تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أخي المبارك: أن الصلاة خير موضوع للتزود بالحسنات وتكفير السيئات، ومع شدة الغفلة فيها وعدم الخشوع أتينا بما يشغلنا عنها، وزاد الأمر على ذلك، أذى للمسلمين في مساجدهم وفي صلاتهم .. فالواجب أن يتقي العبد ربه في هذه الصلاة، ويجاهد نفسه بإغلاق جهازه قبل دخول المسجد، فما هذه الدقائق التي يقضيها المسلم في المسجد مقابل الساعات التي يمكثها خارج المسجد في أمور دنياه؟؟ أفلا نقبل حتى نقبل ... وإليك هذه الأدلة على حرمة هذا الأمر .. وبالله التوفيق،

1ــ قال تعالى {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثمًا مبيناً} ومن القواعد المقررة أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .. فلا شك أن ما يفعله هؤلاء داخل في عموم الآية من الأذى بغير حق والعياذ بالله.

2ــ أخرج الإمام أحمد وأبو داود في سننه بإسناد صحيح من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: اعتكف رسول الله في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة وهو في قبة فكشف الستور وقال (ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا ًولا يرفعن بعضكم على بعض بالقراءة ــ أو قال في الصلاة ــ) فإذا كان الصحابة يجهرون بالقرآن الذي هو أفضل الذكر وهو كلام الله فنهاهم عن الجهر بالقراءة لما فيه من الأذية وحصول التشويش لبعضهم البعض فكيف بمن يدخل هذه الأجراس وأصوات الموسيقى إلى المسجد؟؟ وكيف يكون إثمه بأذيته؟؟ فتنبه رعاك الله

3ــ روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال (لا تصحب الملائكة رفقة كلب ولا جرس) وروى أيضاً من حديث أبي هريرة أن رسول الله قال (الجرس ومزامير الشيطان)، وقال الإمام النووي رحمة الله في شرح صحيح مسلم (المراد بالملائكة ملائكة الرحمة والاستغفار لا الحفظة)

وهذا صريح في أن الملائكة تتأذى من هذا الشئ وخاصة هذه النغمات الموسيقية .. فهل يجتمع في المسجد كلام الله ومزمار الشيطان؟؟ إن هذا لشئ عجاب ..

فليتق العبد المسلم ربه، ولا يدخلن إلى بيوت الله هذه الأجراس والنغمات، ولا يؤذين ملائكة الرحمة وكذلك عباد الرحمن فيبوء بالإثم والعياذ بالله ..

4ــ فتوى اللجنة الدائمة اللبحوث العلمية والإفتاء رقم 20842 وتاريخ 2/ 3/ 1420هـ وجه سؤال اللجنة جاء فيه: يوجد في كثير من الهواتف الجوال نغمات جرس موسيقية، فهل يجوز وضع هذه النغمات بد لا من الجرس العادي؟؟

فأجابت بأنه لا يجوز استعمال النغمات الموسيقية في الهواتف وغيرها من الأجهزة لأن استماع الألا ت الموسيقية محرم كما دلت عليه الأدلة الشرعية ويستغني عنها باستعمال الجرس العادي وبالله التوفيق.

فهذه فتوى اللجنة في تحريم هذه النغمات الموسيقية عموماً، فيكف إذا كانت داخل المسجد وفي أثناء الصلاة؟؟ لا شك أن الأمر أعظم ..

ولا يفهم من الكلام السابق أن صوت الجرس العادي محرم بل هو جائز لما فيه من المنفعة ..

قال صاحب بذل المجهود لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس أو كلب، وهذا إذا خليا من المنفعة، وأما ما احتيج إليه منهما فمر خص فيه ..

وكذلك يفهم من فتوى اللجنة وفقها الله أن الجرس العادي للحاجة لا مانع فيه، وإنما التحريم وقع على النغمات الموسيقية عموماً، وأما الجرس العادي لا يجوز داخل المسجد وفي الصلاة لما فيه من الأذية والضرر كما تقدم ذكره

ما الفائدة من جعل صوت الجهاز يعمل مع عدم إمكان الرد عليه في الصلاة وفي المسجد؟؟

وأخيراً أسأل الله أن ينفعنا بما نقول ونسمع، وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، وأن يرزقنا إخلاص في القول والعمل وخشوع وسكينة وحسن العمل، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ..

منقول من:

http://www.almeshkat.net/upload/files/mshkback.gif (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?threadid=14458)

ـ[الأحمر]ــــــــ[05 - 09 - 2004, 11:50 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزى الله الجميع كل خير على هذا الموضوع

تصحيح الآية

قال تعالى {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثمًا مبيناً}

ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[06 - 09 - 2004, 01:11 ص]ـ

أحسنت، وسأصحح الآية، لأن هذا كلام الله، تعالى.

ـ[أبو سارة]ــــــــ[06 - 09 - 2004, 04:03 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي الكريم، وكل الشكر لأستاذتنا على كلماتهم الطيبة0

والموضوع ليس متوقف على نغمات أو صور، بل تعداه إلى مقاطع فيدو فاسدة وغناء مصور!

وأكثرهم يدخل المساجد وهومتأبط هذا الجهاز بما يحمله من مفاسد دون حياء 0

بل بلغ الأمر بأكثرهم تبادل هذه المفاسد عبر (البلوتوث) فتنتشر الصورة أو المقطع عبر دول وليس أشخاص كانتشار النار في الهشيم0

والمسلم إنما يمنعه عن هذه الأشياء أمران: دين أو أخلاق،ولكن هؤلاء ديانتهم "هشة"، وأخلاقهم "تجارية"،وفي الحديث: إن لم تستح فاصنع ماشئت0

ومن تتبع عورات الناس تتبع الله عورته، وويل لمن وضع نفسه في هذا الموضع0

نسأل الله العفو والستر والعفاف لنا ولسائر المسلمين0

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير