[هام ولازم .. ماذا تعرف عن هذه الشخصية .. ؟!! أتمنى من الجميع مشاركة تذكر فتشكر ..]
ـ[عين ثالثة]ــــــــ[29 - 09 - 2004, 02:48 م]ـ
حقيق بنا أن نُلم بصور وآثار السلف الصالح ..
أن نعض عليها بالنواجذ ..
قال صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ..
من هنا جاءت فكرة طرح اسم لواحد من هؤلاء السلف مرة كل نصف شهر أو شهر ..
ليقوم كل عضو بطرح مالديه من معلومات أو صور لحياة الشخصية المختارة ..
واجتهدت في اختيار شخصية هذا العدد ..
وهي البحث في سيرة التابعي الجليل (ربيعة الرأي) ربيعة بن فروخ ..
فلنبدأ على بركة الله مستمدين العون والتوفيق منه عز وجل ..
ولا تنس أن هذا الموضوع فيه عون لك على تزكية علمك ..
ـ[أبو سارة]ــــــــ[30 - 09 - 2004, 11:01 ص]ـ
شكرا لك أخي الكريم
وفي الحقيقة هذه أول مرة أسمع بها هذا الاسم، وحبذا لو أعطيتنا فكرة عنه0
سأكون لك من الشاكرين، واعذرني على فرط جهلي0
ـ[عين ثالثة]ــــــــ[30 - 09 - 2004, 02:38 م]ـ
الأخ .. أبو سارة ..
جزاك الله خير الجزاء على مروركم ..
وحري بنا قبل أن نتناول شيء من حياة ربيعة أن نلم بأخبار ((فروخ)) والد ربيعة ..
فإلى ما أوردة الدكتور / عبدالرحمن رأفت الباشا وأنقله لكم لتوسيع دائرة الفائدة ..
((ما رأيت أحداً أحفظ للسنة من ربيعة))
ابن الماجشون ..
هانحن أُولاء في سنة إحدى وخمسين للهجرة.
وها هي ذي كتائب المسلمين تضرب في فجاج الأرض مشرقة مغربة.
تحمل للبشرية العقيدة البانية ...
وتمد إليها اليد المصلحة الحانية ...
وتنشر في ربوعها الشرعة التي تحرر الإنسان من عبودية الإنسان ...
وتجعل ولاءه لله وحده لا شريك له ...
وهذا الصحابي الجليل ((الربيع بن زياد الحارثي)) أمير ((خراسان)) وفاتح ((سجستان)) والقائد المظفر يمضي على رأس جيشه الغازي في سبيل الله.
ومعه غلامه الشجاع ((فروخ))
فقد عزم بعد أن أكرمه الله بفتح ((سجستان)) وغيرها من الأصقاع على أن يختم حياته الحافلة بعبور نهر ((سيحون)) ورفع رايات التوحيد فوق ذرى تلك الأصقاع التي كانت تدعى ببلاد ماوراء النهر.
...
أعد الربيع بن زياد للمعركة الموعودة عدتها، واتخذ لها أهبتها ...
وفرض على عدو الله زمانها ومكانها فرضاً ...
ولما نشب القتال أبلى فيه الربيع وجنده المغاوير بلاءً ما يزال يذكره يذكره التاريخ بلسان ندي بالحمد رطيب بالإكبار.
وأظهر غلامه ((فروخ)) في ساحات الوغى من ضروب البسالة وصنوف الإقدام ما زاد الربيع إعجاباً به وإكباراً له وتقديراً لمزاياه.
وانجلت المعركة عن نصر مؤزر للمسلمين.
فزلزلوا أقدام عدوهم، ومزقوا صفوفه، وفرقوا جموعه ...
ثم عبروا النهر الذي كان يحول دونهم ودون الانسياح في بلاد ((الترك)) ...
ويمنعهم من الإندفاع نحو أرض ((الصين)) والإيغال في مملكة ((الصغد)) ...
وما إن عبر القائد العظيم النهر، واستقرت قدماه على ضفته الثانية حتى بادر فتوضأ هو وجنوده من مائه فأحسنوا الوضوء ...
واستقبلوا القبلة، وصلو ركعتين شكراً لله واهب النصر ...
ثم كافأ القائد الكبير غلامه ((فروخاً)) على حسن بلائه.
فأعتق رقبته ...
وقسم له نصيبه من الغنائم الكثيرة الوفيرة.
ثم زاده من عنده شيئاً كثيراً
...
لم تطل الحياة بعد ذلك اليوم ا"لأبلج لأغر بالربيع بن زياد الحارثي ...
حيث وافاه الأجل المحتوم بعد سنتين اثنتين من تحقيق حُلُمِهِ الكبير ...
فمضى إلى ربه راضياً مرضياً.
أما الفتى الباسل الشجاع ((فروخ)) يحمل معه سهمه الكبير من الغنائم ...
والهبة السخية التي وهبها له قائده العظيم ...
ويحمل فوق ذلك حريته الغالية ...
وذكرياته الغنية بروائع البطولات ...
المكللة بغبار الوقائع ...
...
كان ((فروخ)) حين هبط مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم شاباً موفور الشباب، دفاق الحيوية، ممتلئاً فتوة وفروسية ...
وكان يخطو نحو الثلاثين من عمره ...
وقد عزم ((فروخ)) على أن يتخذ لنفسه منزلاً يستقر فيه، وزوجة يسكن إليها ...
فابتاع داراً من أوسط دور المدينة ...
واختار امرأة راجحة العقل، كاملة الفضل، صحيحو البدن، تقاربه في السن ... واقترن بها.
...
نعم ((فروخ)) بداره التي أكرمه الله بها.
ولقي في صحبة زوجته من هناءة العيش وطيب العشرة ونضارة الحياة فوق ماكان يرجو ويأمل.
لكن تلك الدار على كل ما توافر لها من المزايا ...
وتلك الزوجة الصالحة على كل ما حباها الله من كريم الشمائل وجليل الخصائل لم يستطيعا أن يتغلبا على حنين الفارس المؤمن إلى خوض المعارك ...
وشوقه إلى سماع وقع النصال على النصال ...
وولعه باستئناف الجهاد في سبيل الله ...
فكان كلما تردد في المدينة أخبار انتصارات الجيوش الإسلامية الغازية في سبيل الله تأججت أشواقه إلى الجهاد، واشتد حنينه إلى الاستشهاد ..
.
وفي ذات يوم من أيام الجمع سمع ((فروخ)) خطيب المسجد النبوي يزف للمسلمين بشرى انتصارات الجيوش الإسلامية في أكثر من ميدان.
ويحض الناس على الجهاد في سبيل الله ...
ويرغبهم للاستشهاد إعزازاً لدينه وابتغاءً لمرضاته، فعاد إلى بيته وقد عقد العزم على الانضواء تحت رايه من رايات المسلمين المنتشرة تحت كل نجم.
وأعلن عزمه هذا لزوجته.
فقالت له:
يا أبا عبدالرحمن، لمن تتركني وتترك هذا الجنين الذي أحمله بين جوانحي؟! ...
فأنت رجل غريب في المدينة، لا أهل لك فيها ولا عشيرة.
فقال: أتركك لله ورسوله ...
ثم إني خلفت ثلاثين ألف درينار جمعتها من غنائم الحرب ...
فصونيها، وثمريها، وأنفقي منها على نفسك ووليدك بالمعروف حتى أعود إليك سالماً غانماً ...
أو يرزقني الله الشهادة التي أتمناها ...
ثم ودعها ومضى إلى غايته ...
سنتم الحديث بمشيئة الله تعالى عن هذه المرأة الرزان وابنها الوليد ربيعة ..
ذلك في إطلالة قادمة ..
ومن وجد في نفسه عجلة فليعد إلى كتاب ((صور من حياة التابعين)) ..
للدكتور / عبدالرحمن رأفت الباشا ..
¥