[العائدون من الموت (الجزء الأول)]
ـ[مدقق املائي]ــــــــ[12 - 11 - 2007, 04:05 ص]ـ
القاهرة -» السياسة «:
/ عندما يصل الإنسان لنقطة النهاية وتخرج الروح إلى بارئها ويسكن الجسد للأبد ويتحول إلى جثة هامدة, فلا تنتظر من ذلك الجسد الذي صار جثة ملفوفة في كفنها الأبيض أو نائمة في درج ثلاجة المشرحة أو المستشفى أن يقوم من جديد أو حتى يتحرك في مرقده أو يرمش له جفن أو يعود له نبض لأننا ندرك أن كل شيء انتهى .. ولكن كيف يكون إحساسك عندما تفاجأ بعودة الميت للحياة أو تشعر بذلك الجسد الميت يدفع بنفسه ليفتح درج ثلاجة المشرحة ليخرج منها?!
هذه ليست مجرد خيالات أو تصورات مريضة وإنما هي حقائق حدثت بالفعل ..
فمنذ أيام قليلة شهدت فنزويلا حادثاً فريداً صارت حديث العالم كله لشدة غرابته حيث كان الأطباء يقومون بتشريح إحدى الجثث في المشرحة لبيان سبب الوفاة المشتبه في أنها جنائية وإذا بالقتيل يستيقظ بين أيدي جراحي الطب الشرعي وهو يصرخ من شدة الألم بسبب عملية التشريح التي كانت تجرى له لمعرفة سبب وفاته وهو ما أحدث صدمة لدى كل الموجودين!
عائدون من الموت
ولم تكن هذه الحادثة الفريدة من نوعها هي الأولى بل سبقتها عبر تاريخ الإنسانية حوادث كثيرة غريبة من هذا النوع تناقلتها عبر الكتب التراثية بالإضافة لما ورد في القرآن الكريم.
فهناك كثير من المؤلفين القدامى تناولوا ظاهرة العودة من الموت في أكثر من كتاب منهم أبو الدنيا أبوبكر عبدالله بن محمد بن عبيد بن سفيان الأموي القرشي الذي ألف كتابه الشهير " من عاش بعد الموت " كما افرد أبو نعيم الأصفهاني في كتابه " الدلائل " والسيوطي في كتابه " الخصائص " باباً في الكثير من المعجزات النبوية في إحياء الموتى.
وضمن ما رووا أن زيد بن حارثة والربيع بن فراش ورجلين من الأنصار قد تكلموا بعد الموت, ورووا أيضاً أن ربعي بن حراس الغطفاني تبسم بعد الموت وأن أبا القاسم الطلحي إسماعيل بن محمد الحافظ قد ستر سوأته بعد الموت.
وتكشف الآيات القرآنية الكثير من المعجزات التاريخية المرتبطة بالعودة من الموت, ففي سورة الكهف يقول تعالى (ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا) ويروي يوسف بن يحيى المقدسي أن الشافعي في " عقد الدرر " عن الثعلبي في تفسيره لقصة أصحاب الكهف» انهم أخذوا مضاجعهم فصاروا إلى رقدتهم إلى آخر الزمان عند خروج المهدي عليه السلام «ما يدل على عودتهم في آخر الزمان.
وهناك ايضاً القصة التي وردت في سورة البقرة عن الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها, والذي تردد أنه " آرميا " أو " العزير " وبصرف النظر عن صاحب هذه القصة إلا أن المؤكد والمشترك في القرآن الكريم والتفسيرات المختلفة أنه مات 100 سنة ثم عاد للدنيا من جديد وعاش فيها حتى انتهى أجله.
عودة بني إسرائيل
يعد بنو إسرائيل من أكثر الذين شهدوا معجزات عودة الموتى إلى الحياة, وهو ما يؤكده القصص القرآني الشريف, يقول تعالى في سورة البقرة (فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون) وهي تتناول قصة إحياء قتيل بني إسرائيل الشهير ¯ حيث روى المفسرون أن رجلاً من بني إسرائيل قتله قريب له ليرثه, ولم يعرف من القاتل فأراد اليهود معرفته فأمرهم الله أن يذبحوا بقرة ويضربوا القتيل ببعض أجزائها ليحيا ويخبر عن قاتله, وبعد أن استمر جدال طويل من بني إسرائيل حول هذه البقرة ذبح اليهود البقرة وضربوا بها القتيل فقام من موته وجسده ينزف دماً وأخبر عن قاتله ثم مات ثانية.
وفي سورة البقرة قصة أخرى لعودة قوم من بني إسرائيل من الموت, يقول تعالى في الآية 243 من سورة البقرة (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس .. ) حيث إن هؤلاء القوم ماتوا ثم أحياهم الله تعالى بعد موتهم وعادوا للحياة وعاشوا بعد ذلك فترة طويلة, وأيضاً في سورة البقرة في الآيتين 55, 56 وردت قصة إحياء سبعين رجلاً من قوم موسى المختارين, يقول تعالى (وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون) «حيث ضربتهم الصاعقة فماتوا ثم عادوا من الموت للحياة ومارسوا حياتهم وتزوجوا وأنجبوا حتى ماتوا ثانية, ومن أشهر من تم إحياؤهم
¥