[مناجاة لرسول الله صلى الله عليه وسلم]
ـ[الرياني]ــــــــ[30 - 03 - 2008, 12:56 م]ـ
CENTER]
شآبيب المديح
شوق وتنثرني الحروف على المدى ** والشعر في أفق المديح تلبد
أزجتْ رياحُ الشوقِ غيمَ قصائدي ** هذا سحابُ المدحِ أَبْرَقَ أرْعَدا
نرجستُ أفكاري نثرتُ ضياءَها ** وظننتُ نفسي شاعرا متفردا
قد أغْتَدي والشعر مِلْءُ عباءتِي ** فكأنني الملكُ الضليلُ إذ اغْتَدى
ونزلتُ أرض الشعر يوم مديحكم ** فسمعتُ قفرا لا نشيد ولا صدى
*****
يا شعرُ تخذلني؟! عرفتُكَ صاحبا ** أتخونُ يا شعري وتُخْلِفُ موعدا
ووقفتُ أستجدي الحروفَ تقول لي ** من أنت يا هذا لتمدحَ أحمدا؟!
أنا يا رسول الله خادِمُك الذي ** لمّا يَنَلْ شَرَفَ اللقاء لِيَسْعَدا
مُرْنِي أُطِعْ أنا رَهْنُ أمْرِكَ سيدي ** أَنَّى اتّجَهْتَ يكونُ وَجْهُكَ مَقْصدا
إن قيل يُتْهِمُ قلتُ صَوْبَ تَهَامَةٍ ** وأكونُ نَجْدِيّا إذا ما أنْجَدا
*****
صِنْوان قلبي والقصيدة واحدٌ ** شعري أنا خبر وقلبي مبتدا
هذي دموع القلب حين ترقرقتْ ** هذي هي الزفرات حين تنهدا
أصغيتُ والتاريخُ ينشدُ مدحكم ** وعجبتُ للتاريخِ حنَّ فأنشدا
وتَؤمُّ خير الناس إنك شمسهم ** كم مُرْسَلٍ صلّى وراءك فَرْقَدا
من نحن قبلك أنت؟ كنا أمة ** هَمَلاً ونجهلُ ما الحضارةُ ما الهدى
لولاك ما الاعراب؟ ما تاريخهم؟ ** هل طاولوا لولاك شأواً أبعدا
هل كان "ربعيٌّ" يُحاجج "رستما"؟ ** ويَحُثُّ شَيْظَمَةً وأَبْلَقَ أَجْرَدا
وذكرت "عثمانا" وجرحي نازفٌ ** جرحٌ من الجرح القديم تفصدا
يا ليتني الشيخُ الجليلُ مبايعا ** لتكون يُمْنَاكَ الكريمةُ لي يدا
ووددت أني يوم خَيْبَرَ جَذْعُهَا ** يا ليتني كنتُ الهِزَبْرَ الأرْمَدا
يا ليت أني "الأشعري" مدحتني ** حينَ انبَرَيْتُ مُرَتِّلا ومُجَوِّدا
يا ليتني "سعدا" دعاؤك ملهمي ** أَنَّى رميتُ الشعرَ جاء مسددا
ووددت أن أفدي بنيك بكربلا ** لو كنتَ ثَمَّ لكان يُعْجِبُكَ الفدا
*****
في مهجتي ألقى التوجعُ رحله ** و بِظِلِّ أحزاني العظام تمدّدا
أشتاق أن ألقاك شوق شُجَيْرَةٍ ** في القَفْر للماء المبرَّد للندى
شوق الأسير إلى فكاك سراحه ** شوق العيون المرمدات الأثمدا
*****
عذرا رسول الله إني شاعر ** ما حيلتي؟ أقصائد تمضي سدى؟!
أنا ما مدحت الخائنين ولم أُطِعْ ** يوما مؤلفةَ الجيوبِ لأحصدا
قالوا تزندق تافهون تشدقوا ** قالوا تطرفَ شِعرُهُ وتشددا
ذرهم .. شياطين وشعري مسجدٌ ** أرأيت شيطانا يحب المسجدا
هم قطّعوا نخل الوفاق بأرضنا ** واستمرأوا فِتَناً لتَنْبُتَ غرقدا
شاهت وجوه المرجفين تخاذلوا ** لما رماك العِلْجُ حقدا أسودا
أَوَ لَمْ يبيعوا القدس لا تَحْفَلْ بِهِم ** متخاذلون فما عدا مما بدا
كم أحمقٍ طَمَسَ الهُدَى يا بؤسه ** إذ ألحد الشرعَ القويمَ وألحد
ذرهم ويعصمك العزيز وأمره ** أن يَظْهَرَ الدينُ الحنيفُ ويَخْلُدَ
[/ CENTER]