[الرياء وما يقع فيه كثير من الصالحين دون إدارك أو انتباه ....]
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[27 - 12 - 2007, 05:00 م]ـ
جزء من خطبة للشيخ خالد الراشد:
ثلاثة مسالك دقيقة للرياء، غالباً ما يقع فيها الصالحون إلا من رحم الله:
1 = ذكره أبو حامد الغزالي، حيث قال أثناء ذكره للرياء الخفي:
وأخفى من ذلك أن (يختفي ... ؟) العامل بطاعته بحيث لا يريد الاطلاع، ولا .... بظهور طاعته ولكنه مع ذلك إذا رأى الناس أحب أن يبدؤه بالسلام، وأن يقابلوه بالبشاشة والتوقير، وأن يثنوا عليه وأن ينشطوا في قضاء حوائجه، وأن يسامحوه في البيع والشراء، وأن يوسعوا له في المكان، فإن قصر فيه مقصر، ثقل ذلك على قلبه، ووجد لذلك استبعاداً في نفسه، كأنه يتقاضى الاحترام على الطاعة التي يفعلها، أخفاها عن الناس، ولكنه أراد ثوابها توقيراً واحتراماً من الناس، وذلك أمر يوشك أن يقع فيه كثير من الناس، إ لا من رحم الله.
2 – فهو أن يجعل الإخلاص وسيلة، لا غاية ولا قصداً، فيجعل الإخلاص وسيلة لأحد المطالب الدنيوية، وقد نبه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على تلك الآفة الخفية، فكان مما قاله رحمه الله:
حكي أن أبا حامد الغزالي، بلغه أن من أخلص لله أربعين يوماً تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه. قال: فأخلصت أربعين يوماً فلم يتفجر شيء. فذكرت ذلك لبعض العارفين, فقال لي: إنما أخلصت للحكمة، ولم تخلص لله تبارك وتعالى ... وهذا مسلك خطير، كما سمعتَ ... وقليل من يتفطن له والأمثلة عليها كثيرة، من الواقع فتجد بعض الناس، يكثر من الأعمال الصالحة، في أيام الاختبارات كصيام النوافل، وقيام الليل، وكثرة الصلاة والخشوع، وقلبه منعقد على أنه إذا أكثر من العبادات سيوفق في اختباره، أو سيفوز بوظيفة ما، فهذا إنما أخلص للاختبارات والوظيفة، وما أخلص لله رب العالمين، ومن ذلك أيضاً أن يذهب إلى المسجد ماشياً، أو يحج كل سنة أو غير ذلك من العبادات التي فيها رياضة، إنما أراد أن ينشط جسمه، وما أراد وجه الله تبارك وتعالى، قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: فإن خالط نية الجهاد مثلاً نية غير الرياء، مثل أخذ أجرة للخدمة، أو أخذ شيء من الغنيمة، أو التجارة، نقص بذلك أجر جهادهم، ولم يصل بالكلية، بل اجعل مشيك وحجك وجهادك عبادة خالصة لله تعالى، وهذه الأشياء تحصل تبعاً للإخلاص الذي ينعقد في القلب.
3 – ما أشار إليه الحافظ ابن رجب، رحمه الله بقوله: هاهنا نكتة دقيقة، وهي أن الإنسان قد يذم نفسه بين الناس يريد بذلك، أن يري الناس أنه متواضع عند نفسه، فيرتفع بذلك عندهم ويسقط من عين الله، فيمدحونه وهو ساقط من عين الله ... وهذا من دقائق أبواب الرياء. وقد نبه عليه السلف الصالح، يأتي أقوام يوم القيامة بأعمال مثل جبال تهامة بيضاء، يجعلها الله هباء منثوراً ...
للاستماع:
http://www.emanway.com/play_droos.php?cid=9&id=661
ـ[أبو طارق]ــــــــ[27 - 12 - 2007, 05:20 م]ـ
جزاك الله خيرًا
اللهم إنا نعوذ بك من الشك والشرك والرياء والنفاق وسوء الأخلاق وسوء المنقلب في المال والأهل والولد
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[27 - 12 - 2007, 05:29 م]ـ
جزاك الله خيرا
اللهم اجعل أعمالنا كلها صالحة، واجعلها لوجهك خالصة، ولا تجعل لأحد فيها شيئا
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[27 - 12 - 2007, 11:21 م]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[ديمة]ــــــــ[27 - 12 - 2007, 11:29 م]ـ
جزاك الله خيرا أخ محمد والله إنه كلام عظيم، نسأل الله أن يجعل أعمالنا كلها خالصة لوجهه الكريم بعيدة عن الرياء.