مضت الأيام تباعا , و يتدخل القدر مرة أخرى فيصاب الأب بمرض يجهله الأطباء , حاولوا و بذلوا جهدهم فلم يجدوا علاجاً لذلك المرض , و جاءت النتيجة الطبية لتقضي بأن سالم ربما يعيش أسبوعاً أو أسبوعين فقط ثم يفارق هذه الحياة.
آمن سالم و زوجته بهذه النتيجة و تيقنا أنّ الأمر بيد الله و لم يعترضا على شيء قدّره الله , و حاولا أن يكتما الخبر عن طفلتهما ريم , لكنها سمعتهما و هما يحاولان إخفاء الخبر عنها و علمت بكتمان أهلها للخبر , فتظاهرت بأنها لم تعرف شيئاً و كأنّ شيئاً لم يحصل.
تدهورت صحة سالم شيئاً فشيئا , أخذ إجازة من العمل , و بقي في المنزل و بقيت معه زوجته لتقوم بالرعاية اللازمة له.
و في صباح يومٍ مظلم على تلك العائلة , - لم تتمكن أشعة الشمس اختراق نوافذ البيت في ذلك اليوم- , يرن الهاتف , فتجيب نوره, فيأتيها السؤال: السلام عليكم , هل هذا بيت الأستاذ سالم؟ , ردت التحية و قالت نعم هو كذلك , جاء الصوت مبحوحاً من الطرف الآخر: معكِ الأستاذة هاله مديرة المدرسة التي تدرس فيها ابنتكم ريم , أجابت نوره: خيراً إن شاء الله , قالت المديرة: لقد وقع اليوم حادث أليم للحافلة التي تنقل ابنتكم ريم للمدرسة , و توفيت ريم إثر هذا الحادث.لم تتمالك الأم نفسها سقطت السماعة من يدها و خرّت مغشياً عليها أخذ سالم السماعة و تأكد من الخبر , أظلمت الدنيا في وجه سالم و زوجته , لم يكن بوسعهما إلا أن قالا: إنا لله و إنا إليه راجعون , رضينا بقضاء الله و قدره.
مرت الأيام مظلمة على تلك الأسرة , و تدخلت الأقدار مرة ثالثة , فشاء الله أن يقع ما يقضيه هو لا ما يقضيه الطبيب , و بدأ سالم يمتثل للشفاء تدريجياً حتى شٌفي تماماً و عاد لممارسة حياته السابقة ,
و في يوم من الأيام و بينما كانت نورة تنظف المنزل إذ سمعت صوتاً من غرفة ريم , استغربت فالغرفة لم تُفتح منذ وفاتها , اتجهت نحو الغرفة و فتحت الباب و أخذت تنظر في أرجاء الغرفة , فوجدت آية الكرسي المعلقة على الجدار قد وقعت على الأرض , رفعتها لتعيدها مكانها لكنها أحست بوجود شيء خلف اللوحة , نظرت فإذا ورقةً صغيرة ملصقة خلف اللوحة , فتحت الورقة , فوجدت عبارةً بخط طفولي ركيك , مكتوب فيها:
يا ربّ ... يا ربّ ... يا ربّ .... أموت أنا بس بابا يعيش.!!!
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 09:13 م]ـ
أين ذهبت القصة فهي لا تظهر عندي , ما المشكلة؟
كما أنتظر توجيهاتكم النقدية.
ـ[منيرفا]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 10:11 م]ـ
ولا أنا ;)
ـ[رسالة]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 11:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رائعة.
واستميحك عذرا في بعض الملاحظات الخجلى لأنني لست ناقدة:
فسألت أمها: ماما إنتي وش تسوين ليه ترفعين يدك بعد الصلاة؟ قالت لها أمه: أنا أدعو الله لي و لك و لوالدك. قالت: يعني هو يسمعك؟ أجابت الأم: نعم يا ابنتي , إنه يسمع دعاءنا و يرى مكاننا و يعلم أحوالنا , قالت ريم ببرائة: طيب أنا إذا بغيت أي شي بس أرفع يدي و أقول له
بدأ سالم يمتثل للشفاء
يا رب تغيب الأستاذة علشان ما حليت الواجب ... يا رب تنكسر يد حمودي ولد جارنا عشانه ضربني
أمه=أمها
برائة=براءة
علشان = من أجل
يمتثل= يتماثل (أشك في الصواب)
حليت=أديت
أيضا كلمة فبالفعل (أشك في صحتها)
ربما اقحام العامية أمر مقبول. لست ادري،
وللفصحاء الرأي الأول والأخير
القصة بصفة عامة رائعة جدا.
إلى مزيد من التألق والإبداع
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 06:28 م]ـ
أشكرك أخت رسالة على مروروك , و لا داعي للخجل .. :):)
ربما يعترض البعض على اقحام العامية في الفصحى , لكنه أسلوب دارج و يعمل به بعض الكتاب و قد أعجبني هذا الأسلوب بشرط عدم المبالغة فيه , فربما إدخال بعض الكلمات العامية يقرب العمل الأدبي من واقعنا الحالي , فجماهير العامي في مجتمعنا أكثر من جماهير الفصيح - خاصة في الشعر -.
فلو اقتربنا من أولئك بحيث نحببهم في العمل الأدبي الفصيح , بواسطة توظيف العامي في خدمة الفصيح.
و الأهم عدم الغلو و المبالغة ....
أشكر مرورك رساله