تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[خروج على الفطرة!!!!!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[14 - 11 - 2007, 03:30 م]ـ

في خبرين:

الخبر الأول:

عن أول بطولة للملاكمة النسائية في العالم العربي، أقيمت في إحدى الدول العربية التي تعد الآن من حملة لواء العلمانية "المتطرفة" في العالم الإسلامي، وقد قاطعتها معظم الدول العربية، باستثناء بعض الدول التي "تحررت" فيها المرأة من قيود الدين والأخلاق والأعراف، بل والفطرة السوية، وكان من بينها، للأسف الشديد، مصر، رائدة حركة تحرير المرأة في الشرق المسلم!!!!!.

واستضاف لقاء عابر في إحدى النشرات الإخبارية أحد "الذكور" المدافعين عن هذا الانحراف في فطرة الأنثى السوية التي جبلت على حب التستر وعدم إبداء الزينة، فضلا عن ممارسة الملاكمة أمام الكاميرات التليفزيونية!!!!.

وكان من حجج هذا المعلق المتهافتة: أن المرأة في "فلسطين" يجب أن تهتم بلياقتها البدنية حتى تستطيع مواجهة الاحتلال الصهيوني!!!!، فجعل هذا المخذول المهزلة التي تجري على أرضه من باب: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة!!!، وعلى نساء فلسطين أن يبادرن بشراء الأكياس التي تستخدم في تدريبات الملاكمة راجيات الثواب من الله، عز وجل، علهن يحررن بيت المقدس بقبضاتهن الحديدية!!!!.

واستضاف نفس البرنامج إحدى "الساذجات" المصريات اللاتي وافقن على الاشتراك في هذه البطولة التي تبرز سماحة الإسلام ووسطيته وعدم تفرقته بين الذكر والأنثى، لتصدر فتوى جازمة بأنه: لا فرق بين الولد والبنت تماما، ولعلها لم تر رجالا من قبل، لتدرك الفرق!!!!، وقد ميز الباري، عز وجل، بين الجنسين، وركب في كل ما يلائم دوره في الحياة، وأبى دعاة التحرير إلا إنكار فطرة الله التي فطر الناس عليها، فخرجوا عن المنهج الرباني، وتطرفوا، وكل خارج عن المنهج الإلهي متطرف وإن كان أكبر دعاة التنوير المعاصرين، ثم راحوا يرمون مخالفهم ممن استقامت فطرته بـ: "التطرف" و "التعصب" ........... إلخ، و: رمتني بدائها وانسلت.

ومن يشاهد ما تعيشه أمة الإسلام من نكبات، لا يكاد يصدق أن من أفرادها من يهتم بهذه القضايا الساذجة، وكأن المسلمين قد سادوا الدنيا، فأصابهم ما أصاب الأمم المنتصرة من: "ترف فكري"، فراحوا يبحثون هذه القضايا، وأثر عن الحسن، رحمه الله، أن سبب خروج شذاذ الآفاق على عثمان، رضي الله عنه، هو ما أصاب الناس من خير في عهده الزاهر، فلما امتلأت البطون، واتكأ القوم على أرائكهم، راحوا يعدلون ويجرحون ويصدرون الفتاوى من باب: شغل وقت الفراغ، حتى وقع ما وقع، ولما ساد المسلمون الدنيا في نهاية القرن الثاني الهجري، بلزوم جادة الشرع المنزل، فخضعت لهم ممالك الشرق والغرب، زاد الترف، فنبتت نابتة المتكلمين الذين مارسوا نفس الترف الفكري، حتى حملهم على الخوض في الذات الإلهية، فشغلوا الناس عن الأصول بفروع حادثة.

أما اليوم، فلا أدري من أين يأتي أولئك بهذه النوازل المحدثة التي تدل على سذاجة محدثها، فضلا عن دخوله في دائرة وعيد: "ومن سنَّ في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها بعده".

وأمة تضرب في الشرق والغرب، وتستباح مقدساتها ودماؤها وأعراضها وأموالها، ويغرق شبابها على متن قوارب متهالكة هربا إلى الفردوس الأوربي المزعوم من جحيم الفقر والبطالة، كما وقع أوائل الشهر الحالي لثلة من شباب مصر على سواحل إيطاليا، وينشغل علماؤها بالبحث في حكم اغتسال المرأة باللبن حفاظا على نعومة بشرتها، وتقام فيها بطولات للملاكمة النسائية، أمة كهذه كيف يتنزل عليها نصر الله، عز وجل، وقد قعدت عن الأخذ بأسباب الدين والدنيا، فلا هي حفظت دينها ولا هي عمرت دنياها كما فعلت الأمم الأخرى، مع أن الأصل في الدنيا أنها ما خلقت إلا لتقام بها شعائر الملة، فما أنزل المال إلا لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة.

والخبر الثاني:

وفيه أيضا: خروج على الفطرة: عن أحد رجال الأعمال النصارى عندنا في مصر، وهو المدعو: نجيب ساويرس، صاحب شركة "موبينيل" التي تقدم خدمات الهاتف المحمول في مصر، فقد اشتكى "المخذول" من انتشار الحجاب بين نساء مصر، وهو مؤشر على استقامة الفطر ورجوع المرأة إلى الأصل الأول: أصل التستر وعدم السفور بعد سنوات من التحرير المزعوم، وصرح بأنه يعاني من "الغربة" عندما يسير في الشارع من كثرة "المتزمتات"، ولذا قرر في خطوة جريئة إطلاق قناتين فضائيتين للأفلام والمنوعات لمقاومة هذا المد الإسلامي المتطرف!!!!!، وجهاد بجهاد: (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ)، فجهاد في سبيل الرحمن، وآخر في سبيل الشيطان، فقد أعلن الرجل الجهاد بماله حربا على الفضيلة وانتصارا للرذيلة، ولعل في هذا حثا لمن التزم بالهدي الظاهر أن يثبت على حاله مع الاهتمام بإصلاح باطنه حتى لا يكون صورة مزيفة تنفر الناس عن قبول الحق، ففي ظهور شعائر الدين أعظم نكاية للكفار والمنافقين.

ومن العجيب أن يتجرأ نصاري كافر بالرحمن على التصريح بهذا في بلد "الأزهر" أحد أكبر قلاع الإسلام في الشرق، ومن قبله تجرأ صاحب قناة "الحياة" التنصيرية، فراح يهاجم الإسلام ونبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم صراحة في زمن السماوات المفتوحة، ولا مجيب، فالمفتون قد انشغلوا ببحث مسائل: التبرك ببول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهل هو طاهر أم لا، ورضاع الموظف من زميلته هل يحرمها عليه أم لا، واغتسال المرأة باللبن .............. إلخ، ومن تجرأ على الاعتراض أو أخذته الحمية المشروعة فانتصر لدينه فهو: "أصولي متطرف"!!!!!، ولا يعني ذلك تبرير أي تصرف أهوج، لا يعود على المسلمين إلا بالضرر.

والله أعلى وأعلم.

http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=54222

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير