تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم إني لم أزل في حسم هذا الأمر متلجلجا، وعن خوض خضم موجه متحيزا متحرجا؛ حتى ظهر لي مني ومما اصطنعته من شعري، ما حار معه لبي وطار فكري. أبياتٌ هكذا تسقط على الرقعة، مما لا أستطيع منعه ولا دفعه! وهي بعد ذلك على أحسن ما يكون من التحبير، وأسلم ما يكون من التعبير، لا حاجة معها إلى تهذيب ولا تنقيح ولا تغيير!

وليس ذلك فحسب؛ بل يكون فيها من أسرار اللغة ما أتعلمه لتوّي؛ بل ربما حققت معه معاني ألفاظ لم أحط بمعناها فضلا عن تحرير مبناها!

وقل لي بالله عليك: أيتعلم الشاعر من شعره أصول لغته قبل أن يتقنها، ويسبر أغوارها قبل أن يحسنها، إن هذا لهو العجب العجاب، واللغز المحير لذوي الألباب!

وأعجب من هذا كله وأغرب، وأعزب للبّ اللبيب وأخلب؛ أن تجد في اللفظة الموضوعة ما لا يقوم مقامها سواها، وهي مع ذلك حمّالة أوجه؛ فإذا قلّبتها على الوجوه الكثيرة من إعجام وإهمال، أو تصحيف وتحريف؛ لم تَعْدُ على أن تؤدي معنى جديدا، وتفتح بابا موصودا، لا قبل لك به ولا بأسبابه، ولا تعلُّقَ للوهم منه بأثوابه فضلا عن أهدابه!

وبعد، فلمَ نذهب كثيرا يا رؤبة؛ ألا تنظر إلى القصيدة السالفة، وقولي فيها:

إذا جئتُ أُكْمِلُ وِرْدِيْ أتى ... وَحِيُّكَ يحتالُ دون النِّصابْ

فإن فيها مما ـ يعجزني ويعجزك ويعجز غيرك من الناس ـ كلمتين في كل واحدة منها حرف من حروف الهجاء غير الذي في أختها؛ لو أجريت كلَّ حرف على ثلاثة حروف من المعجم من جنسها في الصورة لا يفصلها عن بعضها إلا الإعجام والإهمال؛ لظهر معها في ثلاثةِ الألفاظ الجدد من كل كلمة معانٍ مختلفة ثلاثة، كلها قائم مقام الصدق لا تخرج عن لبوس الحق، والمعنى معها كلها لائق بمقامه، قائم بتمامه.

وهذا والله من العجب العجاب الذي لم يحصل معي إلا في هذا البيت الذي فيه ذكر الوحِيّ وما يلقيه من وسواسه وإبلاسه. أعاذنا الله وإياكم من كل وسواس خناس يوسوس في صدور الناس. آمين

بالمناسبة يا (رؤبة)؛ فلن أخبرك بهاتين اللفظتين وسأتركها لك ولفصحاء الفصيح ملغزا، وصارفا عني بالتقية أزّ سؤالاتك الشيطانية (الملائكية): D

تحيتي العطرة،،،

ودمتم بخير،،،

والسلام عليكم ورحمة الله

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[09 - 03 - 2008, 03:24 ص]ـ

وبعد، فلمَ نذهب كثيرا يا رؤبة؛ ألا تنظر إلى القصيدة السالفة، وقولي فيها:

إذا جئتُ أُكْمِلُ وِرْدِيْ أتى ... وَحِيُّكَ يحتالُ دون النِّصابْ

فإن فيها مما ـ يعجزني ويعجزك ويعجز غيرك من الناس ـ كلمتين في كل واحدة منها حرف من حروف الهجاء غير الذي في أختها؛ لو أجريت كلَّ حرف على ثلاثة حروف من المعجم من جنسها في الصورة لا يفصلها عن بعضها إلا الإعجام والإهمال؛ لظهر معها في ثلاثةِ الألفاظ الجدد من كل كلمة معانٍ مختلفة ثلاثة، كلها قائم مقام الصدق لا تخرج عن لبوس الحق، والمعنى معها كلها لائق بمقامه، قائم بتمامه.

وهذا والله من العجب العجاب الذي لم يحصل معي إلا في هذا البيت الذي فيه ذكر الوحِيّ وما يلقيه من وسواسه وإبلاسه. أعاذنا الله وإياكم من كل وسواس خناس يوسوس في صدور الناس. آمين

بالمناسبة يا (رؤبة)؛ فلن أخبرك بهاتين اللفظتين وسأتركها لك ولفصحاء الفصيح ملغزا، وصارفا عني بالتقية أزّ سؤالاتك الشيطانية (الملائكية)

حياك الله أبا يحيي

لعل هذا جواب لغزك

أبى

أتى

أثى (أَثَى يَأْثي فُلانٌ أثياً وأثواً وإثاوة وإثايةً، أي: نمّ عليه وسَعَى به إلى السُّلطان)

يحتال

يختال

يجتال

ما أفصح ملاك شعرك يا أبا يحيي:)

ليالٍ من الأُنسِ في ساعةٍ ... وساعة وَصْلٍ كَمَرِّ السحابْ

ما أقصر أيام الأنس وأطول لحظات الحزن

فكيف والأنس لحظات والحزن سنوات

أثرت شجوني يا أبا يحيي

دمت مبدعا

ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[09 - 03 - 2008, 04:38 ص]ـ

حياك الله أبا يحيي

لعل هذا جواب لغزك

أبى

أتى

أثى (أَثَى يَأْثي فُلانٌ أثياً وأثواً وإثاوة وإثايةً، أي: نمّ عليه وسَعَى به إلى السُّلطان)

يحتال

يختال

يجتال

أحسنت يا أبا سهيل وأصبت.

وليس ذلك منك ـ بارك الله فيك ـ بمستغرب، ولا عنك بمستبعد؛ فقد علمتك حلاّل ألغاز، حلاّل أحواز. فلله درك!

ثم إني أجدك في غاية الحماسة لهذه المتعة الفكرية اللغوية، ولا ريب؛ فإن لم يكن هذا إلا سببا واحدا من أسباب حب لغتنا الأصيلة لكفى؛ فكيف والأسباب كثيرة، والدواعي غزيرة؛ بل كيف وقد كرمها الله بحمل شريعته، وتبليغ رسالته؛ فكانت وعاء القرآن الكريم وترجمانه، وأداته الموصلة وبيانه!

أخي الحبيب (أبا سهيل): حسبي أني استثرت فيما سلف متعتك الذهنية، وسأزيدك ههنا شيئا عجبا!

أرأيت إلى (أتى)؛ فإنه يجوز فيها وجه رابع، وهذا من عجائب الاتفاق. يجوز فيها (أَنَى) تسهيلا من (آنى) = (أأنى). وفي معاجم اللغة قالوا: وآنيت الأمر وأنيت فيه: أخرته عن وقته. وقال الحطيئة:

وآنيت العشاء إلى سهيل ... أو الشعرى فطال بي الأناء

ويكون معنى البيت على أن هذا الوحيّ قد أنى وتأخر ناكصا على الأعقاب، لما اصطدم بأي الكتاب، فكان أن أخر سعيه إلى ما بعد ختام الورد. وتكون (دون) بمعنى (بعد).

هذا والله أعلم

وأسأل الله التوفيق لي ولك يا أبا سهيل ولجميع الفصحاء

والسلام عليكم ورحمة الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير