[الحكواتي]
ـ[قريع دهره]ــــــــ[29 - 08 - 2004, 05:48 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة حكواتي مشتقة من حكى وحاكى. حكى تعني قص وأخبر وحاكى تعني قلّد أي جرى على منوال. وبهذا فإن كلمة الحكواتي تعني الشخص الذي يقص ويشخص. والحكواتي يشخص حكاياته عن طريق الإلقاء، والغناء، والحركة. الحكواتي مقلد جيد لطرائق تحدث الناس رجالا ونساء، وللهجات الدارجة، وهو يشق البطون إذا ما أضحك ويبعث الدموع في المآقي إذا ما حكى عن مأساة.
صفة الحكواتي الأساسية هو أن حكايته قابلة للتغيير بناء على رد فعل الجمهور .. إنه يقوم بنفسه بتغيير الدراماتورغي والخطة الإخراجية (إذا صحت مثل هذه التسميات) ويخلط الحكايات كل مرة بناء على تحسس مزاج المشاهد .. الحكواتي يعتمد على عملية الشد (الطاقة) بينه وبين المشاهد .. الحكواتي يوزع الأدوار على المشاهدين، فمثلا ثمة فتاة جميلة تستمع للقص ولهذا عندما يتحدث الحكواتي عن الفتاة العاشقة الجميلة أتحدث إليها! .. أو أنا أن الحكواتي لا يحب مرأى أحدهم، ولهذا يوجه حديثه إلى ذلك الشخص إذا ما تحدث عن الشخصية الشريرة. إن قص الحكواتي مزيج من خط الحكاية، وما بين سطور النص، وموقف الحكواتي من النص ومن المستمعين أفراد أو جماعات.
والجمهور لدى الحكواتي جمهور غير سلبي. فمثلا لدى سرد سيرة بطل ينقسم الجمهور إلى عدة فرق؛ مؤيدة للبطل أو مناهضة له، وقد تلعب أحيانا انتماءات المستمعين العشائرية دورا في اختيار الفريق الذي يختاره شخص ما. فإذا كانت الشخصية المضطهدة في القصة يعود أصلها إلى عشيرتي فأنا أقف منذ البدء إلى جانب ابن العشيرة. أحيانا عندما يعرف المستمعون عنوان القصة التي سمعوا بها من قبل عدة
مرات ينقسم الجمهور مباشرة إلى عدة فرق في المكان، وإذا ما جاء دور التأييد فمجموعة تؤيد وأخرى تهاجم وتصل أحيانا في ذروة القص أن الجمهور يهجم على بعض بالكراسي.
أحيانا يتوقف الراوي ويذهب إلى البيت في ذروة درامية فيذهب المشاهدون إلى بيته يترجونه أن يطلق سراح البطل اليوم لأنهم غير قادرين على ترك بطلهم ليلة كاملة في السجن.
هكذا تتماهى حكاية الحكواتي أو العرض مع حكاية المشاهد أو الممثل المواجه للحكواتي.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[29 - 08 - 2004, 09:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ قريع دهره رعاه الله
هل الحكواتي هذا موجود في الواقع، أم أنه من أساطير الأولين!
بعض كبار السن في السابق كانت لديهم ملكة في الحديث تقارب أكثر الأوصاف التي ذكرتها في الحكواتي هذا، ولكن أغلبهم انجرف مع هادم اللذات ومفرق الجماعات، ولم يبق إلا زمرة عصر السرعة،فليس أحدهم متفرغ لتربية أولاده فضلا عن جلوسه ليحدث الناس بهذه الآداب الشعبية المندثرة!
أتراني أبعدت النجعة أم حاكيت الواقع بهذا الرأي؟
شكرا لك000
ـ[قريع دهره]ــــــــ[29 - 08 - 2004, 09:44 م]ـ
أتدري أخي أن الحكواتي هي طرق تطور المسرح الذي هو في واقعنا الأن
والا تتفق الأن أخي أبو سارة أن المسرح وفن المسرحية وكتاب القصص طرق مستنسخة من الحكواتي
فمثلا قصص ألف ليلة وليلة يرى أغلب المؤرخون أن سبب ظهورها هي قصص الحكواتي
وأنت والله يابو سارة ذهبت على بيت القصيد التي كنت أرمي عليه
أن اسلوب الحكواتي هو أسلوب تأديبي قبل أن يكون ترفيهي
وأن بعدنا عن هذه الأساليب أبعدت أبنائنا عن الأدب واضمحلت ثقافتهم وتأديبيهم فأصبحوا
تحت رحمة تربية ((سبيس ستون)) وغيره من قنوات الأطفال التي يحاولون أن يدسون السمن بالعسل من خلال تصادق الأطفال مع البنات
وأن يعتبروها برأة أطفال ((وحتى لو أصبح سنهم 15 سنة))
فعصر السرعة أسرع بذهاب عاداتنا وتقاليدنا
واندثرت آدابنا وقصصنا الجميلة
هذا ماكنت أريد أن أرمي علييه
وأشكرك على تعليقك ومرورك للموضوع
ولك مني أطيب تحية
ـ[عذب]ــــــــ[31 - 08 - 2004, 12:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إي و الله, فقلما تجد حكواتيا في هذا الزمن. و الكثير من صفات الحكواتية تنطبق على عمة والدي (باستثناء الرقص). و قد لاحظت أنها تسمعنا القصة, ثم تعيدها في وجود من هم أصغر منا, فتتغير بعض أحداث القصة, و تقوم هي ب"قطع" بعض الأجزاء الغير مناسبة. و لكن إن أعادت القصة علينا, تكون قد أضافت إليها أحداثا جديدة, و لكن لا ينقص من متعة القصة أي شيء. حفظها الله لنا.
ـ[قريع دهره]ــــــــ[31 - 08 - 2004, 11:12 ص]ـ
آآآمين
الله يخليها لكم
مشكور على مرورك اخي الكريم على موضوع