[كيف كان يضحك النبي صلى الله عليه وسلم، و كيف كان يبكي]
ـ[طارق]ــــــــ[17 - 02 - 2004, 12:17 م]ـ
كيف كان يضحك النبي صلى الله عليه وسلم
وكيف كان يبكي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد.
لا شك أن كل مسلم صادق في إسلامه يريد أن يعرف كيف كان يعيش نبيه صلى الله عليه وسلم , حتى يتأسى به.
واليوم سوف نستعرض باختصار كيف كان يضحك النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف كان يبكي.
وقد ذكر ذلك الإمام ابن القيم في كتابه القيم: ((زاد المعاد في هدي خير العباد))، الجزء الأول، فقال:
وكان جل ضحكه التبسم، بل كله التبسم، فكان نهاية ضحكه أن تبدو نواجذه.
وكان يضحك مما يُضحكُ منه، وهو مما يُتعجب من مثله ويُستغرب وقوعه ويُستندر.
وللضحك أسباب عديدة: هذا أحدها.
والثاني: ضحك الفرح: وهو أن يرى ما يسره، أو يباشره.
والثالث: ضحك الغضب: وهو كثيراً ما يعتري الغضبان إذا اشتد غضبه، وسببه تعجب الغضبان مما أورده عليه الغضب، وشعور نفسه بالقدرة على خصمه، وأنه في قبضته، وقد يكون ضحكه لملكه نفسه عند الغضب، وإعراضه عمن أغضبه، وعدم اكتراثه به.
وأما بكاؤه صلى الله عليه وسلم، فكان من جنس ضحكه، لم يكن بشهيق ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا، ويُسمع لصدره أزيز.
وكان بكاؤه تارة رحمة للميت.
وتارة خوفاً على أمته، وشفقة عليها.
وتارة من خشية الله.
وتارة عند سماع القرآن، وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال، مصاحب للخوف والخشية.
ولما مات ابنه إبراهيم، دمعت عيناه، وبكى رحمة له، وقال: ((تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بك يا إبراهيم لمحزنون)) رواه الشيخان.
وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض.
وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة ((النساء))، وانتهى فيها إلى قوله تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) (النساء:41). رواه الشيخان.
وبكى لما مات عثمان بن مظعون.
وبكى لما كسفت الشمس، وصلى صلاة الكسوف ن وجعل يبكي في صلاته، وجعل ينفخ ويقول: رب: ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم وهم يستغفرون، ونحن نستغفرك. أخرجه أحمد والترمذي والنسائي.
وبكى لما جلس على قبر إحدى بناته. رواه البخاري.
وكان يبكي أحياناً في صلاة الليل.
انتهى كلام الشيخ رحمه الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته