وروي عن عمرو بن دينار قال: اجتمعت أنا والزهري ونصر بن عاصم فتكلم نصر فقال الزهري: إنه ليفلق بالعربية تفليقاً.
.........................................
وأما عبد الرحمن بن هرمز فروى ابن لهيعة عن أبي النضر قال كان عبد الرحمن بن هرمز أول من وضع العربية وكان أعلم الناس بأنساب قريش وأحد القراء.
..................................
وأخذ عن أبي الأسود الديلي جماعة منهم يحيى بن يعمر وعنبسة بن معدان وهو عنبسة الفيل وميمون الأقران ويقال ميمون ابن الأقرن، ويقال أن نصر بن عاصم أخذ عن أبي الأسود.
...............................
فأما يحيى بن يعمر
فهو رجل من عدوان بن قيس بن عيلان بن مضر وكان عداده في بني ليث من كنانة وكان مأموناً عالماً قد روى عنه الحديث ولقي ابن عمر وابن عباس وغيرهما وروى عنه قتادة وغيره.
ويقال إن أبا الأسود لما وضع باب الفاعل والمفعول زاد في ذلك الكتاب رجل من بني ليث أبواباً ثم نظر فإذا في كلام العرب ما لا يدخل فيه فأقصر عنه فيمكن أن يكون الرجل الذي من بني ليث يحيى بن يعمر إذ كان عداده في بني ليث، ويقال أن الحجاج بن يوسف قال ليحيى بن يعمر: أتجدني ألحن? قال: الأمير أفصح من ذاك. قال: عزمت عليك لتخبرني وكانوا يعظمون عزائم الأمر، فقال يحيى بن يعمر: نعم في كتاب الله، قال: ذاك أشنع له ففي أي شيء من كتاب الله? قال: قرأت: (قل إن كان أباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموالٌ اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحبُّ إليكم من الله ورسوله) فترفع أحب وهو منصوب. قال: إذاً لا تسمعني ألحن بعدها. فنفاه إلى خراسان. ويقال إن يزيد بن المهلب كتب من خراسان إلى الحجاج: أنا لقينا العدو ففعلنا واضطررنا هم إلى عرعرة الجبل ونحن بحضيضه. قال فقال الحجاج: ما لابن المهلب ولهذا الكلام? قيل له: إن ابن يعمر هناك. فقال: إذاً.
...................................
وأما عنبسة بن معدان
فإن معدان رجل من أهل ميسان قدم البصرة وأقام بها وكان لعبد الله بن عامر قيل بالبصرة فاستكثر النفقة عليه فأتاه معدان فتقبل به بنفقته وفضل في كل شهر فكان يدعى معدان الفيل. فنشأ له ابن يقال له عنبسة فتعلم النحو وروى الشعر وظرف فادعى إلى مهرة بن حيدان. فبلغ الفرزدق أنه يروي عليه شعر جرير فقال:
لقد كان في معدان والفيل زاجرٌ ... لعنبسة الراوي على القصائد
فسأل بعض عمال البصرة عنبسة عن هذا البيت وعن الفيل فقال عنبسة: لم يقل والفيل إنما قال: اللؤم. فقال: إن أمراً فررت منه إلى اللؤم لأمرٌ عظيم.
وقال أبو العباس محمد بن يزيد قال أبو عبيدة: اختلف الناس إلى أبي الأسود يتعلمون منه العربية فكان أبرع أصحابه عنبسة بن معدان المهري.
واختلف الناس إلى عنبسة فكان البارع من أصحابه ميمون الأقرن فكان صاحب الناس فخرج عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي. وحدث عمر بن شبة قال حدثني عبد الله بن محمد التوزي الصدوق ما علمت العفيف قال سمعت أبا عبيدة معمر بن المثنى يقول: أول من وضع العربية أبو الأسود الديلي ثم ميمون الأقرن ثم عنبسة الفيل ثم عبد الله بن أبي إسحاق. ففي هذه الحكاية ميمون قبل عنبسة وفي الحكاية التي قبلها عنبسة قبل ميمون.
..........................................
وذكر محمد بن سلام قال كان بعد عنبسة وميمون الأقرن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي وكان في زمان ابن أبي إسحاق عيسى بن عمر الثقفي وأبو عمرو بن العلاء ومات ابن أبي إسحاق قبلهما ويقال أن ابن أبي إسحاق كان أشد تجريداً للقياس وكان أبو عمرو أوسع علماً بكلام العرب ولغاتها وغريبها. وكان بلال بن أبي بردة جمع بينهما وهو على البصرة يومئذ عمله عليها خالد بن عبد الله القسري أيام هشام. قال يونس قال أبو عمرو بن العلاء: فغلبني ابن أبي إسحاق يومئذ بالهمز فنظرت فيه بعد ذاك. قال: وبالغت فيه.
وقال محمد بن سلام: سمعت رجلاً يسأل يونس عن ابن أبي إسحاق وعلمه. قال: هو والنحو سواء، أي هو الغاية. قال: فأين علمه من علم الناس اليوم? قال: لو كان في الناس اليوم من لا يعلم إلا علمه لضحك به ولو كان فيهم أحد له ذهنه ونفاذه ونظر نظرهم كان أعلم الناس.
.................................
وكان ابن أبي إسحاق يكثر الرد على الفرزدق والتعنت له فلما قال الفرزدق في قصيدة يمدح فيها يزيد بن عبد الملك.
مستقبلين شمال الشأم تضربنا ..... بحاصبٍ كنديف القطن منشور
على عمائمنا تلقى وأرحلنا ...... على زواحف ترجى مخها رير
فألح عليه ابن أبي إسحاق وعابه بخفض البيت الأول ورفع الثاني فغيره الفرزدق فقال: على زواحف نرجيها محاسير. وكان ابن أبي إسحاق يرد على الفرزدق كثيراً فقال فيه الفرزدق.
فلو كان عبد الله مولى هجوته ولكن عبد الله مولى مواليا
وكان عبد الله بن أبي إسحاق مولى آل الحضرمي وهم حلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف والحليف عند العرب مولى. من ذلك قول الراعي.
جزى الله مولانا غنياً ملامةً شرار موالي عامرٍ في العزائم
وقال الأخطل لجرير
أتشتم قوماً أثبتوك بنهشلٍ ولولاهم كنتم لعكل مواليا
يعني حلف الرباب لعكل.
وذكر حسين بن فهم قال حدثنا ابن سلامة قال اخبرنا يونس: أن أبا عمرو كان أشد تسليماً للعرب وكان ابن أبي إسحاق وعيسى بن عمر يطعنان على العرب.
.........................................
الشيخ: كفى كفى ياولدي
قام الشيخ وقبل رأس عبدالمجيد فصاح عبدالمجيد ماهذا ياشيخي أتقبل رأسي
الشيخ: لأني أسأت الظن بك، فاعذرني، ياولدي الحبيب هيا لنتعش الآن فقد أطلنا درسنا اليوم.