تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مِنْ غُرَر الخصائص

ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 11 - 2007, 12:31 ص]ـ

قالوا عشر خصال في أناس أقبح منها في غيرهم الفسق في الملوك والكذب في القضاة والخديعة في العلماء والغضب في الأبرار والغدر في الأشراف والسفه في الشيوخ والمرض في الأطباء والتهزي في الفقراء والشح في الأغنياء والفخر في الأعزاء

ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 11 - 2007, 01:46 ص]ـ

من أمتن أسباب الحسب والديانة وفاء العهد وأداء الأمانة

قالوا الوفاء أفضل شمائل العبد وأوضح دلائل المجد وأقوى أسباب الاخلاص في الود وأحق الأفعال بالشكر والحمد وقالوا الوفاء أتم حميد الخلال ومنتهى غاية الكمال تمس الحاجة إليه وتجب المحافظة عليه ولقد صار رسماً دارساً وحلة لا تجد لها لابساً ومنقبة قل أن تجد فيها مستأنساً ولله در من قال

وصادق الودّ صادق الخبر =مغري برعي العهود مصطبر

هذا الذي لا أزال أسمعه =وما له في الزمان من أثر

لو أن كفى بمثله ظفرت =قاسمته في المتاع والعمر

وقالوا من صحب الناس بلسان صادق وعاملهم بحسن الخلائق وألزم نفسه رعى العهود والمواثق فقد أرضى المخلوق والخالق ويقال بالوفاء تملك القلوب وتستدام الألفة بين المحب والمحبوب وقالوا من تحلى بالوفاء وتخلى عن الجفاء فذلك من اخوان الصفاء ولقد أحسن من قال

إذا أنت محضت المودّة صافياً =ولم تر عن وصل الصديق مجافيا

ووفيت بالعهد الذي خانه الورى =ولم أر مخلوقاً على العهد باقيا

فقد حزت أسباب المكارم كلها =وجدّدت للعليا رسوماً عوافيا

وقالوا الوفاء ضالة كثير ناشدها قليل واجدها كما قيل الوفاء من شيم الكرام والغدر من خلائق اللئام وقالوا إذا ترك الوفاء نزل البلاء ويقال من أودع الوفاء صدور الرجال ملك أعناقهم ومن أمثالهم في ذلك أوفى من السموأل وهو السموأل بن عادياء بن حياء اليهودي صاحب قصر تيماء المسمى بالأبلق الفرد ومن خبره أن امرأ القيس كان قاصداً للشأم فأودع السموأل أدراعه وكراعه فمات امرؤ القيس بأنقرة فقصد السموأل بعض ملوك غسان يطلب منه ما كان أودعه امرؤ القيس عنده فأبى أن يسلمه له فقال إن لم تسلمه ذبحت ولدك وكان قد أسره عند نزوله على القصر فقال أبلني الليلة ثم جمع أهله واستشارهم فكل أشار بأن يدفع إليه ما طلبه منه فلما أصبح قال له ليس إلى دفعها سبيل فافعل ما بدا لك فذبح الملك ولده ورحل عنه ثم إن السموأل وافى الموسم بالادراع فدفعها لورثة امرئ القيس وفيه يقول الأعشى يخاطب شريح بن السموأل بن عادياء وقيل شريح بن حصن بن السموأل وقيل شريح بن عمران بن السموأل من أبيات

كن كالسموأل إذ طاف الهمام به =في جحفل كسواد الليل جرّار

بالأبلق الفرد من تيماء منزله = حصن حصين وجار غير غدّار

فسامه خطتي خسف فقال له =قل ما بدا لك إني مانع جاري

فقال ثكل وغدر أنت بينهما =فاختر وما فيهما حظ لمختار

فشك غير طويل ثم قال له = اقتل أسيرك إني مانع جاري

فقال تقدمة إذرام يقتله =أشرف سموأل فانظر في الدم الجاري

أأقتل ابنك صبراً أو تجئ بها = طوعاً فأنكر هذا أيّ إنكار

فشك أوداجه والصدر في مضض = عليه منطوياً كاللذع بالنار

واختار ادراعه من أن يسببها = ولم يكن عهده فيها بختار

وقال لا أشتري عاراً بمكرمة = فاختار مكرمة الدنيا على العار

والصبر منه قديماً شيمة خلق = وزنده في الوفاء الثاقب الواري

وفي ذلك يقول السموأل مفتخراً

وفيت بأدرع الكندي إني = إذا ما خان أقوامي وفيت

وأوصى عادياً يوماً بأن لا = تخرّب يا سموأل ما بنيت

بنى لي عادياً حصناً حصيناً وماء كلما شئت اشتفيت

والملك هو الحرث بن شمر الغساني

ـ[معالي]ــــــــ[05 - 11 - 2007, 10:26 ص]ـ

بارك الله فيك أستاذ محمد.

ماذا عن صحة اشتهار السموأل اليهودي بالوفاء، ويهود أهل غدر كما هو معروف؟

ثم ماذا عن صحة نسبة الأبيات الأخيرة إلى الأعشى؟

جزاك الله خيرا.

ـ[قلب الحبيب]ــــــــ[14 - 11 - 2007, 11:16 م]ـ

السلام عليكم

شكر الله لك وأثابك.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير