ولا احتمائي في سحائب الدخان!
.. تقفز حولي طفلةٌ واسعةُ العينين .. عذبةُ المشاكسة
(- كان يَقُصُّ عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادْق
.. نسند البنادقْ
وحين مات عَطَشاً في الصحَراء المشمسة ..
رطَّب باسمك الشفاه اليابسة ..
وارتخت العينان!)
فأين أخفي وجهيَ المتَّهمَ المدان؟
والضحكةَ الطروب: ضحكتهُ ..
والوجهُ .. والغمازتانْ!؟
* * *
أيتها النبية المقدسة ..
لا تسكتي .. فقد سَكَتُّ سَنَةً فَسَنَةً ..
لكي أنال فضلة الأمانْ
قيل ليَ "اخرسْ .. "
فخرستُ .. وعميت ..
ظللتُ في عبيد (عبسِ) أحرس القطعان
أجتزُّ صوفَها ..
أردُّ نوقها ..
أنام في حظائر النسيان
طعاميَ: الكسرةُ .. والماءُ .. وبعض الثمرات اليابسة.
وها أنا في ساعة الطعانْ
ساعةَ أن تخاذل الكماةُ .. والرماةُ .. والفرسانْ
دُعيت للميدان!
أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضأن ..
أنا الذي لا حولَ لي أو شأن ..
أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان،
أدعى إلى الموت .. ولم أدع الى المجالسة!!
تكلمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي .. تكلمي ..
فها أنا على التراب سائلٌ دمي
وهو ظمئُ .. يطلب المزيدا.
أسائل الصمتَ الذي يخنقني:
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
أجندلاً يحملن أم حديدا .. ؟! "
فمن تُرى يصدُقْني؟
أسائل الركَّع والسجودا
أسائل القيودا:
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
أيتها العَّرافة المقدسة ..
ماذا تفيد الكلمات البائسة؟
قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ ..
فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار!
قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار ..
فاستضحكوا من وهمكِ الثرثار!
وحين فُوجئوا بحدِّ السيف: قايضوا بنا ..
والتمسوا النجاةَ والفرار!
ونحن جرحى القلبِ،
جرحى الروحِ والفم.
لم يبق إلا الموتُ ..
والحطامُ ..
والدمارْ ..
وصبيةٌ مشرّدون يعبرون آخرَ الأنهارْ
ونسوةٌ يسقن في سلاسل الأسرِ،
وفي ثياب العارْ
مطأطئات الرأس .. لا يملكن إلا الصرخات الناعسة!
ها أنت يا زرقاءْ
وحيدةٌ ... عمياءْ!
وما تزال أغنياتُ الحبِّ .. والأضواءْ
والعرباتُ الفارهاتُ .. والأزياءْ!
فأين أخفي وجهيَ المُشَوَّها
كي لا أعكِّر الصفاء .. الأبله .. المموَّها.
في أعين الرجال والنساءْ!؟
وأنت يا زرقاء ..
وحيدة .. عمياء!
وحيدة .. عمياء!
ـ[حسانين أبو عمرو]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 10:09 م]ـ
هل قولك: أكرمك الله أستاذة أنوار،هكذا دون أن تعرف لفظ أستاذة صحيح؟ يظهر لي أن قولك:أستاذة أنوار معناه أنك تخاطب أستاذة لأنوار لا أنوارا نفسها، أليس الصواب أن يقال:أكرمك الله أيتها الأستاذة أنوار؟ أم أنك لك وجه فيما قلت،فلتبده إذن!!
السلام عليكم
أكرمك الله أخي الكريم
تكرَّم بتصويب الأخطاء الإعرابية التي وقعت فيها ,وسأجيبك بعد أن تقوم بتعديلها.
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 11:15 ص]ـ
أحسنت ياأستاذي القدير وزادك الله بسطة في العلم إن كانت عندي أخطاء في الإعراب فلتجل صوابها فأنت ابن بجدتها، وأنت صاحب الفضل،ومنتجع السؤل،وربما قصدت قولي:أنوارا، حيث صرفت الاسم وهو علم مؤنث تأنيثا معنويا وهو مما لايجوز صرفه فأحسنت أحسنت على تنبيهك اللطيف،ومنك نتعلم،وعلى يديك نتخرج، وسبحان من لا يخطىء ولا يسهو!!!
ـ[السهل الممتنع]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 09:29 م]ـ
رغم أني لم أجيب ولكن أجد هنا فرصة سانحة
لأضع سيرة شخصية أثرت الأدب العربي
أبصرت عيناه النور في قرية بهتيم
(محافظة القليوبية – مصر) في أوائل المحرم من عام 1291 من الهجرة، الموافق يناير 1880 ميلادي.
عج منزل والده بالعلماء من كل حدب وصوب، وزخرت مكتبة والده بنفائس الكتب،
وأتم حفظ القرآن قبل بلوغه العاشرة من عمره. انتسب إلى مدرسة دمنهور الابتدائية،
ثم انتقل إلى مدرسة المنصورة الأميرية،
التي حصل منها على الشهادة الابتدائية وعمره آنذاك سبع عشرة سنة.
أصابه مرض لم يتركه حتى أضعف سمعه
وفي سن الثلاثين أضحى أصماً تماماً.
اضطره المرض إلى ترك التعليم الرسمي، واستعاض عنه بمكتبة أبيه الزاخرة،
إذ عكف عليها حتى استوعبها وأحاط بما فيها.
نظم الشعر في بدايات شبابه، قبل بلوغه العشرين من عمره،
وأصدر ديوانه الأول في عام 1903 الذي كان له صدى عظيماً بين كبار شعراء مصر،
إذ كتب فيه البارودي والكاظمي وحافظ ابراهيم شعراً،
كما أرسل له الشيخ محمد عبده وزعيم مصر مصطفى كامل له مهنئين وبمستقبل باهر متنبئين
وجد دعوة التجديد قناعاً للنيل من اللغة العربية مصورة في أرفع أساليبها (الشعر الجاهلي) وباباً يقصد منه الطعن في القرآن الكريم والتشكيك في إعجازه، ومدخلاً يلتمس فيه الزراية بالأمة منذ كان للعرب شعراً وبياناً. لذا ما أنفتأ يقاوم هذه الدعوة، جهاداً تحت راية القران، يبتغي به وجه الله تعالى، فجمع في كتابه
تحت راية القرآن كل ما كتب عن المعارك التي دارت بين القديم وكل ما هو جديد، ما جعله أفضل الكتب العربية في النقد ومكافحة الرأي بالرأي، ما جعله أعلى كتبه مكانة بعد رائعته وحي القلم.
من أقوالهم فيه:
يقول محمد عبده: أسأل الله أن يجعل للحق من لسانك سيفاً يمحق الباطل وأن يقيمك في الأواخر مقام حسان مع الأوائل.
وقال: سعد زغلول عن كتابه إعجاز القرآن ' بيان كأنه تنزيل من التنزيل أو قبس من نور الذكر الحكيم'.
أما العقاد فقال: إنه ليتفتق لهذا الكاتب من أساليب البيان ما لا يتفتق مثله لكاتب من كتاب العربية في صدر أيامها
وقال عنه أحمد زكي باشا الملقب بشيخ العروبة: لقد جعلت لنا شكسبير كما للإنجليز شكسبير وهيجو كما للفرنسيين هيجو وجوته كما للألمان جوته.
من هذه الشخصية؟؟
¥