تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أزمة أخلاق!]

ـ[أبو سارة]ــــــــ[08 - 06 - 2004, 12:14 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لعلماء النفس آراء وتفسيرات وتصنيفات لدراسة النفس الإنسانية،وقد أغرب الكثير منهم (أعني العلماء العرب) لأنهم استقوا علمهم المتمثل في علم النفس من مصادر غربية ليست لصيقة بواقع العرب وأخلاقهم،فجاءت دراساتهم بعيدة عن الدقة في أكثر بل أغلب الأحايين0

أقول هذا الكلام ولست من ذوي الخبرة بعلم النفس، ولكنني تحدثت مع عالم نفس عربي ربما لا أجحف حقه حينما أقول بأنه بحاجة إلى (رقية شرعية)!

وأنا أتحدث معه تذكرت المقولة الساخرة عن علم النفس بأن: علم النفس هو علم يحدثنا عن أشياء نعرفها، بلغة لانفهمها!

لا أبالغ عندما أقول أن عالمنا العربي الآن يعيش (أزمة أخلاق) آخذة في التوسع والانتشار، وربما يكون سبب هذا التوسع هو غياب القدوات عن ساحة النصح،أو بمعنى أصح استبعادهم عنها!

حينما أقول (أزمة أخلاق) فإنني أعني مجموعة الأفعال والأقوال البعيدة عن الأدب العام 0

العالم اليوم يمر بسرعة، فالكل مشغول، ولا أحد يلتفت إلى أحد، فكل مشغول بنفسه،حتى صلة الأرحام لم يصبح لها أهمية عند كثير من المسلمين فضلا عن غيرهم0

والشباب الذين هم ساعد الأمة،منهمكون بالتفنن بالمعاكسة و (قلة الحياء) فلم يعد لمفهوم الحياء بقاموس تربيتهم معنى! بل ليس بقاموس تربيتهم نهي عن قلة الحياء! والسبب في ذلك أن تربيتهم جاءت من الفضائيات ورفاق السوء ولم تأت من الأسرة والمدرسة!

من أمثال العرب: (تموت الحرة ولا تأكل بثدييها)، لأن الأنفة التي تتحلى بها والعزة التي تلتحفها أكبر من أن تنجرف لكسب مادي بائر! والسبب في هذا يسير، وهو أنها تجرعت هذه الأنفة والعزة كعلم في الصغر حتى أصبح كالنقش في الحجر، تجرعته من أسرتها ومجتمعها الذي يدعوها ويدعو غيرها إلى ارتدا لباس الحشمة والفضيلة0

عندما نقرأ بالكتب الشرعية من كتاب وسنة، وحتى العلوم المتفرعة منها كالفقه والعقيدة والحديث، نجد كما هائلا من الإرشادات التي لو طبقنا سدسها لخرجنا بأخلاق رفيعة،أما كتب الأدب والعلوم الأخرى، فإنها لاتخلو من الحث على معالي الأمور والتأدب مع النفس وحسن التعامل مع الآخرين0

كان العرب في جاهليتهم على قدر عال من الأخلاق الرفيعة،فجاء الإسلام ليهذب هذه الأخلاق وليصحح ماشذ منها، فأصبحت تامة غير منقوصة، وهذا مصداق لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) أو كما قال عليه السلام0

وعندما قال عليه الصلاة والسلام: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) قيل له كيف ننصره ظالما؟ قال: نرفع يده عن الظلم! فهذا تصحيح وتوجيه في نفس الوقت0

يعزو كثير من الناس حالنا إلى الانفتاح على الغرب وأن هذا الانفتاح ودخول الإنترنت والفضائيات هو السبب، وربما يكون هذا بعض السبب، ولكنه ليس كل السبب 0

نعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزماننا عيب سوانا

العاملون على البرامج ليس لهم هم سوى الكسب المادي، وضحاياهم من الناس كثر،وهذه الكثرة تذر سخافتها علينا عبر فضائياتنا التي لاتحمل من النفع شيء،وليت الأمر يقف على انعدام النفع، بل الطامة أنها تحمل فنون الهدم بأعداد خيالية0

وجديد هذا العام برنامج (ستار أكاديمي)، فما أكثر المتابعين له في وطننا العربي، في حين لو سألنا أحدهم عن شروط الوضوء لما عرف الجواب!

وها هنا مسألة جديرة بالذكر، فحينما جاء رجل ليستأذن رسول الله عليه الصلاة والسلام بالزنى، قال له الرسول: هل ترضاه لأختك، قال لا، قال هل ترضاه لأمك، قال لا، وعدد محارمه إلى أن قال عليه الصلاة والسلام، فكذلك الناس لايرضون! (رواية للحديث بالمعنى)

لو تمعنا في فقه هذا الحديث، لوجدنا أن الرسول عليه الصلاة والسلام وهو خير معلم،لم يعب على الرجل الرغبة في الطرف الآخر، فهو غريزة من غرائز الفطرة،ولكنه أشار إلى قبح السبيل إليه بالزنا لأنه يفسد سائر المجتمع، ويقابله التحصن بالزواج المباح 0

قال الشاعر:

أصون عرضي بمالي لا أدنسه ... لابارك الله بعد العرض في المال

أحتال للمال إن أودى فأكسبه ... ولست للعرض إن أودى بمحتال

والعرض في اللغة: هو موقع المدح والذم في الإنسان0

وإذا أردنا التدقيق في بعض المعاني،سنستخرج من معانيها معان أخرى!

فقولنا (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) تعني أن الابتعاد عن الصلاة أمر للفحشاء والمنكر!

يقول ابن الأعرابي:

وإذا صاحبت فاصحب ماجدا ** ذا عفاف وحياء وكرم

قوله للشيء لا إن قلت لا ... وإذا قلت نعم قال نعم

هذه التوسع بالمنكرات في حياتنا اليومية يتطلب من أصحاب الهمم العالية التعامل معه بطرق تصادمه في حداثته! إن ترك الأولاد دون تربية وإرشاد فهذا تقصير من الأسرة بل جريمة يتحمل نتائجها الوالدان،ولكن التوجيه مع الإرشاد والنصح هو الحل الأمثل 0

لا أظن جلسة بسيطة من والد مع أبنائه وهو يتصفح لهم باب من أبواب الأدب في كتب الحديث النبوي كـ (كتاب رياض الصالحين) مثلا، ستكلفه الكثير، ولكنها ستزرع في نفس الولد أو البنت الشيء الكثير،وإن لم تكن آدابنا وتأديبنا تنطلق من هذه الطرق، فلا أدب! 0

وللحديث بقية 000

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير