المعنى الأول: غفلة الناس عن هذا الشهر لمَّا اكتنفه شهران عظيمان: الشهر الحرام رجب وشهرالصيام رمضان، وفى هذا دليل على استحباب إعمار أوقات غفلة الناس بطاعة الله وأن هذا محبوب لله عز وجل ولذلك كان بعض السلف يستحبون إحياء ما بين العشاءين بالصلاة ويقولون هى ساعة غفلة. وفى ذلك فوائد منها:
* أن هذا يكون يكون أخفى للعمل وأستر وأكثر تحقيقا للإخلاص لا سيما لو كان هذا العمل صياما فإنه سر بين العبد وربه وقد صام بعض السلف رحمهم الله أربعين يوما لا يعلم به أحد، كان إذا خرج من بيته أخذ معه رغيفان فتصدق بهما فيظن أهله أنه أكلهما ويظن أهل سوقه أنه أكل فى بيته
فسبحان الله .. . . كم ستر الصادقون أحوالهم مع الله عز وجل وريح الصدق تَنُمُّ عليهم
قالوا: ما أَسَرَّ عبد سريرةً إلا أَلْبَسَهُ الله ردائها علانية
· ومنها أن طاعة الله وقت غفلة الناس تكون أشق على العبد الصالح وأفضل الأعمال أشقها، فإذا كانت الناس فى طاعة الله عز وجل تيسرت الأعمال الصالحة على العباد وأما إذا كان الناس فى غفلة ومعصية تعسرت الطاعة على المستيقظين وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم " إنكم تجدون على الخير أعوانا وهم لا يجدون " وذلك لما أخبرَ الصحابةَ أن الواحد ممن بعدهم بأجر خمسين منهم
· ومنها أن المنفرد بالطاعة بين أهل الغفلة و المعاصى قد يُدفع به البلاء عن الناس كلهم فكأنه يحميهم ويدافع عنهم وصدق من قال:
لولا عباد للإله رُكَّع ... وصبية يتامى رُضَّع
ومهملات فى الفلاة رُتَّع ... لَصُبَّ عليكم عذاب بلقع
المعنى الثانى: (لفضل الصيام فى شهر شعبان) هو ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "هو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملى وأنا صائم "
ولا شك أن من حَرَصَ على الصيام فى مثل هذه الأوقات هو أشد حرصا على سائر الطاعات والأعمال الصالحات من صلوات مفروضة ونوافل مسنونة وأذكار موظفة وقراءة للقرآن وصلة للرحم وإنفاق فى وجوه الخير وغير ذلك.
وقيل فى فضل الصيام فى هذا الشهر أنه استعداد وتمرين لشهر رمضان فلا يجد المرء مشقة وكلفة فى صيامه وكذلك الحال فى بقية الأعمال فيسن للمرء أن يجتهد فى شهر شعبان حتى إذا أتى رمضان كان أكثر اجتهادا وأكثر قدرة على طاعة الله عز وجل
مضى رجب وما أحسنت فيه ... و هذا شهر شعبان المبارك
يامضيع الأوقات جهلا بحر ... متها أفق و احذر بوارك
فسوف تفارق اللذات قسرا ... ويخلي الموت كرها منك دارك
تدارك ما استطعت من الخطايا **** بتوية مخلص و اجعل مدارك
على طلب السلامة من جحيم ... فخير ذوي الجرائم من تدارك
قال تعالى: (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَاز) (آل عمران: من الآية185)
(جاءني عبر البريد)
ولكم أجمل التحايا
ـ[أنا البحر]ــــــــ[30 - 08 - 2006, 01:32 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[30 - 08 - 2006, 09:30 ص]ـ
مضى رجب وما أحسنت فيه ... و هذا شهر شعبان المبارك
ـ[أبو طارق]ــــــــ[30 - 08 - 2006, 09:59 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك اله فيك
ـ[منسيون]ــــــــ[01 - 09 - 2006, 01:21 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء اخي الكريم
ـ[ابو محمد (الحسيني)]ــــــــ[03 - 09 - 2006, 04:25 م]ـ
بارك الله فيك اخي المشرف الفاضل على تذكيرك
قال تعالى ((وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ))
نسأل الله ان نكون من المؤمنين , آمين
اللهم بلغنا رمضان واجعلنا
آمين