الشَّاطئ المسْحور ..
ـ[عكور]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 09:45 م]ـ
لكِ الرحيلُ .. وحلو الذكريات لنا= وإنْ سلوتِ فإني ماسلوتُ أنا
روحي رحلتِ بها ماعدتُ أبصرُها = إلا سرابا وجسمي مايزال هنا
ماكنتُ أعرفُ طعمَ البعد في شفتي = حتى وقفتُ وحيدًا أسكب الشَّجَنا
كانتْ حياةً لقلبي غير أنَّ يدًا = في لحظةٍ زرعتْ مابيننا المدنا
ماكنتُ أعدمُ في روضاتها فنَنًا = والآن لم ألقَ لا غصنًا ولافننا
ياكلَّ رابيةٍ أنشدْتُها نغمًا =وكلَّ قافيةٍ أهديتُها الوطنا
أتيتُ جازان والأشواقُ تركضُ بي =أتيتُ أستبقُ الآفاقَ والزَّمنا
أطوي المسافات مشغوفًا بمُلهمتي = شعرًا ترددُه الأطيار رَجْعَ غِنا
أسيرُ مِلْءَ خِفافي وهْيَ راعفةٌ= أطيرُ ملْءَ جناحي أقهرُ الحَزَنا
يانجمةً في مدار الأفق حالمةً =أنا الذي لم يزلْ في الحبِّ مرتهَنا
أنا الذي كان مَزْهُوًّا بفرحتِهِ= لم يعرف الجرحَ والآلامَ والمِحَنا
طفلًا يداعبُ فوق الرمل لعبتَه = ويرضع الحب من كفَّيْكِ واللَّبنا
وكنتِ دنياهُ كنتِ الأرضَ حانيةً = كنتِ السماء وكنتِ الطلَّ والغُصُنا
كنتِ الزوارقَ في عَيْنَيْهِ مشرعةً = وما لغيركِ يومًا قد هفا ورنا
واليوم في لَهَواتِ الموت مُحْتَضَرٌ = يصارع السَّكْرةَ الحمراءَ والكفنا
أتسمعين؟ وهل مازلتِ مصغيةً؟ = أتسمعين صراخ العشق في دمنا
أتذكرين؟ وهل مازلتِ ذاكرةً؟ = فتًى يحدِّثُ عنكِ الصَّحْوَ والوَسَنا
يبني قصورًا من الذكرى ويهدمها = كأنه لخلود العمر قد ضَمِنَا
ويدفن الجرح حتى لايحس به= وجسمه من بروق الحزن قد شُحِنَا
ما رَنَّ في مسمعَيْهِ صوتُ طائرةٍ= إلا تذكر موجَ البحر والسُّفُنا
أتذكرين شهيَّ اللَّوْز نجمعهُ = بين الثياب ونحميه بأعيننا؟!
أتذكرين يدَ الأصحابِ تسرقنا؟ = أتذكرين الفتى المسروق؟! ذاكَ أنا
سُرِقْتُ أجملَ مافي العمر فجرَ غدي= وشمسَهُ وبدورًا تمسحُ الوَهَنا
سُرِقْتُ حبي وأحلامي وأشرعتي = سُرِقْتُ ليلايَ والأحبابَ والدِّمَنا
حوريةَ البحر هل في الحب من حرجٍ= إذا اختلى القلبُ بالأمواج واحتضنا؟!
إذا نظرتُ إلى عيْنَيْكِ ناعسةً؟! = إذا تساقطَ هذا الشَّهْد من فَمِنا؟!
جازانُ عفوًا فما قلبي يطاوعُني = على الرحيل ولكنْ بالأسى طُعِنا
هاتي يديكِ أُرِيكِ الجرحَ منبجسًا = أريكِ شوقًا ويأْسًا فيهِ قد عُجِنا
لكنْ أمَنِّيهِ باللُّقْيا لعل غدًا = أسقيه دمعي فيسقيني شذًا ومُنى
يازهرةً ضمَّها الأُمْلود مائسةً =تطوي على جانبَيْهِ قدَّها اللَّدِنا
أهديكِ ماأبقتِ الأيامُ من جسدي = ومن رُؤَى حُلُمي المعسولِ ماانْدفنا
ما أُنْسِيَتْهُ الجراحُ السودُ من أمَلٍ = فظلَّ يرقبُ خلفَ اللَّيْل وَمْضَ سَنَا
ومن فؤادي ثمار الشِّعر يانعةً = جَفَّتْ عناقيدُها الخضراء دون جنى
ومن شفاهي بقايا قُبْلةٍ عَبَرتْ = وخلَّفتْ مطرَ الأشواق محْتَقَنا
أهديك روحي ولو أنَّ الحياةَ بها = أغلى من الروح لمْ أبخلْ بها ثمنا
تأتينَ عطرًا يغارُ الوردُ في حَسَدٍ= وبرقصُ الشاطئ المسحورُ مفتتنا
تأتين عُمْرًا وتاريخًا وألويةً = فأبصرُ الكوكبَ الدُّرِّيَّ لي سَكَنا
تأتين بحرًا يَمُدُّ الناسُ أشرعةً= أما أنا فأمُدُّ الروحَ والبدَنا
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 11:17 م]ـ
وأخيرا عاد عكور
حوريةَ البحر هل في الحب من حرجٍ
إذا اختلى القلبُ بالأمواج واحتضنا؟!
كم اشتقنا لمثل هذا الإبداع
دمت متألقا
ـ[عكور]ــــــــ[03 - 04 - 2009, 12:08 ص]ـ
وأخيرا عاد عكور
كم اشتقنا لمثل هذا الإبداع
دمت متألقا
أخي الفاضل أبا سهيل
تغمرني كثيرًا بمرور مختلف تماما أشعر حياله بالتقصير حيالك فلك الود الذي لاينتهي حيث يسري بك الحرف إلى سدرة المنتهى ..
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[03 - 04 - 2009, 01:11 ص]ـ
الله الله!
ما أروعك أيها المبدع!
وما أقسى الرحيل!
لكنه على الأقل قد استنبط لنا ما غار من معين إبداعك وإمتاعك!
حوريةَ البحر هل في الحب من حرجٍ
إذا اختلى القلبُ بالأمواج واحتضنا؟!
إذا نظرتُ إلى عيْنَيْكِ ناعسةً؟!
إذا تساقطَ هذا الشَّهْد من فَمِنا؟!
جازانُ عفوًا فما قلبي يطاوعُني
على الرحيل ولكنْ بالأسى طُعِنا
الرحيل عن (جازان) ليس كأي رحيل، والغربة عنها غربات!
لأنها باختصار تجمع الجمال وتختصره.
وقد قال أخوك فيما مضى من شعره وزمانه:
بدرانِ كم تحلو إذا اجتمعت ... بدرُ السماء وبدرُ جازان
شكرا على هذا الإمتاع الملتاع
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[03 - 04 - 2009, 10:02 ص]ـ
روحي رحلتِ بها ماعدتُ أبصرُها ** إلا سرابا وجسمي مايزال هنا
لافض فوك أخي الكريم شاعرنا القدير عكور، شعر رصين يحكي عن شاعر ..
صورة جميلة مكررة في الشعر العربي، وهنا أدخلت على الصورة جمالاً خاصاً، ولو عبرت عن "أبصرها "بكلمة أخرى شاعرنا الحبيب مارأيكم.
ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[03 - 04 - 2009, 04:50 م]ـ
سلم لنا هذا الأبداع
بارك الله بك وببيانك
كل الود والتقدير