تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[المرأة فى الإسلام وفى المجتمعات الأخرى.]

ـ[احمد الشبراوى]ــــــــ[06 - 08 - 2004, 05:08 ص]ـ

... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين أما بعد

· تمهيد *

اخوتي الأعزاء: لقد كلفني هذا البحث وقتاً لا يستهان به، وكلي رجاء أن ينال حظ القراءة منكم، حتى يتم لي مناي المتمثل في تعميم الفائدة، وعند الله كرم الأجر، وجزيل الثواب 0

· مقدمة *

حرامٌ أن يقال للجمال قبحٌ، وأشد حرمة أن يُصدقَ الناس قبح الجمال وهم ينظرون إليه 0 ظلمٌ وظلمات أن يقال للقبح جمالٌ، وأظلم من ذا وذاك أن يُصدق الناس ما ترى أعينهم 0 فمن المعلوم أن النفس البشرية إذا أرادت أن تصل إلى العلو ولم يتحقق لها ذلك، تسعى جاهدة أن تقلل من شأن من وصل؛ وذلك إما أن يكون حسداً، وإما تبريراً لموقفها الخاسر المكسور، وإما خبثاً تسقيه بماء التشفي العكر، من خلال ازدراء ما وصل إليه من وصل، فكم يتغنى اليوم أعداء الإنسانية بأن الإسلام لم يعطِ المرأة حقوقها، بل هناك من الرعاع من زعم أن الإسلام هضمها، حسداً من عند أنفسهم، وحتى لا يلتبس الأمر على أهل هذه الملة، أبين حقيقة الأمر، وما للمرأة في الإسلام، ومالها عندهم 0

.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*

· حقائق *

الحق أن هذه المرأة عانت معاناة كثيرة، بل كانت ضحية كل نظام، وحسرة كل زمان، صفحات الحرمان، ومنابع الأحزان، ظلمت ظلماً، وهضمت هضماً، لم تشهد البشرية مثله أبداً 0

· صفحات من العار *

إن من صفحات العار على البشرية، أن تعامل المرأة على أنها ليست من البشر، لم تمر حضارة من الحضارات الغابرة، إلا وسقت هذه المرأة ألوان العذاب، وأصناف الظلم والقهر 0

فعند الإغريقيين قالوا عنها: شجرة مسمومة، وقالوا هي رجس من عمل الشيطان، وتباع كأي سلعة متاع0

وعند الرومان قالوا عنها: ليس لها روح، وكان من صور عذابها أن يصب عليها الزيت الحار، وتسحب بالخيول حتى الموت 0

وعند الصينيين قالوا عنها: مياه مؤلمة تغسل السعادة، وللصيني الحق أن يدفن زوجته حية، وإذا مات حُق لأهله أن يرثوه فيها 0

وعند الهنود قالوا عنها: ليس الموت، والجحيم، والسم، والأفاعي، والنار، أسوأ من المرأة، بل وليس للمرأة الحق عند الهنود أن تعيش بعد ممات زوجها، بل يجب أن تحرق معه 0

وعند الفرس: أباحوا الزواج من المحرمات دون استثناء، ويجوز للفارسي أن يحكم على زوجته بالموت 0

وعند اليهود: قالوا عنها: لعنة لأنها سبب الغواية، ونجسة في حال حيضها، ويجوز لأبيها بيعها 0

وعند النصارى: عقد الفرنسيون في عام 586م مؤتمراً للبحث: هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟! وهل لها روح أم ليست لها روح؟ وإذا كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانية فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً" قرروا أنَّها إنسان، ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب". وأصدر البرلمان الإنكليزي قراراً في عصر هنري الثامن ملك إنكلترا يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب (العهد الجديد) أي الإنجيل (المحرف)؛ لأنَّها تعتبر نجسة 0

وعند العرب قبل الإسلام: تبغض بغض الموت، بل يؤدي الحال إلى وأدها، أي دفنها حية أو قذفها في بئر بصورة تذيب القلوب الميتة 0

تحرير المرأة

ثم جاءت رحمة الله المهداة إلى البشرية جمعاء، بصفات غيرت وجه التاريخ القبيح، لتخلق حياة لم تعهدها البشرية في حضاراتها أبداً 0

جاء الإسلام ليقول ((وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوف))

جاء الإسلام ليقول ((ٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ))

جاء الإسلام ليقول ((فَلا تَعْضُلوهُنَّ))

جاء الإسلام ليقول ((وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ))

جاء الإسلام ليقول ((أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ))

جاء الإسلام ليقول ((وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ))

جاء الإسلام ليقول ((فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَة))

جاء الإسلام ليقول ((وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ))

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير