تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[في غفلتي أعيش]

ـ[ضياء الأمل]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 05:37 ص]ـ

"في غفلتي أعيش"

دخل ذات يوم حجرته وعلامات الحزن والألم ترتسم على وجهه .....

يشعر باختناق يريد أن يصرخ ولكن شيئ ما يمنعه

آه ..... ياإلهي .... ماهذا؟!

وكأن بركانا بداخلي يوشك أن ينفجر ليحرق كل شيئ حولي إن صوته يخيل لي وكأنه صرخات مستغيث يرغب في النجاة من الموت

نعم هذه كانت البداية ..... فماذا حدث بعد ذلك؟!

هاهو مُتكئ على يديه شارد الذهن وكأنه سافر إلى عالم بعيد

يفكر في مصيره في هذه الحياة حائرا كيف يعيشها

لقد أصبح يحيط بها ظلام حالك ... منذ أن غاب طيفها من حياته

فتحول كل شيئ في نفسه إلى ذكريات ..... نعم، ذكريات جميله

ولكن ... عندما تجول في خاطره صورة الفراق الذي حدث بينه وبينها يكتنفه الإحساس بالألم ... بالحزن ... والأسى

آه ... يقولها بأعلى صوته .... يالهامن حياة خائنة

لقد كنت السبب! فكانت لحظة غبية مني عندما تصرفت هذا التصرف

فجأة يرتفع صوته ليحطم السكون الذي في الحجرة

ماذا أفعل؟ من يسمعني؟ أحكي لمن؟

إنها عبارات قوية خرجت من أعماقه وكانت الأخيرة التي هدأ بعدها ....

فأسند ظهره إلى الأريكه ليعود إلى بحور ذكرياته العذبة التي قضاها معها

فارتسمت على وجهه إبتسامة مشرقة وهويقول: ماأجملها من لحظات عشناها معا ..... وفجأة عادت لمست الحزن لتحتل مكانها من ملامحه فقال: ياللخسارة لقد مضت ومضى كل شيئ معها

فماذا بعد الذكرى إلا الألم

وكلما خلا المسكين بنفسه يتذكر لحظات السعادة التي كانت تغمره معها

يُردد في نفسه (: لقد كنت السبب فعلا أنا متأكد من ذلك فلم يجدر بي أن أتسرع في الحكم عليها لقد اتهمها باطلا

لقد كانت وشاية من حاقد علينا:وكنت قمة في الغباء حين صدقته دون أن أتأكد منها ... ولكن ماذا ينفع الندم بعد الذي حدث ...

هل من الممكن أن تعود المياه إلى مجاريها؟!

كلا؛ لاأعتقد ذلك ... فأنا قد جرحت كرامتها

فهل ياترى ستكون كريمة معي وتصفح عني؟!

ولكن لا؛ لا بد أنها تتألم .... نعم تتألم؛ ولكني نادم على ماأقدمت عليه ...

أين كان عقلي عندما اتهمتها هذا الإتهام الباطل؟!

إنها جريمة في حقها

أنامتأكد أن قتلي على يدها لن ..... ولن يطفئ النار التي أشعلتها في قلبها يالها من مسكينة

وكأني أراها كطائر جريح أنهكته الأدواء .... ياالله ساعدني

كيف السبيل إلى إزالة آلامها ... وتضميد جراحها

إني أشعر بحرقة الألم ... ولكني لاأعرف أين هي الآن؟! .... وماذا قد حدث لها؟!

أتمنى أن أراها لكي أبين لها موقفي ..... ولكن ماذا سأقول لها؟

هل أخبرها أنني لم أكن بوعي عندما وجدت الرسالة تحت الباب

وفيها أنها هي التي سرقة أموالي واتفقت مع شخص ما ليعينها على سرقت الأموال ... مقابل أن تقبل به زوجا بدلا مني

.... لا .... لن تصدق أنني لم أصدق ماقرأته في الرسالة التي هي من

مجهول وقح يريد أن يفرق بيننا

فأنا لاأعلم كيف تصرفت هذا التصرف الأهوج؟!

