تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من مقديشو!!!!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[11 - 11 - 2007, 02:52 م]ـ

تشهد أرض الصومال الإسلامية هذه الأيام، في ظل انشغال الرأي العام الإسلامي بقضايا: العراق، وفلسطين، .............. إلخ من جراحات المسلمين، تشهد هجمة صليبية إثيوبية شرسة، قامت بدعمها من البداية، كما هو معلوم، الولايات المتحدة الأمريكية، الراعي الرسمي الأول للإرهاب في العالم، إذ تلقت الحكومة الإثيوبية دعما ماليا وصل إلى نحو: 500 مليون دولار، إن لم تخني الذاكرة، لشن هذه الحملة الشرسة على نظام المحاكم الإسلامية الذي نجح في استعادة الأمن المفقود في ظل حكومات صورية وميليشيات مسلحة أفرادها مرتزقة يبحثون عن مقومات الحياة الأساسية من طعام وشراب وكساء ......... إلخ، وهو أمر شهدت له منظمات الإغاثة الدولية، مع كونها جهات محايدة، بل كثير منها، عند التحقيق، منظمات تنصيرية تشارك بدور فعال في الحملة الصليبية على القرن الإفريقي، ومع ذلك أنطقها الله، عز وجل، بالحق، فلم تنعم مقديشو بالأمن المفقود منذ سقوط نظام سياد بري البائد إلا في ظل هذه المحاكم التي نجحت في فرض الأمن بسلطان الشرع المنزل، مصداق قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)، تماما كما اعترفت الأمم المتحدة من قبل، مع كونها العدو "الدبلوماسي" الأول للإسلام وأهله، إن صح التعبير، كما اعترفت من قبل بنجاح نظام "الطالبان" في بسط الأمن على ربوع بلاد الأفغان، والحد من زراعة المخدرات، وهما أمران لا وجود لهما الآن تحت قيادة الرئيس الكاريكاتيري: "حامد قرضاي" أسير كابول، بل ربما أسير محل إقامته فيها!!!!.

وما كان لإثيوبيا، تلك الدولة المتهالكة، أن تشن حملة بهذا الحجم، إلا بدعم صليبي من أمريكا، فهي عند التحقيق، أداة طيعة في يد الأمريكان لتنفيذ مخططاتهم في ضرب الحركات الإسلامية في منطقة القرن الإفريقي، وهو نفس الدور الوضيع الذي لعبه التحالف الشمالي المعارض في بلاد الأفغان من قبل لما تلقي مساعدات عسكرية وصلت إلى: 800 مليون دولار من نفس الجهة، وبعده جاء دور المعارضة العراقية اللقيطة التي تآمرت على الشعب العراقي المسلم تنفيذا لبرامج ومخططات أعدتها قوى الضغط في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تتحكم في إدارة دفة الأمور في البيت الأبيض، فليس لساكنيه من الأمر شيء سوى تنفيذ البرامج المعدة سلفا لضرب: دول وجهات معينة تبعا لمصالحها، وكل ذلك إنما يجري بإرادة الله، عز وجل، الكونية، لحكمة قد نعلمها، وقد لا نعلمها، وإنما تستخرج العبوديات بمثل هذه الابتلاءات.

الشاهد أن الصورة واحدة مع اختلاف الأسماء، فالمسميات واحدة، فقرضاي هو المالكي هو عبد الله يوسف هو ............. إلخ.

وكان سبب هذه الحملة المتصاعدة في هذه الأيام، مع كونها مستمرة منذ دخول القوات الإثيوبية أرض الصومال في نهاية العام الماضي، أن إخواننا في الصومال نجحوا في توجيه عدة ضربات موجعة إلى القوات الإثيوبية، الصديقة كما يصفها أحد أعضاء الحكومة الصومالية العميلة!!!!!، وقاموا بسحل أحد جنود إثيوبيا في شوارع مقديشو في مشهد أعاد إلى الأذهان سحل الجنود الأمريكان في نفس الشوارع في عام 1993 م قبل أن يسارع الأمريكان، كعادتهم، في الهرب عند أي مواجهة حقيقية، فما كان من الإثيوبيين إلا أن صبوا جام غضبهم على إخواننا المدنيين في مقديشو مما اضطر عددا كبيرا منهم إلى الهروب إلى ضواحي مقديشو في ظروف إنسانية متردية بحثا عن الأمن المفقود، وقد أجرت إذاعة البي بي سي اللندنية، لقاء مع إحدى النازحات وتدعى السيدة: صفية، وهي أم لأربعة أطفال، وصفت فيه الوضع الأمني والإنساني المتدهور في مقديشو، ونددت فيه بالصمت الإسلامي والعربي المعتاد، فدول الجوار الإسلامية لا تلقي بالا لهذه الأمة البائسة، وقالت في نهاية اللقاء بأن الصوماليين لا ينتظرون أي عون إلا عون الباري، عز وجل، فهو وحده القادر، على أن ينصرهم، إن أخذوا بأسباب النصر، وبذلوا جهدهم، ولو كان ضئيلا، فلا تكليف إلا بمقدور، مصداق قوله تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا).

والكتاب المنزل لابد له من حديد ينصره، فلا بقاء للحق إلا بقوة تحميه، وفي التنزيل: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)، فعطف ذكر الحديد على ذكر الكتاب والميزان.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=54446

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير