وَغاضَ ماءَ شِرَّتي دَهرٌ رَمى = خَواطِرَ القَلبِ بِتَبريحِ الجَوى
وَآضَ رَوضُ اللَهوِ يَبساً ذاوِياً = مِن بَعدِ ما قَد كانَ مَجّاجَ الثَرى
وَضَرَّمَ النَأيُ المُشِتُّ جَذوَةً = ما تَأتَلي تَسفَعُ أَثناءَ الحَشا
وَاِتَّخَذَ التَسهيدُ عَيني مَألَفاً = لَمّا جفا أَجفانَها طَيفُ الكَرى
فَكُلُّ ما لاقَيتُهُ مُغتَفَر = ٌفي جَنبِ ما أَسأَرَهُ شَحطُ النَوى
لَو لابَسَ الصَخرَ الأَصَمَّ بَعضُ ما = يَلقاهُ قَلبي فَضَّ أَصلادَ الصَفا
إِذا ذَوى الغُصنُ الرَطيبُ فَاِعلَمَن = أَنَّ قُصاراهُ نَفاذٌ وَتَوى
شَجيتُ لا بَل أَجرَضَتني غُصَّةٌ = عَنودُها أَقتَلُ لي مِنَ الشَجى
إِن يَحم عَن عَيني البُكا تَجَلُّدي = فَالقَلبُ مَوقوفٌ عَلى سُبلِ البُكا
لَو كانَتِ الأَحلامُ ناجَتني بِما = أَلقاهُ يقظانَ لأَصماني الرَدى
مَنزلةٌ مَا خِلتها يَرضى بِها = لِنَفسِهِ ذو أرَبٍ وَلا حِجى
شيمُ سَحابٍ خُلَّبٍ بارِقُهُ = وَمَوقِفٌ بَينَ اِرتِجاءٍ وَمُنى
في كُلِّ يَومٍ مَنزِلٌ مُستَوبلٌ = يَشتَفُّ ماءَ مُهجَتي أَو مُجتَوى
ما خِلتُ أَنَّ الدَهرَ يُثنيني عَلى = ضَرّاءَ لا يَرضى بِها ضَبُّ الكُدى
أُرَمِّقُ العَيشَ عَلى بَرصٍ فَإِن = رُمتُ اِرتِشافاً رُمتُ صَعبَ المُنتَهى
أَراجِعٌ لي الدَهرُ حَولاً كامِلاً = إِلى الَّذي عَوَّدَ أَم لا يُرتَجى
يا دَهرُ إِن لَم تَكُ عُتبى فَاِتَّئِد = فَإِنَّ إِروادَكَ وَالعُتبى سَوا
رَفِّه عَلَيَّ طالَما أَنصَبتَني = وَاِستَبقِ بَعضَ ماءِ غُصنٍ مُلتَحى
لا تَحسبَن يا دَهرُ أَنّي جازِعٌ = لِنَكبَةٍ تُعرِقُني عرقَ المُدى
مارَستُ مَن لَو هَوَتِ الأَفلاكُ مِن = جَوانِبِ الجَوِّ عَلَيهِ ما شَكا
وَعَدَّ لَو كانَت لَهُ الدُنيا بِمافيها = فَزالَت عَنهُ دُنياهُ سوا
لَكِنَّها نَفثَةَ مَصدورٍ إِذا = جاشَ لُغامٌ مِن نَواحيها عمى
رَضيتُ قَسراً وَعَلى القسرِ رِضى = مَن كانَ ذا سُخطٍ عَلى صرفِ القضا
إِنَّ الجَديدَينِ إِذا ما اِستَولَيا = عَلى جَديدٍ أَدنياهُ لِلبِلى
ما كُنتُ أَدري وَالزَمانُ مولَعٌ = بِشَتِّ مَلمومٍ وَتَنكيثِ قُوى
إذا كان لابد من التصنيف فإنه (أديب العلماء وعالم الادباء)
** يقول (فيليب فان تيجم) في معجمه الفرنسي عن الآداب عن علماء العرب وذكر منهم ابن دريد
((أن ابن دريد الذي عاش من 837م إلى 933م كان لغويا شاعرا أديبا عربيا وأنه مؤلف قاموس وعدة أعمال لغوية ذات صلة شديدة بالأدب))
ـ[أنوار]ــــــــ[14 - 07 - 2009, 06:29 م]ـ
وإليكم هذه الشخصية .. نيابة عن تيما ..
عالم أندلسي قرطبي .. اشتهر في العلوم الفلسفية والطبية ..
أخذ الطب عن أبي جعفر هارون وأبي مروان بن جربول الأندلسي ..
كان يتمتع بمكانة رفيعة بين الأطباء. وبالرغم من بروزه في حقول الطب،
إلا أن شهرته تقوم على نتاجه الفلسفي،
وعلى الدور الذي مثّله في تطور الفكر العربي من جهة، والفكر اللاتيني من جهة أخرى.
تولّى منصب القضاء في اشبيلية، وأقبل على تفسير آثار أرسطو،
تلبية لرغبة الخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف،
وكان قد دخل في خدمته بواسطة الفيلسوف ابن الطفيل،
ثم عاد إلى قرطبة حيث تولى منصب قاضي القضاة،
وبعد ذلك بنحو عشر سنوات أُلحق بالبلاط المراكشي كطبيب الخليفة الخاص ..
ولما تولى المنصور أبو يوسف يعقوب الخلافة بعد أبيه،
لقي الفيلسوف والطبيب على يديه ما لقي على يدي والده من حظوة وإكرام.
إلا أن الوشاة ما زالوا بالمنصور حتى أثاروا حفيظته عليه،
فأمر بإحراق كتبه وسائر كتب الفلسفة، وحظر الاشتغال بالفلسفة والعلوم جملة،
ما عدا الطب، والفلك، والحساب، ونفي،
إلا أن الخليفة ما لبث أن رضي عنه وأعاده إلى سابق منزلته.
تقع مؤلفاته في أربعة أقسام:
.. شروح ومصنفات فلسفية وعملية
.. شروح ومصنفات طبية.
كتب فقهية وكلامية.
.. كتب أدبية ولغوية.
ومن مصنفاته الطبية:
كتاب الكليات، شرح الأرجوزة المنسوبة لابن سينا في الطب.
تلخيص كتاب المزاج لجالينوس.
تلخيص أول كتاب الأدوية المفردة لجالينوس.
تلخيص النصف الثاني من كتاب حيلة البرء لجالينوس.
مقالة في المزاج، مقالة في نوائب الحمّى، مقالة في الترياق ..
فمن هو؟؟
ـ[أنوار]ــــــــ[14 - 07 - 2009, 06:40 م]ـ
أختي أنوار سأذكر بعض الأشياء عن هذه الشخصية العظيمة ولكن لا تحرمينا مرة أخرى من علمك وسأنتظر منك المزيد من هذه الشخصية
أشكركم أستاذنا الكريم ..
ما أوردتموه كان كافياً وافياً ..
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[14 - 07 - 2009, 06:40 م]ـ
أظنه (أبو البقاء الكفوي) أو الكفومي
ـ[أنوار]ــــــــ[14 - 07 - 2009, 06:57 م]ـ
أظنه (أبو البقاء الكفوي) أو الكفومي
أشكرك أستاذنا الفاضل وسرعة المبادرة ..
ولكن الإجابة غير صحيحة .. : d
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[14 - 07 - 2009, 08:28 م]ـ
لك الحق سيدتي أنه (ابن رشد)
¥