وقبلت أن ابعدها بكل سهولة من حياتي .... يبدوا أني ظننت أن إبعادها

سيكون سهلا عليّ .. ولن يؤثر فيّ ... ونسيت أني بشر لي قلب ومشاعر

نسيت أنه مهماابتعدت فإن حبها سيبقى كامناً في قلبي

وبالتأكيد سأظل طيلة حياتي أتأسف على تلك اللحظة الغبية التي قتلت

فيها مشاعري وكل معاني الحب والوفاء ..... آه واسفاه

وفي تلك اللحظة التي كان يعاتب نفسه فيها .. ويتندم على كل ما صدر منه .... إذا بصوت رنين الهاتف .... ذهب إليه بخطا المتثاقل

لم يكن يرغب أن يتحدث مع أحد لذلك تأخر كثيرا في رفع السماعة

وعندما رفعها سمع صوتا أخذته الدهشة حتى انه سقط على الأرض

ياإلهي .... من؟! نه صوتها ... لم يكن يصدق .... أراد حينهاأن يعتذرلها

ولكنها لم تترك له فرصة ليتحدث معها

وأخبرته أن يذهب إلى صندوق البريد المجاور فسوف يجد رسالة مكتوبة

بخط يدها تشرح له كل شيئ

ذهب المسكين يركض إلى صندوق البريد؛وعاد بخطا سريعة ...

جلس على الأريكة؛استجمع أنفاسه ليقرأالرسالة بهدوء حتى يستطيع أن يستوعب مافيها

فجأة سقطت من عينيه دمعات ... ووضع يده على رأسه وكأن صاعقة

سقطت عليه .... ماهذا الذي اقرأ؟! يبدوا أنني في حلم!

وكأنني أعيش في دوامة .... ماهذا؟! يعيد قرآءة الرسالة

"آسفة لقد سقطت في الاختبار"

فقال في نفسه أي اختبار هذا الذي سقطت فيه؟!

وأتم القرآءة؛ فجأة يداه ترتجفان من هول الصدمة؛ ويقول: ياإلهي

لقد كنت ضحية مؤامرة دبرت لي! وأنافي غفلتي أعيش

عندهااكتشف أن كل ماكان يدور حوله مجرد اختبار منها له

وأن موضوع الوشايه خطة مرسومة منها لكي تكتشف معدنه الحقيقي في نظرها وهل هو الرجل المناسب لها أم لا؟!

فلم تجده الرجل الذي تأمنه على نفسها لذلك أبعدته من حياتها تماما

... ولكن لحظة ... ماهذا؟! نعم إنه اختبار قاس .... وهذا هو المبلغ الذي فقدته ... ياإلهي لماذا فعلت ذلك بي؟!

اخذ يقلب الرسالة عله يجد فيها مايسأل عنه

نعم هذه ملاحظة "عزيزي ... أنا لاأريد أن أكرر مآساة أمي وأختي

الكبرى "

عندئذ: اتضح له الأمر

أنها تمر بأزمة نفسية لن تمحى أبد الدهر مهما طال بها الزمان أو قصر

أما هو فقد أصبح يعيش في دوامة الحياة هائما على وجهه

يبحث عن مخرج مما هو فيه ... فالطريق مسدودة في وجهه

فليس من السهل عليه أن ينسى حبه لها

ومن المستحيلات أن تعود إليه

يالها من صدمة كبيرة عليه؛ لقد ضاع وانتهت حياته كليا

أماهي فقد بدأت حياتها من جديد وأخذت تبحث عن الشخص الذي تثق به

وتأمنه على نفسها حتى استطاعت أن تجده بعد كفاح مرير مليئ

بعديد من المآسي المتجدده التي أحدثتها للأخرين

فيالها من صخرة صماء عديمة الإحساس

قاتلة للبشر .... وهادمة لآمال الشباب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير