أرشيف منتدى الفصيح - 1

[هاتف البلوتوث والكاميرا الرقمية]

ـ[أبو سارة]ــــــــ[10 - 10 - 2004, 01:29 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الهواتف النقالة لم تعد وسيلة اتصال فحسب، فهي اليوم أقرب إلى حاسوب محمول صغير الحجم0

وكلنا سمع بالبلوتوث والكاميراالرقمية، فالبلوتوث في أقرب تعريف هو خدمة إرسال لاسلكية،ربما تصل المسافة التي يغطيها هذا الإرسال عشرة أمتار،وربما تزيد عن هذا في بعض الأجهزة،أما الكاميرا الرقمية، فكل صورة صورت بهذا الكاميرا فمسجل عليها (السيريال) الخاص بالهاتف الذي قام بالتقاط الصورة، بمعنى أنه لو قام زيد من الناس بالتقاط صورة، ثم توزعت هذه الصورة إلى كافة أرجاء العالم، فإن هذه الصورة تحمل (السيريال) لأول هاتف التقطها،وهذه الخدمة مفيدة من الجهة الأمنية!

هذا تعريف عابر فقط لهذه التقنيات، وليس هو المراد من كتابة الموضوع0

أما الموضوع فهو عداوة البعض ومحاربة هذه التقنيات بحجة أنها مداخل للفساد وما إلى ذلك0

والحق أن هذه الخدمات، فيها من المنفعة الشيء الكثير، وهي سلاح ذو حدين، وإذا قام بعض الأفراد باستعمالها استعمالا مشينا، فليس من المعقول أن نعمم العداوة لهذه الأسباب، ولو قام رجل بجريمة قتل بسكين، أمِن المنطق أن نمنع السكين ونحرم استعمالها؟

هذا من جهة0

ومن ناحية أخرى ففي رأيي القاصر أن هذه التقنيات تحد من انتشارالفساد وتقلصه، إذ أن أهل الفساد يخشون تصويرهم ونشر صورهم وأصواتهم بهذه التقنيات فربما أقلعوا عما هم فيه لهذا السبب، وهذا شيء إيجابي من هذه الناحية، وإذا صنف السيف على أنه أداة جريمة للقتل، فإنه بذات الوقت أداة واجبة لتحقيق العدل، أليس الأمر كذلك؟

وما أشبه هذه التقنيات بـ (الأنترنت) فهناك من يطالب بترك الأنترنت لأنه أداة فساد، ونحن نعلم أن هناك من لايستعمله إلا للفساد، ولكن ليس هذا كل مافي الأمر،فهو أداة علم ومعرفة وثقافة،وقد أصبح حاجة ملحة لكل بيت،وإذا كان البعض يطالب الناس بمنع الأنترنت من البيوت، فنقول له،أنت على خطأ، وإذا كانت الخشية من سوء استعمال صغار السن،فالأفضل أن يوجه الصغار بالتوجيه الحسن مع المتابعة عند استعماله ليأخذوا منه ماينفعهم فحسب، ولا يتركوا بمفردهم إلا بعد تقدير توجه كل منهم، حتى يعتادوا على ذلك0

أعود إلى الموضوع فأقول، صناعة الإلكترونيات وابتكار التقنيات في تسارع كبير، فربما أصبح البلوتوث بعد أشهر قليلة تقنية قديمة! وهذا ليس بأمر مستبعد، ولكن علينا أن نتعامل مع هذه التقنيات بما يناسب حاجتنا لها، وعلينا الحكم عليها بحسب ما تمنحنا من فائدة، هذا هو مدار الأمر ومناط الحكم0

والله تعالى أعلم وأحكم0