة

وترحيبك الكريم.

أسعدني وشرفني تعقيبك

دمت عزيزاً

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير