[جاءتني على البريد]
ـ[الاكل شيء ماخلا الله باطل]ــــــــ[25 - 08 - 2004, 12:10 ص]ـ
:::
ايها الاحبة هذه رساله جاءتني على البريد وطلب مني نشرها
فأحببت اطلع الاخوة عليها
آه لو أعود
بسم الله الرحمن الرحيم
في ليلة ليلاء لا تسمع فيها إلا صوت الرعد القاصف , وهيجان الريح المرعب. في ليلة انطفأت الأنوار , وأظلم البيت , وانعدمت الكهرباء , في ليلة ممطرة باردة , في ليلة اسود ليلها وغابت نجومها. في ليلة حرك رعبها قلبي وهز بردها جسمي لا أرى مد يدي , ظلام حالك وجو مرعب. أغلقت شباك غرفتي لأقلل وحشتي. أنفاسي تتقطع في صدري. لا أحد حولي , لا أمي ولا أبي لا أختي ولا أخي , وحيد فريد مرعوب خائف لا أستطيع أن أفتح عيني خوفا من مصير لا أعلمه ينتظرني. وفجأة وإذا بخفقات قلبي تزيد ونبض دمي يعلو. فما شعرت إلا وشي ء يكتم أنفاسي. صحت بأعلى صوتي. .
ضاق نفسي. . بردت أطرافي. . هملت يداي.
ناديت. . يا إخوتي .. أصدقائي أغيثوني! ما هذا الذي داهمني إإتوني بطبيبي و بصديقي .. وأخي .. وحبيبي.
لكن واحسرتاه .. وا حسرتاه .. أصيح بأعلى صوتي فلا أسمع سوى صدى ندائي يتردد في أرجاء غرفتي المظلمة.
قلبي يخفق بأعجوبة , كأني أتنفس من خرم ابره.
أيقنت عندها أنه هو الذي جاء يطلبني .. توسلت إليه ليمهلني
لينظرني ولو ساعة من نهار. . لكن دون جدوى. كان شديدا .. غاضبا مني عيناه تحكي حقد ه علي. رفض توسلي إليه.
قال بأعلى صوته: ألم تعرفني؟ ألم تسمع بي؟؟ قلت: بلى أنت من جاء ليغمض .. عيني ويلفني بأكفاني
بل ويبعدني عن أهلي وأحبابي. . أنت من جاء ليخطفني من بين أشرطتي وقنواتي .. ويدمر تسليتي بألعابي.
رد بصوت مخيف: انك راحل .. والى مطار تعرفه مسافر .. زادت ألآمي .. وحبست في جوفي أحرفي قبل كلماتي.
انتهرني قائلا: لماذا تنساني .. لماذا تنساني؟؟
ارتجت كلماتي , , وخانني لساني ,, ما فكرت يوما أنك تطلبني .. ما فكرت يوما أنك تطرق بابي لتعيدني لصوابي .. وتغلق صفحة حياتي .. وتقطع استمتاعي بشبابي.
عندها تذكرت أنها صيحات فراق ,, وآلام وداع. أودع الدنيا راحلا إلى مطار أرضه تراب .. وسادته تراب
غطاؤه تراب .. ومستقبلوه الدود ,, وغطاؤه اللحود. برده شديد يفتك بالعظام يقطع الأوصال , , يمحو الملامح والشباب ,, وتسيل منه العينان على الخدين .. ويتدلى منه اللسان.
نداؤه لا يسمع وتوسله لا يجاب ,, إذ قد: أصبح بينه وبين الدنيا حجاب ,, حجاب القبر ,, حجاب البرزخ ,,
صحت بأعلى صوتي آ ه… لو … أعود. آه .. ثم آه .. ثم آه .. إنها النهاية.
سحبت جسمي وأسندت ظهري على جدار غرفتي المرعب ,, وأنا أشعر بالوهن والمرض يدب في بدني. هل هو الموت؟؟؟
هل انتهت أيامي وجاء لقائي بربي؟؟
حزنت .. بكيت .. رفعت صوتي .. أيقنت أن لا أحد يسمعني. شبح الموت يتراءى أمام ناظري ..
تدحرجت دموعي على خدي خوفا وهلعا أن أفارق الحياة وأنا في شرخ الشباب،، وريعان الصبى.
نعم لقد خطف الموت جدي،، وجدتي،، وخالي،، وجارنا،، وزميلي،، وطفل صغير أصغر مني،، نعم إنه الموت،، سوف ألحق بهم،، سوف ألحق بجدي،، وجدتي، وخالي، وجارنا، وذاك الطفل الصغير ..
آه لو كنت أبقى قليلا لأتوب .. أه لو كنت أعود .. آهات وألام تحفز دموع الندم. لتقول لي: كم من متعة استمتعتها؟؟ وشريط غناء سمعته؟؟ وصلاة تكاسلت عنها؟؟ وخنت أبي وزميلي وديني وربي .. ربي وإلهي
ربي لا تعذبني فإني مقر بالذي قد كان مني
ارتعش لساني ,, وخرجت كلماتي: بأي وجه أقابل ربي؟ كيف أعتذر له وقد خنته؟ هل سيعفو عني أم سيلقي بي غير مبال إلى قعر جهنم؟ عفوك يا رب .. عفوك يا إلهي ..
الأسئلة الملحة تطاردني والحسرة والندم ينهشان قلبي. سأهرب ولكن إلى أين؟ الدنيا كلها لن تخفيني ممن يطاردني. لساني يلهث يردد .. رحماك ربي.
الهي أتوسل إليك أمهلني لازلت في ريعان شبابي .. سفينة حياتي تتحطم على صخرة النهاية. الموت يدكها
.. يحطمها يكسرها بشراسة كأن بينه وبينها عداوة.
رحماك ربي .. ما هي إلا لحظات وإذا بباب الغرفة يفتح ,, مبشرا بوصول أهلي , , فرحت فرحا لا يوصف
استجمعت أنفاسي ,, ودبت الحياة لأعضائي ,, تحرك لساني ناديتهم بأعلى صوتي , وهو يطاردني جاثم على صدري
¥