تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[فضل عشرة ذي الحجة (لابن عثيمين) رحمه الله]

ـ[عمرمبروك]ــــــــ[13 - 12 - 2007, 01:32 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه وأشهد أن لا الله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها النجاة يوم نلاقيه وأشهد أن محمد عبده ورسوله وخليله و أمينة على وحيه صلي الله عليه وعلى أهله أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد

فيا عباد الله إنكم تستقبلون في هذه الأيام عشر ذي الحجة التي بينَّ النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم فضل العمل فيها بقوله (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلَّا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) (1) فالعمل الصالح في عشر ذي الحجة أفضل من العمل الصالح في عشر رمضان الأخيرة بل أفضل من العمل الصالح في أي يوم من أيام السنة هكذا قال النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم ولكن كثيراً من الناس يجهلون قدر هذه الأيام العشر فلا تكاد تجد أحدا يميزها عن غيرها بكثرة العمل الصالح و لكني أقول إن من بلغته سنة النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم فإن الأولى به أن يكون متبعا لها وجوباً في الواجبات واستحبابا في المندوبات إذاً فأكثروا من العمل الصالح في هذه الأيام العشر أكثروا من الصلاة أكثروا من قراءة القرآن أكثروا من الذكر أكثروا من الصدقة صوموها فإن الصيام من أفضل الأعمال الصالحة قال الله عز وجل في الحديث القدسي (كل عمل بن آدم له الحسنة بعشرِ أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة إلَّا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) (2) وفي هذه الأيام العشر احترموا أضحيتكم بحرماتها التي جعلها النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم حيث قال (إذا دخل العشر و أراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذن من شعره ولا من ظفره ولا من بشره أي من جلده شيئا) (3) فمن أراد أن يضحي فلا يأخذن من ذلك شيئا إلى أن يضحي وذلك احتراماً للأضحية التي هي من شعائر الله قال الله عز وجل ? ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ * حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُةُ الطَّيْرُ أُوْ تَهْوِى بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ * ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ? (الحج:30 - 32) وفي هذا دليل على أهمية الأضحية حيث جعل لها النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم حرمات يحترمها الإنسان عند إرادة فعلها ولكن في أي مكان تكون الأضحية تكون الأضحية في بلد الإنسان تكون الأضحية في بيته يقيم بذلك شعائر الله في بلاد الله عز وجل وليست الأضحية مجرد صدقة حتى يتوخى الإنسان فيها أحوج بلاد المسلمين ولكنها قربة خاصة يتقرب بها الإنسان إلى ربه ولو كانت مجرد صدقة لكانت جائزة قبل صلاة العيد بعدها ولكانت جائزة من بهيمة الأنعام وغيرها ولكانت جائزة فيما بلغ السنة وما لم يبلغه ولكنها عبادة مؤقتة محددة بكيفيتها ووقتها وحين إذاً نعرف انه من الغلط أن يرسل الإنسان دراهمه إلى بلاد أخرى ليضحي بها هناك فان هذا ليس من سنة الرسول صلي الله عليه وعلى آله وسلم وإنما كان يبعث بالهدى من المدينة إلى مكة من أجل اختصاص المكان لا من أجل حاجة الناس أما الأضحية فإن النبي صلي الله عليه وسلم كان يضحي في المدينة وإن إرسال الدراهم ليضحي بها في مكان آخر تفوت به مصالح كثيرة يفوت به إظهار الشعيرة في البلاد فإن ذبح الأضاحي من شعائر الله فإذا أرسل الناس دراهمهم إلى بلاد أخرى ليضحي بها بقيت البلاد بلا شعيرة يفوت بها أن يذكر الإنسان ربه على هذه البهيمة التي ضحى بها والله تعالي يقول ? وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَام ? (الحج: 34) يفوت بها إتباع سنة النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم حيث كان يضحي بنفسه ويذبح أضحيته ويذكر اسم الله عليها ويسأل الله قبولها وإذا أرسلت الدراهم إلى هناك فمن الذي يتولى ذلك أليس هو الذابح هذا إن أحسنا الظن به ووثقنا بمن نرسل الدراهم معه أما إذا كانت أضحيتك في بيتك فتولى ذبحها بنفسك إن كنت

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير