تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من حين لآخر، وكأن الأمر مقصود لذاته، ونحن في هذا ننهج غير نهج السلف ونسير على غير ما ساروا عليه.

وهذا عمر رضي الله عنه يختلف مع إبن مسعود في أكثر من مائة مسألة فقهية، ومع هذا الخلاف لم يعب أحدهما صاحبه، بل نسمع قول إبن مسعود عن عمر رضي الله عنهما حين يقول: (كان عمر للإسلام حصنا حصينا يدخل فيه الناس ولا يخرجون) فيأخذنا العجب من عظمة أخلاق هؤلاء الرجال، الذين ترعرعت التقوى في قلوبهم فأثمرت وأينعت تقديرا واحتراما.

هكذا كانوا في خلافاتهم لا يبحثون عن الزلات، ولا يتبعون السقطات، ولا يعدون على اللسان العثرات، ولم يكونوا رضوان الله عليهم أجمعين يفتشون في العبارات من أجل إيقاد نيران العداوة، وإثارة النفور، وإبعاد الثقة، واعتقاد كل واحد أنه ـ وحده ـ على صواب، وإن غيره على خطأ هو مصدر الخطيئة، وبداية الفتنة، فأين ((قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب) وأين: ((إذا رأيتم قولي يخالف الحديث فاضربوا بقولي عرض الحائط))؟.

ولنعلم أن كثيرا من مسائل الخلاف تقوم على الرأي والرأي مشترك، يأخذ كل بما يصل إليه اجتهاده، دونما مطعن للآخرين أو تمزيق لوحدة المسلمين، لأن هذه المطاعن والتمزقات تدخل في تحريش الشيطان بين المسلمين، الذي أخبر عنه الرسول الكريم في قوله {{إن الشيطان قد يأس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكنه لم ييأس من التحريش بينهم}} رواه مسلم في كتاب صفة القيامة ـ الجنة والنار رقم 5030 ورواه الترمذي البر والصلة رقم 1860.

وكل سوء ينبعث عن خلاف في الرأي هو من هذا التحريش، الذي يثير العداوة، وينشر الأحقاد، ويكشف عن حسد دفين في القلوب، ويبعد بنا عن منهج السلف الصالح الذين كان دينهم أعظم من أن يمس وأعلى من أن يدخل في باب حزازات النفوس وأهوائها. وهذا سعد إبن أبي وقاص يحدث بينه وبين خالد بن الوليد رضي الله عنهما شيئ، ويأتيه من يحدثه عن خالد فيقول له سعد: (يا هذا إنما بيننا لا يصل ديننا).

الخلاف في الفرعيات أمر ضروري لا بد منه، إذ أن أصول الإسلام آيات وأحاديث وأعمال تختلف في فهمها وتصورها العقول والأفهام. لهذا كان الخلاف واقعا بين الصحابة أنفسهم، وما زال كذلك وسيظل الى يوم القيامة، وما أحكم الإمام مالك رضي الله عنه حين قال لأبي جعفر وقد أراد أن يحمل الناس على الموطأ: (إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرقوا في الأمصار، وعند كل قوم علم فإذا حملتهم على رأي واحد تكون فتنة) وليس العيب في الخلاف ولكن العيب في التعصب في للرأي والحجر على عقول الناس وآرائهم. هذه النظرة إلى الأمور الخلافية جمعت القلوب المتفرقة على الفكرة الواحدة وحسب الناس أن يجتمعوا على (ما يصير به المسلم مسلما) كما قال زيد رضي الله عنه.

ولقد كان الأئمة الفضلاء يتمسكون كل التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لأن الله عز وجل أمرنا بذلك فقال: {{وما أختلفتم فيه من شيئ فحكمه الى الله}} سورة الشورى: 10. وقال سبحانه: {{يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئٍ فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا}} سورة النساء: 59.

فأمرنا الله ـ عز وجل ـ بطاعته وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام .. ثم طاعة أولي الأمر .. فإن وقع الإختلاف سواء بيننا وبين ولي الأمر .. أو فيما بيننا فقط .. فلا يكون الرد إلا لله ورسوله.

فهذان الأصلان هما أساس كل بناء إسلامي، فالقرآن هو المصدر الأول لكل مسلم والسنة هي المصدر الثاني، ولا خلاف بين أحد في ذلك.

المرجع: رسائل الدعوة والشباب

... [/ COLOR]

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[24 - 12 - 2006, 10:22 م]ـ

بمناسبة الأيام الفضيلة، وقرب عودة الحجاج، بعد عيد الأضحى، نسأل الله الخير والسلامة لأبناء أمة الإسلام في كل مكان.

ـ[ابن بغداد]ــــــــ[25 - 12 - 2006, 06:49 م]ـ

بورك فيك يا نائل على هذا الموضوع حقا الناس تحتاج لذلك والقاعدة عند العلماء (ما اختلف فيه فلا عقاب عليه) وكذلك (ليس الانكار فيما اختلف فيه انما الانكار فيما اجمع عليه) ولو تتبعنا سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لوجدنا ه يفعل الامر بصيغ وهيئات مختلفة تيسسرا على الناس ومثال ذلك الصلاة له فيها هيئات مختلفة ومع ذلك تجد الذي يتعصب على راي دون غيره نسأل الله ان يجمع امر هذه الامة وشملها ويوحد صفها.

ـ[المعتصم]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 07:38 ص]ـ

موضوعك جميل أخ نائل ولكن يحتاج من الأمة أن تطبقه في الفرعيات المختلف فيها. أخوك المعتصم

ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[28 - 12 - 2006, 08:58 ص]ـ

جزاك الله خيراً أخي نائل

فقد قيل بأن الاختلاف رحمه

ـ[أبو طارق]ــــــــ[28 - 12 - 2006, 05:14 م]ـ

فقد قيل بأن الاختلاف رحمه

إن من سنة الله عز وجل في عباده أنهم قد يختلفون في بعض المسائل تفاهماً لها، فينبغي علينا أمران اثنان: الأمر الأول: أن نتعاون على فهم النص من الكتاب والسنة فهماً صحيحاً، بحيث أنه لو كان من المستطاع عادة ألا يكون بيننا أي خلاف لوجب ذلك علينا، وإذا كان من غير الممكن القضاء على الخلاف -كما تدل على ذلك سنة الله في خلقه وفي أصحاب نبيه- فلا أقل من أن نسعى إلى تقليل الخلاف. وإننا لا نعتقد ما يعتقده جماهير المسلمين اليوم من إطلاقهم القول بأن: الاختلاف رحمة، فإن هذا القول لم يرد إلا في حديث منكر، بل موضوع، ألا وهو: (اختلاف أمتي رحمة) كما أنه لم يرد إلا في مثل هذا الحديث، فهو مصادم لنصوص الكتاب والسنة التي تدعو جميع الأمة إلى ألا يتفرقوا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً

الوحدة والاتفاق ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=109301) . لمحدث العصر العلامة: ناصر الدين الألباني

بوركتم جميعًا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير