تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[رسالة في الذب عن عالم السنة أبي إسحاق الحويني]

ـ[أبو الفداء المصري]ــــــــ[13 - 12 - 2007, 05:01 م]ـ

تمهيد

الحمد لله رب العالمين، وعد المؤمنين بالنصر و التمكين، وجعل العاقبة للمتقين العالمين العاملين، ووعد الظالمين بالخسران المبين، وجعل سمتهم الجهل المبين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين، الذي بشّر أمتَه بالغربة لهذا الدين، أما بعد:

فقد ذكر القرطبيُ في تفسير قوله تعالى: {والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون} "هو عام في بغي كل باغ من كافر وغيره، أي إذا نالهم ظلم من ظالم لم يستسلموا لظلمه". وبعد أن عرض القرطبي جملة من الأقوال علّق قائلاً: "وبالجملة العفو مندوب إليه، ثم قد ينعكس الأمر في بعض الأحوال، فيرجع ترك العفو مندوبًا إليه .. وذلك إذا احتيج إلى كفّ زيادة البغي وقطع مادة الأذى، وعن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل عليه".

ويقول ابن العربي المالكي موضحًا - متي يكون الانتصار -:" أن يكون الباغي معلنًا بالفجور، وقحًا في الجمهور، مؤذيًا للصغير والكبير، فيكون الانتقام منه أفضل". ويصف الحالة المقتضية للعفو فيقول: "أن تكون الفلتة، أو يقع ذلك ممن يعترف بالزلة، ويسأل المغفرة، فالعفو هاهنا أفضل".

فلا حرج من الانتصار خصوصًا إذا كان ممن اتخذ دين الله سخرية، وجعل ديدنه انتقاص العلماء و التخذيل عنهم.

و قد حرّم الإسلام الغيبة، بل وعدّ المستمع لها مُقرًا لها مشاركًا فيها، و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَن ردَّ عن عرض أخيه ردَّ الله عنه النار يوم القيامة".

وقد تكلم بعض الظالمين في العالم المشهور بالفضل و الصلاح و العلم الغزير فضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني – حفظه الله -، وفور قراءتي لهذا الكلام العاري من الصحة و التحقيق، قررت ألا يغمض لي جفن حتى أذب عن عرض هذا الرجل الكريم الذي قضى عمره في الدعوة إلى الله سبحانه و تعالى، وأسأل الله الصدق و الإخلاص والثواب.

أبو الفداء المصري

من هو أبو إسحاق الحويني؟

هو ذلك الشاب البسيط الذكي من مواليد كفر الشيخ، الذي كان متفوقًا دائمًا بين زملاءه، حتى دخل كلية الألسُن فسم اللغة الإسبانية، والذي كان لا يخرج عن الأوائل الثلاثة على كل دفعة، وكاد أن يُعيّن معيدًا ولكنه خاف أن يُشغل عن تعلُم العلم الشرعي الذي أحبه منذ الصغر، و الذي كان يجتهد فيه لكي يصبح من علماء الأمة الذين يعلمون الناس، و يجددون لهم دينهم، فقضى ما فات من عمره في التعلم و التعليم و التأليف، حتي أثنى عليه العلماء الكبار أمثال الإمام الألباني و غيره، وأصبحت كتبه مرجعًا لطلبة العلم و العلماء، لدرجة بلغت أن كتبه دخلت تلك المكتبة العظيمة في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم، و هذا رأيته بعيني في رمضان الفائت، واهتدى على يديه كثير من الشاردين من الصغار و الكبار، وأحيا السنة بعد أن ماتت، و قمع البدعة بعد أن ذاعت، وبالإضافة إلى ذلك فهو رجل هين لين سهل، وجهه كالقمر ليلة البدر، منخفض الصوت إلا إذا انتُهكت حرمات الله، تعلو وجهه ابتسامة ما أجملها وألطفها!، إذا كلمتَه شعرت أنه يعرفك من زمان، يعتني بك و يلاطفك و يحرص على إفادتك، إذا ناقشته في مسألة وجدته عالمًا كبيرًا حافظًا لسنة النبي صلى الله عليه و سلم، يذكر لك الحديث و سنده و أين هو في كتب السنة، وإذا كان لا يعرف، لا يخجل أن يقول لك: سل غيري، أو: لا أدري، أو: سأراجعها و أوافيك بالجواب، له من الدروس الكثير و الكثير، سلاسل علمية و دروس منهجية، ويطوف البلدان داعيًا إلى الله ناشرًا سنة الحبيب صلى الله عليه و سلم، وهو مع ذلك كله ليس مَلكًا، بل هو بشر يجوز عليه الخطأ كغيره.

على النقيض: من هى أسماء نصار؟

أسماء نصار هى كاتبة، لا ندري عنها خيرًا قدمتْه للمسلمين، ولا نعلم عنها أنها من دارِسات الشريعة الإسلامية، بل للأسف الشديد كثير ممن يقرأون مجلة روز اليوسف عرفوا طبيعة مقالاتها، فهي غالبًا ما تسخر من المحجبات و الحجاب، وتسخر من الرجال الملتحين، وتستهزأ بالذي يلبسون قميصًا إسلاميًا، أو تنتقد الدعاة انتقادات غير معتبرة و غير صحيحة، وهكذا، فأصبح القارئ إذا رأى اسمها يطوي الصفحات هربًا منها ومن تَكرارها و من مللها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير