تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كيف يكون الميل القلبي قيل الزواج؟؟!!]

ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[03 - 11 - 2007, 09:25 م]ـ

كيف يكون الميل القلبي قبل الزواج؟

كانت هناك امرأة تاجرة وهي أرملة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال ليتاجروا بمالها ... ، فلما بلغها عن شخص ما، صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه، عرضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام تاجراً وتعطيه أفضل ما تعطي غيره من التجار.

فقبل وسافر معه غلام لها، وقدما الشام، وباع هذا التاجر سلعته التي خرج بها، واشترى ما أراد من السلع، فلما رجع إلى السيدة صاحبة المال ... باعت ما أحضره لها وتضاعف مالها.

أتدري عزيزي القارئ والقارئة ما حدث بعد ذلك.

لقد رجع غلام هذه السيدة يحدثها عن سماحة الرجل الذي استأجرته ليتاجر في مالها وما رأي من صدقه وكريم أخلاقه وشمائله الكريمة وفكره الراجح ومنطقه الصادق ونهجه الأمين، ورأت المرأة إلى جانب ما سمعت البركة في مالها ما لم تر من قبل.

وهنا وقفت هذه المرأة مع نفسها إنها وجدت ضالتها المنشودة، وقد كان السادات والرؤساء يحرصون على الزواج منها فتأبى عليهم ذلك، واعجابها بالرجل الذي اختبرته كان أعمق، فتحدثت بما في نفسها إلى صديقتها، وذهبت الصديقة إلى الرجل الأمين تفاتحه أن يتزوج هذه السيدة الفاضلة، فرضى بذلك وعرض على أعمامه فوافقوا، وذهبوا جميعاً ليتقدم إلى الزواج من هذه الأرملة الغنية.

هل عرفت عزيزي القارئ من هذه المرأة ومن هذا الرجل؟

إنها السيدة خديجة رضي الله عنها، وإنه رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم.

ونحن هنا نسوق هذه القصة الحقيقة لنؤكد على معنى هام وهو أنه لا بأس بتاتاً أن يميل قلب رجل إلى امرأة يسمع عن صفاتها وأخلاقها وشمائلها، وكذلك لا تعجب إذا أحبت امرأة رجلاً شاهدت وعلمت من صفاته وشمائله ما يدعوها إلى الزواج منه.

ولكن لا يجوز بتاتاً إذا أردنا زواجاً سليماً صحيحاً أن تكون هناك ثمة علاقة بين رجل وامرأة يريدان الزواج أكثر من معرفة الصفات الحقيقية التي سيبني عليها الزواج، والعلاقات الآثمة التي تسبق الزواج ستكون حتماً هي العامل الأول في هدم السعادة الزوجية.

الحب في هرم الحاجات لماسلو

الحب هو حاجة فطرية طبيعة من حاجات الإنسان، وهو ضرورة من ضروريات الحياة، فلك أن تتخيل أن يحيا زوجان في بيت واحد بدون حب، أو تحيا أسرة لا يوجد حب بين أفرادها الأباء والأمهات والأبناء.

إن الإسلام لا يطارد المحبين، ولا يصادر بواعث الحب والغرام، ولا يجفف منابع الود والاشتياق، ولكنه كعادته في كل شأن من شئون التشريع يهذب الشيء المباح حتى لا ينفلت الزمام، ويقع المرء في الحرام والهلاك.

ولا نعني بالحب ما يمارسه كثير من الشباب اليوم، ففيه من الشطط والمعابة ما يجعله لهواً ولعباً، فلا نرى له هدفاً، ولا نتلمس له ضوابط ومعايير، بل تراه خافياً مستتراً أو بارزاً متبجحاً يلتقي مع السراب في كثير من الأحيان.

والذين يسعون قبل عقد العقد الشرعي والخطبة الشرعية إلى الحصول على الحب بمعناه الفاسد إنما يكتبون بأيديهم فساد حياتهم الزوجية، ويهدمون أهم عامل من عوامل الحب الحقيقي بين الزوجين وهو الوفاء والإخلاص.

وهؤلاء يفسدون المعنى الحقيقي للحب والميل الطبيعي الفطري بين الرجل والمرأة الذي شرعه الله داخل مؤسسة الزواج، ويطلقون الحب والميل القلبي على العلاقات الآثمة بين الرجل والمرأة، ولا يجوز استعمال هذا اللفظ (الحب والميل القلبي) إلا في معناه الصحيح، وفي مكانه الصحيح كما حدده ماسلو في هرم الحاجات.

وقد قسّم ماسلو الحاجات الإنسانية إلى خمس موضوعات رئيسية هي:

1 - الحاجات الفسيولوجية: كالحاجة للطعام والماء والنوم.

2 - حاجات الأمان: مثل الشعور بالأمان النفسي والمادي، والحاجة إلى الحب.

3 - الحاجات الاجتماعية: كحاجة الفرد إلى الانتماء إلى جماعة وأصدقاء.

4 - حاجات التقدير: وهو شعور الفرد بالتقدير والاحترام من قبل الآخرين، أو التقدير الذاتي.

5 - حاجات تحقيق الذات: وهو انطلاق الفرد بقدراته ومواهبه لتحقيق ما يمكن أن يكون فيه.

وهنا سؤال يفرض نفسه وهو:

هل الحب الحقيقي يكون قبل الزواج أم بعد الزواج؟

من الناس من يعتقد أن الحب قبل الزواج هو شرط أساسي للزواج الناجح، وهذا الكلام يصدر عن هوى وعن جهل بحقائق الزواج وطبيعة الحياة بين الرجل والمرأة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير