تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الإبداع عند الأطفال واليافعين وتنميته]

ـ[أم زينب]ــــــــ[04 - 01 - 2008, 12:40 م]ـ

المبدعون هم ثروة الأمة التي لا يمكن الاستغناء عنها، وهم الشموس التي تضيء غياهب التخلُّف، فعقولهم تخترق حواجز التقليد، وتُبحر صَوْب المجهول. وبقدر ما تنجح أمة في الكشف عن الطاقات الإبداعية لأبنائها بداية من طفولتهم، والإفادة منها، تكون أمة متقدمة ومتطورة حضارياً، سواء أكان الإبداع فكرياً أو أدبياً أو فنياً أو مهنياً أو علمياً.

لكن هل هناك طاقات إبداعية أدبية عند الأطفال يمكن كشفها وتوجيهها للإفادة منها؟

إن تحديد العمر الذي يظهر فيه الإنتاج الأدبي لا يمكن أن يُقَيّد بشكل دقيق، لكنّ أدبيّات الإبداع الفنّي تشير إلى أن الرابعة عشرة هي الحدّ الأدنى للعمر الذي يظهر فيه الإبداع لدى المبدع في الحقل الفنّي. أما مرحلة الطفولة فلم يعدّها الباحثون مرحلة زمنية صالحة لظهور الإبداع الفنّي. وليس في تاريخ الأدب العربي أمثلةٌ وافرةٌ تُعين على القول: إن الطفل قادر على الإبداع قدرة الراشد عليه. وربّما لاحظنا لدى الأطفال أحياناً شيئاً من الإنتاج الأدبي، إلاّ أن المفهوم العلمي للإبداع لا يُعِدّ هذا الإنتاج إبداعاً فنّياً، بل يعدّه عملاً ابتدائياً لا يرقى إلى المستوى الفنّي، ولا يعبِّر عن خبرة جمالية ناضجة.

ومع ذلك فإن هؤلاء الأطفال يُعَدّون أطفالاً مبدعين موهوبين، ويكونون عندها في أشد الحاجة إلى من ينمّي فيهم هذه الموهبة، ويشجّعهم على الإبداع والتأليف والكتابة، ويوفّر لهم المناخ الملائم والوعي التربوي اللازم، ويثير قدراتهم الكامنة، ويحفّزها على الظهور.

فالإبداع، أدبياً كان أو غيره، يحتاج إلى عوامل مهيِّئة تساعد على نموه، ويتطلب تربة خصبة وملائمة لتنبت فيها بذوره التي إذا لم تجد رعاية وعناية خاصتين فلن تكتب لها الحياة. فالمبدع يحتاج إلى أجواءَ نفسية تتناسب مع صفاته الشخصية، من رهافة الحس وسعة الخيال والذكاء والحرية. فلا يُعْقَل أن يحيا الإبداع في بيئة تسودها العقد النفسية، وتسيطر عليها الرتابة، وتملؤها الأحقاد.

لذا كان من الضروري تربية الإبداع لدى الطفل، وعدّ ذلك من الأهداف الرئيسة للتربية في البيوت والرياض والمدارس. ولا بد في هذا من تعاون الأسرة مع المدرسة، فالوالدان إن لم يكن لديهما وعيٌ بمعنى الإبداع وأهميته، واستعدادٌ للتعاون مع المدرسة لاكتشاف هوايات أبنائهما وميولهم ومواهبهم الإبداعية، فلن يتحقق الهدف المنشود. على أن يكون الهدف من هذه التربية الإعداد والتهيئة، وليس إنتاج النافع والمفيد للمجتمع.

ويجب أن نعلم أن كلَّ طفل يملك القدرة على الإبداع في مجال من المجالات، وإن كانت هذه القدراتُ متفاوتةً ومختلفةً من طفل لآخرَ. إذ بيّنت أحدثُ الدراسات أن نسبة المبدعين الموهوبين من الأطفال من سن الولادة إلى السنة الخامسة من أعمارهم نحو 90%، وعندما يصل الأطفال إلى سن السابعة تنخفض نسبة المبدعين منهم إلى 10%، وما إن يصلوا إلى السنة الثامنة حتى تصيرَ النسبة 2% فقط.

فكل طفل سليم عقلياً لديه دافعٌ لتعلم شيء ما، وتلهفٌ لاكتساب المعلومات، وقابليةٌ كبيرة لممارسة الهوايات، وحبٌّ للاستطلاع وميلٌ للاستقلال. فلابدَّ من توجيه التربية إلى الأطفال كلهم بغية حفز طاقاتهم على الظهور.

وليست دلالاتُ التفوّق العامة، كالتحصيل المدرسي والتفوق المهني والاجتماعي والصحة النفسية والجسدية، معاييرَ دقيقةً للموهبة الإبداعية، فقد نجد أطفالاً مخفقين دراسياً إلا أنهم يمتلكون قدراتٍ كامنةً في مجال من المجالات قد تقودهم إلى التفوق والإبداع.

ـ[أم هشام]ــــــــ[04 - 01 - 2008, 02:23 م]ـ

وليست دلالاتُ التفوّق العامة، كالتحصيل المدرسي والتفوق المهني والاجتماعي والصحة النفسية والجسدية، معاييرَ دقيقةً للموهبة الإبداعية، فقد نجد أطفالاً مخفقين دراسياً إلا أنهم يمتلكون قدراتٍ كامنةً في مجال من المجالات قد تقودهم إلى التفوق والإبداع

من واقع التجارب، زرع الثقة وتشجيع القدرات خير مفجر للطاقات على تفاوتها!

أحسن الله إليك هذا الطرح!

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير